مفاوضات طالبان وكابول في الدوحة.. خداع قطري لدعم الحركة الإرهابية
الجمعة 28/فبراير/2020 - 02:47 ص
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الدور المشبوه الذي تلعبه إمارة الشر "قطر"، مستمر في دعم وتمويل حركة طالبان الإرهابية، حيث تزعم الدوحة أنها تهدف لإنهاء الحرب في أفغانستان بين حركة طالبان المسلحة والحكومة الأفغانية، ولكن خابت ظنونها مرارا وتكرارا مع التأجيل المستمر للمفاوضات التي دعت إليها قطر، وأرسلت الحكومة الأفغانية وفدا يضم ستة أشخاص إلى الدوحة من أجل "تواصل أولي" مع طالبان، وفق ما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأفغاني.
وشهدت المفاوضات مشاهد غير مألوفة كتحوّل مقاتلي "طالبان" إلى مفاوضين سياسيين في العاصمة القطرية.
واستضافت قطر كذلك اجتماعات لحوار أفغاني داخلي ضم أطرافاً سياسيين وعسكريين واجتماعيين بينهم مجموعات من النساء.
وكانت إمارة الإرهاب قد أنشأت مكتبا سياسيا لحركة طالبان في الدوحة تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك طالبان، وإرسال التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وبدأ الصراع منذ 18 عاما في أفغانستان، وقال جواد فيصل إنه "بطلب من طالبان وشركائنا الدوليين، شكلت الحكومة هذا الفريق لبدء اتصالات مباشرة" مع المتمردين، مضيفا أن الوفد ليس "فريق تفاوض ولن يتفاوض حول أي شيء مع طالبان".
وتجري الولايات المتحدة محادثات مع طالبان منذ أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق تسحب بموجبه آلاف الجنود مقابل ضمانات أمنية من طالبان وتعهّدا بعقد محادثات سلام مع حكومة كابول.
ومنذ اجتياح أفغانستان الذي قادته واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من ترليون دولار على القتال في أفغانستان وإعادة إعمارها.
وفي 21 فبراير الجاري، قدمت حركة طالبان الإرهابية، الشكر لتنظيم الحمدين في قطر، بقيادة تميم بن حمد آل ثاني، على المساعدات التي تقدمها الدوحة للحركة المتطرفة.
وكتب سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة: "نحن ممتنون لدولة قطر على الجهود التي تقدمها لحركة طالبان".
ويأتي هذا اللقاء بعد أيام من احتفالية توقيع اتفاق تاريخي بين واشنطن والمتمردين من المنتظر أن تنظّم السبت في الدوحة في حال تم الالتزام بالهدنة الجزئية المتواصلة منذ ستة أيام في أفغانستان.
وينتظر أن يحضر ممثلون عن 30 دولة خلال توقيع الاتفاق الذي أعلنت الحكومة الأفغانية أنها لن تحضره. وقال فيصل إن "مجموعة التواصل" التي أرسلت الخميس إلى الدوحة "لن تشارك" فيه أيضا.
وينصّ الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية وفتح حوار بين المتمردين وممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.
وأكد مسؤول حكومي آخر إرسال الوفد، مشيرا إلى أنه "يتمثل في فريق تواصل مسؤول عن تحضير الأرضية للحوار بين الأفغان".
ورفضت حركة طالبان، منذ إزاحتها من السلطة عام 2001 من طرف تحالف دولي تقوده واشنطن، الجلوس مع الحكومة في كابول التي تعتبرها "دمية" في أيدي واشنطن.
وبدأت الهدنة الجزئية التي السبت الماضي بين طالبان والقوات الأميركية والأفغانية والتي تمثل تمهيدا لتوقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والمتمردين.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها 2018.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
وكانت صنفت وزارة الخارجية الأمريكية في 2009، الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في دعم طالبان، بالأسوأ في المنطقة، وفي عام 2010 توافد العديد من عناصر الحركة إلى الدوحة في محاولة لإنشاء وجود رسمي لهم.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.