التصعيد أو التراجع.. ماهي خيارات أردوغان للرد على خسائر الجيش التركي في إدلب
في ظل ارتفاع خسائر الجيش التركي في سوريا، واقتراب مهلة الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان من الانتهاء والتي هددت فيها
الجيش السوري بالرد عليه اذا لم يخرج من المناطق التي حررتها القوات
المسلحة السورية في إدلب، نهاية فبراير الجاري.
وفقا لتقارير عربية واجنبية، إن خسائر اردوغان في سوريا اقترب من 100 قتيل في صفوف الجيش التركي وعشرات الجرحى، وهو ما يشكل أكبر خسارة لأنقرةمنذ تورطها في الازمة السورية ودعمها للجماعات الارهابية والمتطرفة.
ويرى مراقبون أن خيارات اردوغان للتحرك في سوريا محدودة، وان اي تهور تركي
في سوريا يعني الدخول في مواجهة مباشرة مع القوات الروسية، وهو ما يعني نهاية
الوجود التركي في سوريا، او فتح حرب واسعة ليس حلف الناتو مستعد لها الأن والدخول
في حرب مفتوحة مع روسيا.
وقال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، أنه وحسب معلوماتي
من الميدان ، هناك 92 قتيل في صفوف الجيش التركي واكثر من 50 جريح ، وأردوغان ما زال
يكذب على شعبه ويخفي الاعداد الحقيقية ،سوف يستمر استهداف الجنود الاتراك .
وأضاف السبع لـ"بوابة الحركات الاسلامية" أنه لا
خيار امام اردوغان الا امرين،الانسحاب الفوري والكامل من الاراضي السورية ، وهو ما
يعني نهاية الأزمة التي استمرت لأكثر من 9 سنوات، ووضع نهاية للمشروع الأردوغاني
في المنطقة.
الأمر الثاني من وجهة نظر السبع، أن اردوغان سيصعد
عسكريا، ووقتها سوف يتجرع السم في ادلب مما يؤدي الى سقوطه في الداخل التركي
وخسارته الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.
وتابع المحلل السياسي البناني :"بالنسبة لي ، اتمنى
من كل قلبي ان يرفع اردوغان السقف عاليا ، وان يتحدى موسكو اكثر من ذلك ، حتى يكون
سقوطه مدويا اكثر ، هو لا يعرف مع من يلعب في هذه المنطقة ".
حول تدخل الناتو وفتح حدود تركيا امام اللاجئين، قال
السبع، إن ورقة اللائجين، أصبحت مساومة
رخيصة من قبل أردوغان، وان الاتحاد الاوروبي سيكون لديه القدرة على التعامل
مع هذا الأمر، وهو ما قد يخسر أردوغان دعم
الناتو لتركيا في الملف السوري.
وأضاف ان توجه تركيا لطلب دعم من حلف الناتو، سيمون محل نقاش ولكن من ينغمس الناتو في حرب مع تركيا ضد روسيا في سوريا يعني الدخول في حرب مفتوحة مع الدولة الروسية والجيش الأحمر، وهو ما لا تريده دول لاتحاد الأوروبي ولا يريده حلف الناتو، وربما يخرج اجتماع الناتو بدعوات للتهدئة او يترك الملف التركي للولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه يرى عضو هيئة المصالحة الوطنية بسوريا عمر رحمون،
أن أردوغان ثمن سيدفع تدخله بالشأن السوري من تمويل ودعم الإرهابيين وتسليحهم وتدريبهم
وحمايتهم وتقديم كافة أدوات الدعم ، وجلب كافة الإرهابيين وزجهم بسوريا ليقاتلوا جيشها
وأهلها.
وقال رحمون "سيدفع ثمن مقامرته بالسوريين واتخاذهم ورقة
ضغط على أوروبا"، مؤكدا أن "أمام أردوغان مصير واحد هو مصير عدنان مندرس
وقريباً".