مقتل أبو عياض التونسي ... ثعلب القاعدة وزعيم أنصار الشريعة
السبت 29/فبراير/2020 - 12:06 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
نعى تنظيم "القاعدة في المغرب " قياديه أبو عياض التونسي، ويحيى أبو الهمام نائب رئيس جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" في منطقة الساحل الإفريقي، إضافة إلى أبو دجانة القصيمي الناطق باسم جماعة "المرابطون" وقيادات إرهابية من جنسيات مختلفة كانوا برفقتهم. وهذه أول مرة يعترف فيها التنظيم بمقتل هؤلاء وذلك خلال مواجهة مع القوات الفرنسية شمال مدينة تمبكتو في مالي منذ عام.
كما نعى التنظيم أيضا القيادي الليبي عبد المنعم سالم خليفة أبو حوية الحسناوي، المكنى بـ "أبو طلحة الليبي"، مبينا أنه قتل في 18 يناير 2019، بعد محاصرته في منزل في دائرة "الشاطئ – سبها"، من قبل القوات المسلحة الليبية في 18 يناير 2019.
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أعلن في مؤتمر صحفي في يناير 2019، مقتل الإرهابي عبد المنعم الحسناوي، الشهير بـ"أبو طلحة"، خلال عملية عسكرية للقوات المسلحة، لكن قنوات جماعة الإخوان والأبواق الإعلامية لـ"الوفاق". شككت دوما في نجاح القوات المسلحة في القضاء على الإرهابي الخطير.
وكان زعيم أنصار الشريعة التونسي سيف الله بن حسين المكنى بـ"أبوعياض" لقي حتفه في موكب الإرهابي الجزائري "يحيى أبوالهمام" في غارة شنتها القوات الفرنسية شمال غرب مدينة تمبكتو المالية بالقرب من الحدود الموريتانية.
وأفادت تقارير صحفية أن المخابرات الإيطالية أبلغت نظيرتها التونسية بداية شهر فبراير الجاري بمعلومات دقيقة ومؤكدة، تفيد بأن الإرهابي أبوعياض تسلل من ليبيا إلى تونس، وسط أنباء عن وجود علاقات بين "أبوعياض" وتنظيم الإخوان الإرهابي وتحديدا حركة النهضة التونسية.
وذكرت عدة تقارير أن الإرهابي "أبوعياض" دخل إلى تونس عبر معبر الذهيبة وازن منذ حوالي شهر، وقد عاد لليبيا من نفس المعبر باتجاه مدينة أوباري ومنها إلى منطقة أم الغرانيق في الهروج الواقعة وسط الصحراء إلى الجنوب الشرقي لطرابلس، والجنوب الغربي لبنغازي، حيث نقلت الجماعات المتطرفة نشاطها.
وأشارت التقارير إلى أن دخول أبوعياض إلى مالي كان مع محمد عاطف المصري المعروف باسم "أبوحفص المصري" وحسن الصومالي من جماعة الشباب الإسلامي الصومالي التابعة لتنظيم القاعدة.
وكانت هيئة الأركان الفرنسية، قد أعلنت في بلاغ لها، بأن ضربة جوية للجيش الفرنسي سمحت بشل حركة نحو 15 إرهابيا من تنظيم "جبهة تحرير ماسينا" وسط دولة مالي.
وكان وزارة الدفاع الفرنسية قد أعلنت أمس الجمعة 29 فبراير، أن قواتها تمكنت الخميس الماضي، من تصفية الرجل الثاني في أكبر تحالف إرهابي مرتبط بتنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل، هو جمال عكاشة المعروف بيحيى أبو الهمام.
كما نقلت مجلة ”Jeune Afrique” الفرنسية عن مصدر عسكري تأكيده أنّ الإرهابي التونسي "أبو عياض" مؤسس تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي قتل في عملية للجيش الفرنسي بمالي.
وقال ذات المصدر العسكري الذي لم تكشف المجلة عن هوته: "هذا العمل الرائع الذي يجسد سنوات من البحث يحمل ضربة قاسية للمجموعات الإرهابية"
يشار إلى أنه سبق وأن تم الإعلان عن مقتل الإرهابي "أبو عياض" في أكثر من مرة وفي مناطق مختلفة.
وتأتي الضربة الفرنسية في إطار محاولات فرنسا غلق الثغرات الأمنية التي خلفتها الولايات المتحدة في منطقة الساحل الأفريقي بعد إعلانها إعادة ترتيب انتشارها في المنطقة لتقيل أعداد جنودها في تلك المنطقة.
ويؤكد المراقبون أن تنظيم القاعدة ينتشر بصورة كبيرة في منطقة الصحراء الأفريقية الكبرى، ويستغل الاضطرابات السياسية الموجودة في دول تلك المنطقة لتغذي نشاطه وتواجده في المنطقة.
كما ينافس تنظيم القاعدة "داعش" في منطقة الساحل الأفريقي، ويقدم نفسه بديلاً بعد سقوط تنظيم داعش في عام 2019، وسبق أن استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية قاسم الريمي، قائد تنظيم القاعدة في اليمن، وهو ما يؤكد أن هناك خلل في البناء التنظيمي.
ويشير المراقبون إلى أن عملية برخان التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي لمواجهة التنظيمات الإرهابية لا يمكن لها أن تقضي على التنظيم، لأن استهداف القيادات في القاعدة لا يقضي عليه، فتنظيم القاعدة دائما ما يبحث عن بدائل لتولي الزعامة خلفاً لمن يموت من القادة.
ويشير عدد من المحللون إلى أن التنظيم قادر على التمدد على الرغم من مروره بحالة من الضعف خلال السنوات الماضية، خاصة وأن الضربات التي يتم توجيهها إلى التنظيم تكون بطريقة عشوائية، خاصة وأن المواجهة مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقية تحتاج إلى مواجهة أعمق، لا يعتمد فقط على المواجهة الأمنية، ولكنه يحتاج إلى أشكال وأبعاد أخرى من بينها تعزيز الاستقرار السياسي في تلك المناطق، خاصة وأن أغلب التقارير تؤكد أن التنظيم يعود إلى الواجهة من جديد رغم الضربات التي يتلقاها.
للمزيد حول أبو عياض التونسي... ثعلب القاعدة.. اضغط هنا