موسم القطاف.. هل تعجل خسائر حزب الله في إدلب بخروج إيران من سوريا؟
السبت 29/فبراير/2020 - 01:44 م
طباعة
علي رجب
خسائر فادحة تعرض لها ميليشيات ايران وحزب الله اللبناني في معارك إدلب شمال سوريا ضمن قتال الجيش السوري لميليشيات المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة.
نعى “حزب الله” مقاتلا خامسا في صفوفه اليوم السبت، وهو الايراني السيد علي الزنجاني، على ان يحدد موعد التشييع لاحقا.
والزنجاني، كما وصفه حزب الله في نعيه هو المقالت الخامس، الذي نعاه الحزب في معركة سراقب شمال سوريا مع القوات التركية والفصائل السورية المدعومة منها.
كيما نعى حزب الله اللبناني أمس 3 قتلى نعى اليوم الشاب حمد علي خضر من حارة الفيكاني، بالاشارة الى انه استشهد وهو يقوم بواجبه الجهادي. وابو خضر هو المقاتل الرابع الذي نعاه حزب الله في معركة سراقب شمال سوريا مع القوات التركية والفصائل السورية المدعومة منها. وكان نعى الحزب 3 مقاتلين أمس هم: محمد ترشيشي وعلي قاسم وعيسى برجي.
وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من “حزب الله” اللبناني، بينهم قياديين خلال المعارك والاشتباكات في مدينة سراقب ومحيطها، فيما رصد المرصد السوري حشودا عسكريا لقوات “حزب الله” اللبناني في محيط سراقب وريف حلب الجنوبي.
وبذلك، يرتفع عدد الغارات إلى 114، استهدفت مدينة سراقب ومحيطها والترنبة ومناطق في جبل الزاوية وغرب إدلب.
وكانت تقارير إعلامية قد أكدت مقتل أكثر من 130 عنصراً لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، وتدمير أكثر من 7 دبابات وعربات مدرعة على جبهات حماة وإدلب واللاذقية، وذلك خلال الـ 48 ساعة الماضية.
ودخل حزب الله بالانخراط في الصراع السوري منذ 2012، بطلب إيراني في إطار صراع النفوذ بين تركيا وإيران في سوريا، وبدعوى الدفاع عن المراقد المقدسة في سوريا.
ففي 24 يناير الماضي، تم الإعلان عن مقتل أحد قادة ميليشيا حزب الله، جعفر الصادق، في سوريا. وبعد أربعة أيام، تم إعلان عن مقتل ثلاثة من مقاتلي حزب الله هم عمار درويش وعباس يونس وعباس طه، وجميعهم قتلوا في ريف حلب. ومع اشتداد القتال في مناطق مثل الزهراء، قتل أحد مقاتلي حزب الله وهو مهيب النمر.
كما قُتل قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، أصغر باشابور، يوم الأحد. وكان باشابور ملازماً لقائد قوة القدس الذي اغتيل مؤخراً قاسم سليماني، وكان مسؤولاً عن تجهيز وتدريب الميليشيات الشيعية في سوريا. يُعتقد أن باشبور كان من أوائل أعضاء الحرس الثوري الذين رافقوا سليماني إلى سوريا عندما بدأت الحرب الأهلية.
وأوضح تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي أن ميليشيات الطائفية المدعومة من إيران تكبدت خسائر فادحة على أيدي الجماعات المتشددة المدعومة من تركيا في ريف حلب. وعانت هذه الميليشيات في حلب وبالتحديد قوة الدفاع المحلية من وطأة الخسائر مع مقتل العشرات من عناصرها.
ويرى مراقبون ان نجاح الجيش السوري بدعم من روسيا في تحرير مناطق واسعة من إدلب يشكل بداية النهاية للوجود التركي الإيراني في سوريا، في ظل الصراع الروسي الإيراني المكتوم، وضمن تحولات كبرى تشهدها سوريا ابتداء من هزيمة داعش، وتقليم اظافر أردوغان في إدلب، مرورا بتبدل التحالفات في شمال شرق سوريا بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة.
المرصد السوري لحقوق الانسان، اكد ان روسيا أصبحت صاحبة الكلمة العليا في سوريا، وأن خروج ايران وميليشياتها من سوريا مسألة وقت، فعلى سبيل المثال، شهدت الساحة السورية زيادة في النشاط الروسي والإيراني على حد سواء، وفق المرصد الذي وصف ما يحدث بين الحليفين بـ"الصراع المكتوم".
وأوضح المرصد ان روسيا أصبحت الراعي الأول والأخير للاتفاقات التي تجري بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية وتركيا.
وفيما يعد دليلا على "الصراع المكتوم" بين الروس والإيرانيين، قال المرصد إنه رصد في 8 ديسمبر 2019 خروج رتل عسكري مشترك بين القوات الروسية والجيش السوري في دورية لأول مرة، داخل مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، في ريف دير الزور الشرقي.
ووفقا لما نقله المرصد عن مصادر موثوقة، فإن "الصراع الروسي الإيراني يتخذ أشكالا عدة، من بينها الصراع عبر المساعدات الغذائية واستغلال حالة الضعف والجوع وفقر الحال وضعف القوة الشرائية والتشرد والنزوح التي يعاني منها المواطنون السوريون بفعل ثماني سنوات من الحرب".
وفي السادس من يونيو 2019، علم المرصد السوري أن روسيا، ضمن محاولاتها المتواصلة للحد من الوجود الإيراني في الشمال السوري، عززت نقاطها في تل رفعت للحد من التمدد الإيراني في المنطقة.
ويقول الكاتب السوري أكرم البني، ان "ثمة وجهتا نظر تتبلوران اليوم حول ما يثار عن احتدام الخلاف بين موسكو وطهران على حصص النفوذ في سوريا، ربطاً بتواتر أخبار تنافسهما المكشوف للاستيلاء على ثروات البلاد ومفاصل المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتكرار الاشتباكات بين قوات موالية لكلا الطرفين في السباق لانتزاع بعض المواقع والمرافق الحيوية في أرياف حماة ودرعا ودمشق، يحدوها تصريحات للكرملين حول ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من البلاد بما فيها القوات الإيرانية والميليشيا التابعة لها، والردود المتحدية لقيادات إيرانية بأنه لا أحد يستطيع إبعادهم عن الساحة السورية".
وأضاف البني، أن"هذا الخلاف جدي وسوف يتفاقم مع خمود المعارك وبدء موسم القطاف، ليأخذ أبعاداً حادة تفضي في نهاية المطاف لتمكين طرف على حساب الآخر في تقرير المصير السوري، ليس فقط لأن التجربة تفيد بأن قوتين نافذتين يصعب أن تتعايشا على أرض واحدة، وإنما أيضاً بسبب تباين شروط الطرفين ودوافعهما للتدخل في الشأن السوري وتعارض خططهما حول مستقبل البلاد".