تقرير أمريكي: هل اقتربت نهاية أردوغان؟

السبت 29/فبراير/2020 - 03:13 م
طباعة تقرير أمريكي: هل أميرة الشريف
 

تقرير أمريكي: هل اقتربت نهاية أردوغان؟

في ظل الضربات التي يتلقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسقاطات المتلاحقة من الجيش الليبي والسوري معا ضد الجيش التركي، حيث قُتل 33 جنديا تركيا في غارة شنتها طائرات تابعة للنظام السوري في إدلب، حسب مسؤول تركي رفيع، بات أردوغان علي حافة الهاوية والتراجع يوما بعد يوم، حيث تكبد خسائر فادحة داخل عناصر الجيش التركي علي مدار الأيام الماضية، وقالت وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرج"، في تحليل لها عن الوضع في تركيا بعد مقتل عدد كبير من الجنود الأتراك في سوريا مؤخراً، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بات في وضع صعب داخلياً وخارجياً، معتبرة أن هذا الموقف هو نتيجة سنوات من السياسات الخاطئة التي تركته وحيداً معزولاً وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق.
واعتبر التقرير أن فتح معابر تركيا لمرور اللاجئين السوريين إلى أوروبا ليست ورقة رابحة وسوف تفشل سريعاً.
ووفق التقرير فإن أردوغان كان معزولاً بينما كان يفكّر بالرد التركي المحتمل على مقتل جنوده في سوريا، في هجوم هو الأكثر دموية على جيشها منذ عقود. ورجّحت "بلومبرغ" أن يكون الافتقار إلى الدعم الدولي حاسماً في تراجع أردوغان عن الرد على هذا الهجوم.
وبحسب "بلومبرغ"، كانت الظروف كلها تصب عكس مصلحة تركيا. الطائرات الحربية الروسية وأنظمة الصواريخ الروسية التي يستعين بها النظام السوري تجعل من الصعب للغاية توفير غطاء جوي لـ10 آلاف جندي تركي الذين أرسلهم أردوغان عبر الحدود لوقف انهيار آخر معقل للفصائل في سوريا في إدلب ومنع ملايين اللاجئين المحتملين من التوجه لحدود تركيا.
وقد تحدث أردوغان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة، وكان من المتوقع أن يتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "لكن المكالمات لم تكن لتغيّر من واقع من يسيطر على سماء سوريا"، على حسب تعبير الوكالة.
وأضافت أن "خيارات أردوغان للانتقام" من قوات النظام السوري "كانت محدودة في غياب الدعم الجوي". وأوضحت أن الغارة التي قتلت جنوداً أتراكاً "كانت تهدف إلى ردع تركيا عن التوغل في عمق إدلب"، وأن من شأن أي انتقام من طرف أنقرة أن يضع المواقع التركية تحت تهديد أكبر.
وتوقع مسؤول رفيع المستوى على دراية مباشرة بسياسة تركيا في سوريا أن "يكون أردوغان قد استثمر الكثير في هجومه بسوريا بحيث لا يمكن أن يتراجع الآن، وسيسعى إلى الانتقام العسكري المستمر"، حسب ما جاء على "بلومبرغ".
وأضافت "بلومبرغ" في تقريرها أن "عزلة أردوغان هي إلى حد كبير من صنع يده. لسنوات، كان (أردوغان) يبتعد بسياسته الخارجية عن حلفاء تركيا التقليديين في الغرب. وقد تسارع هذا التغيير في الاتجاه بعد أن قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه في ليلة الانقلاب العسكري الفاشل ضد أردوغان في عام 2016 في حين بدت العواصم الغربية غير مبالية. وقد أقام الزعيمان علاقة شخصية قوية حتى في الوقت الذي اختلفت فيه أجندتهما في الشرق الأوسط".
وذكّرت الوكالة بأن أنقرة اختارت العام الماضي شراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم، مفضلة الخيار الروسي على البديل الأميركي الصنع الذي كان سيأتي مع قيود على مكان وزمان استخدامه. وأدى هذا الأمر إلى توتر العلاقة بين أنقرة وواشنطن، وطردت وزارة الدفاع الأميركية تركيا من برنامج صناعة الطائرات المقاتلة "اف. 35".
أما في ما خص علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي، فتتعمق المشاكل بسبب عقود من الخلافات حول مسائل أساسية مثل جزيرة قبرص حيث توجد جمهورية تركية منفصلة منذ اجتياح تركيا شمال الجزيرة في 1974 رداً على محاولة انقلاب قام بها أنصار الاتحاد مع اليونان.
 واتهم أردوغان الدول الأوروبية بعدم القيام بما فيه الكفاية لتغطية نفقات رعاية 3.6 مليون لاجئ استقروا في تركيا بسبب الصراع. وهدد مراراً وتكراراً بإرسالهم شمالاً إلى حدود الاتحاد الأوروبي.
وفي أعقاب هجوم يوم الخميس، حذر المسؤولون الأتراك أوروبا مرة أخرى من أن تركيا "ممتلئة" باللاجئين وسيتعين عليهم استقبال جزء منهم إذا ما استمر القتال في إدلب.
وفي هذا السياق، قالت أناستازيا ليفاشوفا، مديرة "صندوق بلاكفريرز لإدارة الأصول"، إن أي مغامرة عسكرية تركية في سوريا، في ظل غياب الدعم من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، قد تزيد من تداعيات السوق في تركيا.
وكانت أظهرت هزائم أردوغان العام الماضي في الانتخابات البلدية بالمدن الرئيسية أن قاعدته الانتخابية، مهما كان ولاؤها له، متململة من الاقتصاد المتعثر. وهذا مؤشر مهم للزعيم التركي الذي يمكنه الترشح لإعادة انتخابه في عام 2023.
إلي ذلك، قال هوسين باجي، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة الشرق الأوسط التقنية" في أنقرة: "إن التورط بشكل أعمق في الحرب الأهلية في سوريا لن يؤجج التوترات مع روسيا ذات القوة الإقليمية فحسب، بل قد يؤثر أيضاً على الاقتصاد الضعيف"، مشيراً إلى أن هذا قد يؤثر في نهاية المطاف على صناديق الاقتراع في تركيا.

شارك