في انتظار مزيدًا من الأفلام... "أجندة الفوضى" يكشف مخططات الجماعة الإرهابية مع قطر
الإثنين 02/مارس/2020 - 11:55 ص
طباعة
روبير الفارس
شهدت شبكات التواصل الاجتماعي ردود فعلٍ واسعة إلى جانب هجوم إخواني بعد بث فيلم "أجندة الفوضى"، الذي عرضته قناة العربية وكشفت تسجيلات حصرية على لسان القيادي في التنظيم الدولي للإخوان طارق السويدان تحريضه على إثارة الفوضى داخل دول الخليج ومصر خلال اجتماعه بأعضاء الحركة الإسلامية في الخرطوم عام 2014.
ونشر القيادي في تنظيم الإخوان بعد ساعات من عرض الفيلم تدوينةً عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلاً "سوف تعرفون حقيقتي عندما تتأملون في حقيقة أعدائي"، على حد وصفه.
وبدوره أظهر ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المدعوم قطرياً تأييده لطارق السويدان، بعد بث قناة العربية للتسجيلات. مطالباً طارق السويدان بعدم التراجع عن مواقفه أو اليأس وفقاً لما أورد عبر الحساب الرسمي على موقع تويتر.
وأدرجت الدول الأربع "السعودية ومصر والإمارات والبحرين" الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي على قوائم الإرهاب في نوفمبر عام 2017.
ودخلت كذلك وسائل إعلام مدعومة من قطر وإيران على خط التعاطف مع موقف السويدان، حيث نشر موقع قناة العالم الإيرانية تقريراً يزعم أنَّ فيلم قناة العربية هاجم أعضاء مجلس الأمة الكويتي.. مروجاً إلى أنَّ الفيلم تضمن مقاطع مجتزأة.
موقع الخليج أون لاين الذي يصدر من العاصمة البريطانية لندن وتموله الحكومة القطرية ذهب إلى أن قناة العربية تتدخل في شؤون الكويت وتحرض على الإسلاميين، متجاهلة الإشارة لتسجيلات السويدان التي أوردها "أجندة الفوضى".
وعبر حساب السويدان على موقع تويتر قام بعض المتابعين لمن يصف نفسه بمدربٍ للتنمية البشرية بنشر مقاطع من الفيلم، الذي بثته قناة العربية، مطالبينه بالرد على تصريحاته التي تدعو للفتنة، فيما انتشرت التحذيرات بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من الأفكار التي يروجها طارق السويدان.
وكان وثائقي (أجندة الفوضى) قد استعرض عدداً من التسجيلات الحصرية لطارق السويدان تحدث فيها عن دعم حكومة قطر للتنظيم الدولي للإخوان، حتى وإن قاموا بنفي ذلك جراء الضغوط عليهم.
وقال طارق السويدان في تسجيل حصري إنه لا يرى تغييرا جذريا في مستقبل الخليج العربي إلا أن يحدث صراع داخل الأسر الحاكمة نفسها.
وتضمن الوثائقي أيضاً حديث السويدان عن تدريبه لأكثر من 70 ألف شاب، حيث يسعى التنظيم الدولي الإخوان لتجنيد الشباب في عدد من الدول وعرضت مشاهد حصرية للإخواني الكويتي طارق السويدان أثناء حديثه عن الطلاب المبتعثين السعوديين.
وكشف الوثائقي أحد الاجتماعات السرية التي عقدت في الخرطوم، والذي تضمن شرحاً لكيفية تحرك إخوان الكويت داخل مؤسسات الدولة وعن تجنيد النساء في الإخوان لأول مرة بدول الخليج وعن دور زوجة طارق السويدان في ذلك.
تعليقات علي الفيلم
الكاتب السعودي "مشاري الذايدي " كتب مقالا مهما اثر عرض الفيلم جاء فيه
فيلم «أجندة الفوضى» الذي بثّته قناة «العربية» مؤخراً، ليس سوى لمحة عابرة عن عالم المؤامرات الخفي لجماعات «الإخوان» ومَن يدور في فلكهم، وسلطات قطر، كل هذه السنوات الماضية.
«إخوان» الكويت لديهم ميزة في الخليج، لدرجة يمكن معها وصفهم بالقلب النابض لـ«إخوان» الخليج، ذاك أن «إخوان» قطر، المحليين - يا للعجب - قد حلّوا أنفسهم، كما شرح ذلك، ونظّر له، الدكتور القطري جاسم سلطان... فليس لـ«الإخوان» حاجة للنشاط الحركي في دولة هي أصلاً تبخّرت على جمر «الإخوان».
بينما «إخوان» الكويت، هم الأنشط حركياً وسياسياً وإعلامياً واقتصادياً، ومن أبرز رموزهم الدولية النشطة، الداعية طارق السويدان.
في فيلم «أجندة الفوضى»، تمّ الكشف عن تسجيلات حصرية على لسان القيادي في التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، طارق السويدان، وتحريضه على إثارة الفوضى داخل دول الخليج ومصر، خلال اجتماعه بأعضاء الحركة الإسلامية، في الخرطوم عام 2014.
طارق السويدان نشر بعد عرض الفيلم عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» هذا التعليق: «سوف تعرفون حقيقتي عندما تتأملون في حقيقة أعدائي»، يقصد طبعاً قناة «العربية»، التي لم تفعل شيئاً سوى أنها عرضت التسجيلات بالصوت والصورة، التي كان يتحدث فيها طارق السويدان، بكل أريحية، وثقة، في مؤتمرات حزبية سودانية داخلية، لم يهجس بباله يوماً أنها ستخرج للعلن.
تنادى «إخوان» ورهط طارق لنصرته، مثل منصات قطر الإعلامية، وكذا «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» المدعوم قطرياً أبدى تأييده لطارق السويدان، مطالباً السويدان بعدم التراجع عن مواقفه أو اليأس! واضح من لغة اتحاد القرضاوي حجم الألم الذي أصاب طارق.
كم كنتُ أتمنى لو يُعرض على رابط خاص في موقع «العربية» وحساباتها على «السوشيال ميديا»، كل تعليقات طارق السويدان ومداخلاته، حتى نكتشف أبعاد المؤامرة الإخوانية القطرية، ولا بد أن نتذكر أن السويدان كان يتباهى أمام «إخوانه» السودانيين، بأنه للتو آتٍ من الدوحة، ويحمل رسائل لهم، وأن الدوحة مع «الإخوان» قلباً وقالباً، رغم تعرُّضها للضغوط، وأن التغيير يمكن أن يحدث في دول الخليج، إذا حدث نزاع داخل الأسر الحاكمة.
ماذا يعني كل هذا، وغيره مما لم يُعرَض للمتفرجين؟ خاصة أن عمر التسجيلات هذه قريب، قبل أقل من خمس سنوات؟
يعني أن التزاوج الإخواني القطري العالمي ما زال فعّالاً ونشطاً، وأن الهدف الكبير، وهو إقامة المشروع الإخواني الانقلابي، هو هو... لم يتغير.
وعليه، فهل تُلام السعودية أو الإمارات إن هما واجهتا هذه المشروعات المدمرة بحزم وقوة واستمرارية، أم يُلام مَن يتساهل معها، إن لم يكن مـتآمراً معها؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كلمات دالة
كلمات دالّة الباحث الكويتي محمد الرميحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت، حلل بعض ما كشفه الوثائقي من معلومات وما عرضه من مقولات لطارق سويدان، من خلال مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط بعنوان “الاجتماع السري والمأزق الفكري!”، مؤكداً أنه لولا سقوط حكم حركة الإخوان في السودان لما كانت تلك الثروة من المعلومات تكشفت عن أجندة الحركة، حيث فقدت قدرتها على البقاء وتشتت جمعها في السودان.
وقال الرميحي: “تساءلتُ وأنا أخطط لكتابة هذا المقال: ترى ما الفائدة العامة التي يمكن أن تُجنى من مناقشة رأي لشخص واحد، قيل ربما تحت حماس الساعة في غرفة مغلقة؟! خطورته أنه قيل نيابة عن حركة الإسلام السياسي ذات الجذر الواحد والرؤوس المتعددة، من إيران إلى تركيا إلى السودان إلى تونس، إلى أماكن أخرى في الفضاء السياسي العربي. وجدت أن الأمر يحتاج إلى وقفة؛ لأنه أمر عام، وفي رأيي خطير؛ ليس من منظور الفعل الذي دمر مجتمعات بأسرها، ولكن من منظور الفكر أيضاً، وربما هو الأهم. تلك الأفكار تستولي على عقول كثيرة من عقول الشباب وتضللهم. أشير إلى ما أذاعه تلفزيون “العربية” الأسبوع الماضي، وأصبح اليوم متاحاً على “يوتيوب” تحت عنوان: “أجندة الفوضى”، والقائل هو السيد طارق سويدان من الكويت، الذي يقدّمُ نفسه كداعية من جهة، ومدرب من جهة أخرى، ومبشر بالمشروع “الإخواني” من جهة ثالثة.
قال إن فرع حركة الإخوان في الكويت استطاع أن يحقق هذا وذاك من النجاح السياسي! وإن الحركة في السودان (التي يتوجه إلى أعضائها بالقول) يمكن أن تحقق هذا الهدف وذاك، بسبب مخزونها من الكوادر! إلى آخر ما قال في ذلك الشريط! المفارقة أنه لولا سقوط حكم الحركة في السودان لما كان لنا – كمتابعين – الحصول على ذلك الشريط الذي تُرك مع ثروة من المعلومات لأجندة الحركة، عندما فقدت قدرتها على البقاء وتشتت جمعها في السودان”.
وأضاف أن “خطورة القول أن السيد طارق يتحدث كونه واحداً من جماعة الإخوان في الكويت، ويمكن أن يكون ذلك ادعاءً، كادعائه وقف مساعدات حكومية لمصر، دغدغةً لمشاعر مستمعيه وقتها! أو ادعائه في أشرطته المتاحة فهم الإسلام! ذلك الاعتراف بالانتماء لم تصدر الحركة حوله رأياً أو نفياً، ما يؤكد انتماءه للحركة والحديث باسمها. من هذه الزاوية تأتي أهمية الرصد. حكومة “الإنقاذ” في السودان التي احتضنت ذلك المؤتمر السري سقطت، وتتساوى الأسباب التي عملت على سقوطها مع الأسباب القائمة التي تواجه “النهضة” الذراع الأخرى من الحركة السياسية الإسلامية في تونس، أو المشكلات التي يواجهها نظام أنقرة في السير بعيداً عن الواقع، والانجراف إلى الأدلجة، مع كل ما يتبعها من بروز الدولة الشمولية. أما الفشل القائم في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية فلا يحتاج إلى دلائل مهما كابر تابعوه. أما صراع الميليشيات في ليبيا باسم الإسلام السياسي، فإنه يأخذ ليبيا سريعاً إلى التفكك! تلك حصيلة مشروع الإسلام السياسي في فضائنا الشرق أوسطي وعلى الأرض، وهي حصيلة ليس فيها أي ذبالة تدل على نجاح، كونها فاقدة للمشروع الحداثي، ومنقسة فكرياً، ومتنازعة عملياً، كل فريق منها يدعي وصلاً بالإسلام، وجميعها مختالة فكرياً بأنها تملك وحدها الحقيقة المطلقة”.
ويستطرد قائلاً: “القصة الأهم والأكبر والأكثر إلحاحاً، أنها تحمل طاقة مستندة إلى دين الأمة، فيصر كل فريق منها على أن تتعاطى بالسياسة من زاوية “فهمها الضيق للإسلام” وعند مناقشة قيادتها، وعرض مسيرة الفشل القائم أمام الأبصار، يأتي الرد: “إنهم لم يمكنونا من الحكم”! والإشارة في الغالب إلى “مقاومة” الأوروبيين والأميركيين وغيرهم من القوى! دون استعداد لعرض مقولاتهم السياسية على ساحة العقل والنقد والمراجعة والتبصر. منهجهم في ذلك تضييق ما اتسع، واستحواذ لما هو عام (الإسلام) إلى ما هو خاص بـ”الجماعة”، أكانت في الكويت أو تونس أو إيران أو لبنان، أو غيرها من البلدان! المنهج المكمل أنهم يتمتعون بطاقة، على الأقل في أوساطهم، دائبة على نفي من يخالفهم على أنه “خارجي”؛ ليس فقط مخالفاً في السياسة، ولكنه مخالف في الدين!”
وقال الرميحي إن “جماعة الإخوان هي الحاضنة تاريخياً لكل الفصائل المتحدرة من جذرها، من دعاة إلى مسالمين إلى جهاديين وإلى إرهابيين؛ حسب الظروف والإمكانيات، هم الناقلون الجدد (من مدرسة النقل) وجدد؛ لأن نقلهم لا يتعدى أدبيات مائة عام مضت مع كتابات السيد حسن البنا، ومن جاء بعده من مُنظِّري الطوائف، معتمدين على الانتقاء من سيولة المرويات التاريخية التي تزدحم بها كتب الأولين، والتي بعضها متناقض ومعارض حتى للعقل السليم. يمارسون السياسة عن طريق الاستقطاب الديني العاطفي، في بحر من المؤمنين تعاطوا تثقيفاً دينياً انتقائياً وطويل الأمد (في الخليج مُكِّنت طلائعهم – ربما عن حسن نية – من الاستيلاء على المنظومة التعليمية الوليدة التي لا يزال بعضها في الأغلب تحت جناحهم الفكري)، بحر المؤمنين هذا سهل التجنيد والحشد للفرق السياسية المختلفة التي تتخذ من الدين شعاراً سياسياً، وبمقولات مبسطة وبقيادات محدودة الكفاءة”.
وأفضل ما تذهب إليه حركة الإخوان في الارتكان الفكري، بحسب الرميحي، “هو كتابات حسن البنا، وبعده سيد قطب، ومن جاورهما في التنظير للحركة الأم أو إفرازاتها، وهي كتابات تبسيطية وانتقائية في الوقت نفسه، تفتقر اطلاع أصحابها على المنهج العقلي الذي تركه السلف في وقت صعود الفكر الإسلامي، وهو تراث كثير وعميق وغني. الفكرة الأساسية للحركة هي تبني فكرة “الانقلاب” سبيلاً لبناء إمبراطورية، إما عثمانية في مكان، أو (قورشية) في مكان آخر، كما تقول الأدبيات الإيرانية من السند إلى غزة!
الانقلابية جذبت الجماعة الدينية الإيرانية مبكراً، فترجم علي خامنئي عدداً من كتب سيد قطب، وعلى رأسها كتاب “المستقبل لهذا الدين” للاسترشاد الانقلابي بها!”.
وأشار إلى أن “الإسلام السياسي المعاصر بألوانه المختلفة، لديه ما يشتكي منه، ولكن ليست لديه القدرة أو المنهج لبناء البديل، لذلك كلما بدأ في مكان بناء سلطة تتعثر وتسقط، حتى لو استخدم كل ما تتيحه السلطة من إرهاب وترغيب”.
وأضاف: “تواضع الحصيلة المعرفية والتاريخية للمؤسسين أوصل التابعين في حركات الإسلام السياسي، بكل فروعها، إلى مأزق معرفي لا يستطيعون الفكاك منه. لقد سجنوا أنفسهم في بنية ثقافية ماضوية وانتقائية، وانتهوا بتنافس في داخل الحركات وبينها على قاعدة الاستخدام الآيديولوجي للدين؛ بل زاد عن ذلك في بعض بيئتهم – كما في البيئة الخليجية – أن أدمجوا العادات والموروث الاجتماعي على أنه من صلب الدين، وفي الوقت نفسه أسبغوا على المخالفين تسميات عدائية واحتقارية تحط من قيمتهم!
“لم تظهر في أجندتهم أي أفكار تنموية لها علاقة بالدولة الوطنية، فهم أمميون. لم يتبنوا خططاً لاستئصال الفقر أو رفع مستوى معيشة المواطنين أو مخاصمة الفساد. عدا الإيمان بالمساواة والشراكة في المواطنة، كلها مفردات ارتهن حلها إلى الغيب عندهم، وتراجعت ممارساتها إلى ما قبل العقد الاجتماعي الحديث الذي أخذت به شعوب ومجتمعات العالم، بما فيها مجتمعات إسلامية على قاعدة الدولة الوطنية الحديثة”.
واختتم الرميحي مقاله بأن “محصلة ما سمعناه من الأشرطة التي تركتها حركة “الإنقاذ” السودانية، ومن استضافتهم في المؤتمرات الحزبية المغلقة، الخلط الجاهل بين الإسلام كدين من جهة وبين اجتهاد بعض المسلمين الشاذ في السياسة على أنه “الإسلام” من جهة أخرى، ذلك الخلط الذي سبب كل تلك الضجة العالمية السلبية فيما عرف بـ”الإسلاموفوبيا”، والتي هي نتاج مباشر للخلطة الفكرية المسمومة لتلك المجاميع السياسية ذات البعد الواحد والساذج، معتبرين أفكارهم المحدودة هي تعاليم الإسلام الحضارية، ودون مواجهة تلك الخلطة تفسيراً ونقداً سوف يبقى بعض المسلمين – وليس الإسلام – خارج المسار الحضاري، ومكاناً للتصويب السلبي من أكثر من مكان”.
وأشار إلى أن “آخر الكلام: تضارب وتناقض أفكار “الدعاة” التي تظهر لنا تباعاً اليوم، والذين برزوا في العقود الأخيرة، خير دليل على الاستخدام السلبي لما سموه الفكر الإسلامي. لم تكن المشكلة قاصرة على أنهم ضلوا، ولكن الأفدح أنهم ضللوا”.
مزيدا من الافلام
الاهمية المتزايدة لهذه الافلام الوثائقية تجعلنا ننتظر مزيدا من الافلام التى تنزع القناع عن وجه الجماعة الارهابية وحليفاتها قطر ودورهم فينشر الخراب بالمنطقة.