"عاصفة السلام".. طموحات "السراج" تحتضر على أبواب ليبيا
الجمعة 27/مارس/2020 - 12:21 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ارتفعت الخسائر في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدعم ميليشيا "الوفاق"، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى 151 قتيلًا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، أعلن مساء الخميس 26 مارس حصيلة آخر 72 ساعة لقتلى المرتزقة السوريين في مواجهة القوات المسلحة في محاور القتال بطرابلس.
وأكد المسماري، في إيجاز صحفي الخميس، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن العدد الإجمالي لقتلى المليشيات 103 إرهابي موزعين كالآتي: الفيلق الثاني 71 قتيلا منهم 35 من فرقة السلطان مراد، و9 من فصيل المعتصم، و 27 من فصيلة الحمزات منهم القيادي أبوحسن الهنداوي، وأيضا 32 من عناصر الفيلق الثالث موزعين كالتالي: 8 جبهة النصرة، و13 فيلق المجد، و11 من لواء الشمال.
وتابع المسمار: "مما دفع قادة ما يعرف بالجيش الوطني السوري التابع لتركيا لإصدار تعليمات بعدم نشر أي نعي لهم ومنع إقامة مجالس العزاء وعدم أعلام أهلهم دفعة واحدة بل على دفعات وبفترات متباعدة والحرص على عدم تسليم جثتين في قرية واحدة بل توزيع الجثث، لتصبح جثة لكل قرية".
وكان المسماري أكد في وقت سابق الخميس أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أطلق عملية عسكرية سماها عاصفة السلام في الوقت الذي يطالب فيه بإيقاف القتال لأسباب إنسانية.
وقال المسماري في بيان له إن "السراج ونيابة عن الحاكم التركي في طرابلس يتبنى الهجوم الفاشل على قاعدة عقبة بن نافع الجوية بمنطقة الوطية والتي أطلق عليها عملية "عاصفة السلام" على غرار العملية التركية "غصن الزيتون" في شمال سوريا في الوقت الذي سبق وأن طالب بإيقاف القتال لظروف إنسانية للتصدي لوباء كرونا".
وأضاف المسماري "هذه هي تعهداتهم وهذه هي أكاذيبهم وتظليلهم لرأي العام"، وتابع "هذا دليل نضعه أمام بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على عدم احترام حكومة السراج الغير شرعية للالتزامات الواجبة حيال الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الإنساني والقانون الدول لحقوق الإنسان والتقيد بمخرجات مؤتمر برلين" وأردف "نحن نضع هذا الأدلة أمام الليبيين أولا والمجتمع الدولي ثانيا".
وزاد "نؤكد على المضي قدماً في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتنا ومعسكراتنا وقواعدنا وكذلك حماية الشعب الليبي من عبث مليشيات السراج والإرهابيين المقاتلين الأجانب والمرتزقة والأتراك" .
يشار إلى أنه رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار للتعامل مع تفشي فيروس كورونا بعد رصد أول حالة إصابة به في البلاد، إلا أن المعارك احتدمت حول العاصمة الليبية طرابلس الأربعاء 25 مارس بعد قصف مكثف بين الجيش الوطني وميليشيا السراج المدعومة من تركيا.
وقال طرفا الصراع إن حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج شنت هجمات على عدة جبهات في وقت مبكر يوم الأربعاء، منها على قاعدة جوية إلى الغرب من طرابلس.
واستهدفت هجمات القوات الموالية لحكومة الوفاق قاعدة الوطية الجوية، التي تبعد 125 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس، وهي أقرب منشأة من هذا النوع إلى العاصمة ويسيطر عليها "الجيش الوطني الليبي"، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.
وأعلن "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر ردا على ذلك، أنه تحول من صد الهجوم إلى انتزاع السيطرة على مناطق قرب زوارة على بعد 45 كيلومترا إلى الشمال.
وقال المتحدث باسم الجيش أحمد المسماري، إن القوات الموالية لحكومة الوفاق هي التي خرقت وقف إطلاق النار. وأضاف أن قوات "الجيش الوطني تصدت للهجوم وانتزعت السيطرة فيما بعد على مناطق زلطن والجميل والعسة ورقدالين قرب مدينة زوارة الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق".
كما أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المُشير خليفة حفتر، استمرار سيطرتها على قاعدة الوطية، ومقتل وأسر العديد من المُهاجمين بينهم سوريون وفقاً لما أكدته تسجيلات فيديو موثوقة.
كما سيطر الجيش الوطني الليبي على 3 مُدن إضافية هي الجميل والعسة ورقدالين، غرب طرابلس، قُرب معبر رأس جدير البري الرئيس مع تونس، لتتقلّص بالتالي مساحة سيطرة ميليشيات السراج التي يدعمها الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، إلى أدنى نسبة على الأراضي اللليبية.
وقالت كتيبة طارق بن زياد المُقاتلة التابعة للجيش الوطني الليبي في بيان مقتضب إن "وحداتها مع وحدات أخرى للجيش، دخلت مدن رقدالين والجميل العسة، وبسطت سيطرتها الكاملة عليها".
كما أعلن الجيش دخوله إلى مدينة زلطن، التي تحوي أهم خطوط الغاز الليبية، الممتدة مباشرة عبر البحر إلى إيطاليا
لكن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ذكرت على "تويتر" أن: "الهجمات والهجمات المضادة في ليبيا تستمر في التسبب بالمزيد من المعاناة والخسائر في صفوف المدنيين"، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف.
فيما أعرب أعضاء مجلس الأمن، خلال اجتماعهم، الخميس، عن قلقهم إزاء تصاعد الأعمال العدائية على الأرض في ليبيا، وعن قلقهم من الأثر المحتمل لوباء فيروس كورونا على الشعب الليبي.
ودعا أعضاء مجلس الأمن، الأطراف في ليبيا إلى وقف تصعيد القتال على وجه السرعة، ووقف الأعمال العدائية على الفور، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وطالب أعضاء مجلس الأمن، جميع الدول الأعضاء بالامتثال إلى قرار حظر السلاح في ليبيا.
وأكد الأعضاء على التزامهم القوي بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية. وشددوا على أهمية دور الأمم المتحدة في تسهيل حل سياسي شامل بقيادة ليبية.
وفي نهاية الاجتماع أشاد أعضاء مجلس الأمن بالدور المحوري الذي لعبه ممثل منظمة الأمم المتحدة في ليبيا السابق غسان سلامة، ومحاولته في إيجاد حل سياسي للصراع الليبي.