حرب علي الأعتاب.. ميليشيات إيران في العراق تُجهز لمحاربة القوات الأمريكية

الأربعاء 01/أبريل/2020 - 12:12 م
طباعة  حرب علي الأعتاب.. أميرة الشريف
 
مع المحاولات التي تقوم بها الميليشيا الموالية لإيران في العراق، عن طريق تلويحات وتهديدات استفزازية للولايات المتحدة، قامت الأخيرة بعملية إعادة تموضع بسحب قواتها من عدة قواعد عسكرية في العراق ونقلهم لأخرى، ولم تكتف بذلك بل عززت قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار (غرب) وحرير في أربيل (شمال) بمنظومة صواريخ باتريوت ما ينذر بعمليات تصعيد خلال الفترة المقبلة.
ووفق تقارير إعلامية، كثفت واشنطن من غاراتها خلال الآونة الأخيرة على المليشيات في العراق كان أحدثها منتصف الشهر الماضي وقتل خلالها الجنرال سيامند مشهداني أحد قادة فيلق القدس الإيراني، وأبرزها التي قتل خلالها قاسم سليماني قائد مليشيا "فيلق القدس" مطلع العام الجاري.
وقتل أبو آية العقابي، القيادي في مليشيا "أنصار الله الأوفياء" أحد أجنحة كتائب حزب الله العراق و13 مسلحا آخرين بكمين نصبه له مسلحون مجهولون في منطقة عكاشات بمحافظة الأنبار غرب البلاد.
ووفق التقارير، يقود  "العقابي" يقود الحرس الخاص في مليشيا حزب الله الذي يشرف على تأمين تحركات قادة المليشيات وتأمين الحماية لهم، ورغم أن المعلومات الأولية أشارت إلى أنه قتل في غارة نفذتها طائرة مسيرة مجهولة الهوية أكدت مصادر إعلامية مقتله في كمين. 
ونشرت صحيفة "جيروزالم بوست"، تقريرا أول أمس، قالت إن المليشيات الموالية لإيران في العراق تقف على مفترق طرق وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن عددا من عناصر جماعة "عصائب أهل الحق"، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في يناير ، لوحوا بالأعلام واحتفلوا "بالانسحاب" الأمريكي من العراق.
وحذرت الصحيفة من أن هذه الجماعات تقول الآن إنها تستعد لمحاربة الأمريكيين، لافتة إلى أن حركة "حزب الله النُّجَباء" نشرت صورا على فيسبوك تدمر فيها البيت الأبيض.
وكانت إيران قد أرسلت في وقت سابق علي شمخاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى العراق، للتنسيق بين الميليشيات ومواصلة الضغط على الولايات المتحدة.
كما صعدت ميليشيات حزب الله في العراق من تدريباتها الأسبوع الماضي، استعداداً لأي هجوم من القوات الأمريكية، بحسب الصحيفة.
وتسعى ميليشيات الحشد الشعبي إلى إثارة الفوضى وإشعال فتيل الحرب في العراق عبر الاستمرار في تخزين صواريخ وطائرات مسيرة قادمة من إيران في قواعد تابعة للجيش العراقي والقوات الأمنية، وكذلك في البساتين وبين المجمعات السكنية.
وتعمل المليشيات بقوة على تنفيذ خطة الحرس الثوري الإيراني في جعل العراق ساحة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمر البنتاجون قادة الجيش بالتخطيط لتصعيد عمليات القتال الأمريكية في العراق، ووجه، الأسبوع الماضي، بتجهيز حملة لتدمير مليشيات مدعومة من إيران تهدد بشن مزيد من الهجمات على قواته في بغداد.
وفشلت إيران في مواجهة واشنطن لكنها تعمل من خلال مليشياتها لإرباك إدارة الرئيس ترامب وإحراجه قبل الانتخابات الرئاسية نوفمبر المقبل عبر تنفيذ هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة.
وبعد مقتل سليماني والمهندس في غارة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي، أخلت ميليشيات الحشد الشعبي جميع مقراتها الرئيسية في مدن العراق، ونقلتها إلى بيوت في مناطق سكنية مأهولة. 
كما لجأ قادة الميليشيات للاختباء في مخابئ تحت الأرض لتجنب استهدافهم من قبل الطيران الأمريكي، أما آلياتها وأسلحتها وصواريخها فنقلتها إلى مخازن الأغذية والمصانع المتوقفة عن العمل.
وتتولى ميليشيات كتائب حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق وكتائب سيد الشهداء وبدر مهمة نقل الأسلحة تحديداً إلى مخازنها في جرف الصخر وبغداد كربلاء والنجف والبصرة ومدن أخرى في جنوب العراق.

شارك