ذراع سياسي وطابور خامس.. كيف يستثمر أردوغان "إخوان لبنان" في تمرير أجندته؟
الخميس 02/أبريل/2020 - 12:35 ص
طباعة
علي رجب
يشكل لبنان واحدة من الدول العربية المستهدفة من قبل تركيا ومنظرو العثمانية الجديدة، في ظل اطماع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للسيطر على الدول العربية عبر العديد من الأدوات أبرزها "العرقية" "الاتراك العرب " والدين "المذهب السني والسياسة "الخلافة".
وخلال نحو عقدين من وصول حزب العدلية والتنمية إلى سدة الحكم في كريا في 2001 وهو يعمل على تنفيذ مخططته بـالنموذج التركي، واحياء "الخلافة العثمانية"، ويشكل "الجماعة الإسلامية" –الاخوان المسلمون في لبنان- أحد أهم ادوات السياسة التركيية في لبنان، في ظل حضور الإخوان في المشهد السني وعلاقتهم بطوائف اللبنانية.
إخوان لبنان ورقة أردوغان
قالت شبكة "فولتير" العالمية إن تركيا تنظم العديد من المظاهرات المناهضة للحكومة اللبنانية، من خلال تعاونها مع "الجماعة الإسلامية"، النسخة المحلية للإخوان في لبنان والحزب السياسي التابع للجماعة في البلاد، وذلك وفقا لمصادر مقربة من جهاز الأمن اللبناني.
ولفتت الشبكة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني فبراير 2020 ، إلى أن الجماعة الإسلامية تأسست في عام 1952 في لبنان على يد مصطفى السباعي، المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، بعد لجوئه إلى لبنان، وكان من المفترض أن يتم تمويل الجماعة في ذلك الوقت من قبل المصرفي السويسري النازي فرانسوا جينوود، والذي يتم تمويل شركاته اليوم من قبل الدولة التركية.
وأضافت أنه في بداية الاحتجاجات اللبنانية، قامت "الجماعة الإسلامية" بتنظيم حصار للطريق الذي يمتد على طول الساحل الجنوبي للبنان، وكذلك من مسجد عائشة بكار في طرابلس، ثاني أهم مدن لبنان، لافتة إلى الجماعة الاسلامية هي من تقوم بدعم مجموعة "حراس المدينة"، وهي مجموعة تم إنشاؤها حديثًا تقوم بتنظيم العربات والبسطات في ساحة "النور" بمدينة طرابلس في شمال لبنان، وتتمتع ببنية تحتية قوية.
اليوم الجماعة على صلة مباشرة بتركيا. وفود تذهب وتجيء. لا يرغب المعنيون في الحديث طويلاً عن الأمر، ولكن الصلة لم تنقطع أصلاً، وربما تطورت أخيراً.
وتشير تقرير اعلامية إلى أن اجتماعات مكثّفة عقدت بين قياديين من الجماعة الاسلامية ومسؤولين في حزب العدالة التركي، وذلك بهدف إعطاء الجماعة زخماً سياسياً لتجاوز الأزمة التي تعيشها، على المستوى الداخلي وعلى المستوى العام، في ظل الاوضاع الحالية في لبنان.
الاجتماع كشف عن توافق "اخوانن لبنان" مع التوجّه التركي باحتضان "سنة لبنان" كهدف أولي ومن ثم دخول تركيا كلاعب رئيسي في السياسة اللبنانية كما تفعل ايران مع حزب الله والمكون الشيعي اللبناني.
الخطة التركية في لبنان بدأ وضعها لسيطرة تريكا أردوغان على القرار اللبناني في ظل تراجع مكانة "تيار المستقبل" بقيادة سعد الحريرين بما يشكل فرصة للجماعة الاسلامية بالسيطرة على القرار اللبناني.
الخطة التركية الاخوانية ستؤمّن للجماعة الإسلامية في لبنان مظلة حماية سياسية وإعادة الحيوية إلى دورها وحضورها في الشارع السنّي، خصوصاً إذا نجحت الجماعة في أن تشكّل في المرحلة المقبلة تعبيراً عن الحضور التركي في الساحة الإسلامية السنّية في لبنان.
اخوان لبنان يتغزلون في الدولة العثمانية
وعقب نشوب معركة كلامية بين الدولة اللبنانية والنظام التركي خرج إخوان لبنان للدفاع عن تركيا والتغزل في الدولة العثمانية.
وفي سبتمبر 2019 هاجم الرئيس اللبناني ميشال عون الدولة العثمانية ومدين الابادة العثمانية في لبنان، إبان الاحتلال العثماني للبنان، قال فيه إن "كل محاولات التحرر من النير العثماني كانت تقابل بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية".
وأضاف عون :"إن إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات الآلاف من الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة".
وفي المقابل، اعتبرت الخارجية التركية تصريحات الرئيس اللبناني "إساءة سافرة للدولة العثمانية"، مؤكدة أن التصريحات "مؤسفة للغاية وغير مسؤولة".
الجماعة الاسلامية وقفت ليس إلى جانب الدولة اللبنانية باعتبارها الوطن، بل دافعت عن تركيا والتاريخ الدموي للدولة العثمانية قائلة"الدولة العثمانية لها فضل كبير على لبنان وعلى طرابلس خصوصاً".
وأضاف إيهاب نافع المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في طرابلس والشمال في لبنان، ردا على الرئيس اللبناني أنه "يكفي أن نذكر إرث الدولة العثمانية الحضاري الممتد، والتي تركته خلفها لشعوب المنطقة من منارات العلم إلى رجالات التضحية والفداء لهذه البلاد، في حين لم يترك الآخرون للتاريخ إلا المجازر والإستبداد ومحاولات طمس الهوية العربية لهذا الشرق"، على حد زعمه.
وطالب نافع في تصريحات صحيفة بوقف العداء تجاه الدول التي وقفت إلى جانب لبنان وغيرها وقال "كفى تزويراً للتاريخ واستجراراً غير مبرر لعداء الدول التي وقفت إلى جانبنا في كل المواقف والملمات"، على حد قوله.
كذلك قال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، إن “تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون جاءت صادمة لفريق كبير جداً في الساحة اللبنانية، خاصة إذا ما تحدثنا عن الجهة التي صدرت منها هذه التصريحات، والمناسبة التي صدرت فيها وصيغتها”.
وقارن الأيوبي في تصريحاته بين ما كان عليه لبنان أيام الدولة العثمانية، وما هو عليه اليوم قائلا إن “ما تشهده الدولة اللبنانية في سنواتها الاخيرة من التراجع والإنزلاق إلى أشكال كثيرة من التخلف، لا يمكن أن يقارن بما شهده لبنان من حضارة وتقدم في فترات الخلافة العثمانية”.
دعم احتلال سوريا
كما دعم اخوان لبنان احتلال تركيا أردوغان للاراضي السورية،واعربو عن دعهم للعمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا.
وقد هاجم الجماعة الاسلامية ادانة الخارجية اللبنانية لعملية "نبع السلام" التركية، معتبرا ان لتركيا الحق في احتلال الااضي السورية تحت مزعم "الامن القومي".
واعرب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت عن تعجبه من موقف وزارة الخارجية في لبنان الذي أدان عملية “نبع السلام” المستمرة شمالي سوريا ضد الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني.
وقال الحوت في بيان :" تركيا لم تقرر أو تهدد بالتخلص من اللاجئين السوريين برميهم فريسة بين براثن نظام الأسد الذي لا يرحم، وإنما قررت مساعدة الجيش السوري الحر على تحرير جزء من سوريا الحبيبة تسيطر عليه قوى مارست العمالة للغدارة الأمريكية فطعنتها وتخلت عنها كما تفعل دوما بعملائها"، على حد زعمه.
لماذا يعتمد أردوغان على الإخوان؟
يشكل الاخوان الورقة الاهم في سياسة تركيا أردوغان لاستعادة النفوذ التركي في الدول العربية والإسلامية،ومن هذا المنطلق تعتمد الاستخبارات التركية على دعم الجماعة الاسلامية في لبنان للسيطرة على الشارع السني اللبناني، ومن ثم السيطرة قرار الدولة اللبنانية أو المشاركة في صنع هذا القرار.
الأمر الاخر يشكل الاخوان في لبنان، حالة متصلة مع "اخوان سوريا" والتي تعد الهدف الاستراتيجي لأردوغان بالسيطرة عليها، كذلك مع "اخوان فلسطين"وخاصة حركة حماس، و"اخوان الأردن" وهو ما تعتبره الااستخبارات التركية "السيطرة على الشام عبر تنظيم الاخوان.
أيضا يعد الاخوان بعلاقتهم مع الطوائف في لبنان، طابور خامس في تقديم رؤية للحكومة التركية عن هذه الطوائف حجمها ومكنتها وقلها السياسي والعسكري والشعبي والاقتصادي.
يعل الاخوان ايضا دورا في صناعة "حالة مؤيدة" للسياسة التركية في لبنان وتصصدريها للشارع العربي على ان قدرة "تركيا أردوغان" في دعم "الضعفاء " في المنطقة العربية وإظهار أردوغان بمظهر الخليفة القادر على حماية المسلمين.
الاقتصاد هدف اساسي من لعب أردوغان بـ"ورقة الاخوان" حيث يشكل الاخوان العنصرالاهم في دعم تركيا في الحصول على صفقات اقتصادية كبيرة في الاقتصاد اللبناني، كذلك يشكل "غاز لبنان" مطمعا للدولة التركية.
شركاء في ثروة الغاز شرقي المتوسط، وأن الأدوار الاقليمية في هذا البلد من "عدة الشغل" السياسي.