أردوغان وكورونا.. الخزانة التركية مُفلسة... ووزارة التعليم تجبر موظفيها على التبرع

الجمعة 03/أبريل/2020 - 12:51 ص
طباعة أردوغان وكورونا.. فاطمة عبدالغني
 
في أعقاب التسارع غير المسبوق بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ووصل عدد الوفيات في تركيا إلى 277 حالة، فيما زاد عدد الإصابات ألفين و148 حالة، ليكون إجمالي المصابين 15 ألفًا و679.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاسبوع الماضي، عن إطلاق حملة تضامن وطنية لمساعدة المتضررين من التدابير الوقائية التي تتخذها بلاده لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وقال أردوغان في كلمة له عقب اجتماع مع الحكومة، إنّ الحملة التي أُطلق عليها "نحن نكفي لأنفسنا" هدفها تقديم دعم إضافي إلى مواطني تركيا ذوي الدخل المحدود المتضررين جراء تدابير مكافحة كورونا.
وأشار إلى أنّه بدأ الحملة بنفسه وذلك بالتبرع بسبعة أشهر من راتبه، كما حث أعضاء الحكومة والنواب والمسؤولين ورجال الأعمال على المشاركة في الحملة، مؤكدًا أنهم سيضمنون وصول الأموال المجموعة عبر الحملة الوطنية إلى مستحقيها عبر الاستعانة بمختاري الأحياء.
حملة أردوغان للتبرع أثارت جدلاً واسعًا في أوساط الرأي العام وداخل حزب العدالة والتنمية نفسه.
فبحسب ما حصلت عليه جريدة "يني تشاغ" التركية من مصادر داخل حزب العدالة والتنمية، فقد اعترضت بعض الأسماء البارزة داخل الحزب على تلك الحملة، لكن الغريب أنهم لم ينتقدوا أردوغان، بل اعتبروا الحملة التي أطلقها الرئيس التركي دليلاً على فشل صهره وزير الخزانة والمالية بيرات البيراق.
وقال مسئول داخل حزب العدالة والتنمية: "لقد فقدنا كثيرًا خلال الانتخابات المحلية، وأظهرت تلك النتائج التدخل الأجنبي الذي يحدث بالاقتصاد التركي. نقوم الآن بحملة تبرعات. لقد أثبتنا أن الاقتصاد ليس جيدًا بأنفسنا".
ومن جانبه انتقد نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري بالبرلمان، إنجين ألتاي، حملة أردوغان للتبرع، مذكرًا بكلمات أردوغان: "إذا لزم الأمر، سننفق 40 مليار دولار أخرى على السوريين".
وقال أنجين ألتاي، في اجتماع مجموعته الحزبية بالبرلمان: "أين يوجد الـ40 مليار دولار التي تدعي أنها موجودة في الخزينة وسننفقها على السوريين؟"، مضيفًا في تصريحات نقلتها جريدة "تي 24" التركية: "نحن الشعب نعرف كيف نقدم أفضل مساعدة وطنية، لكننا نريد أولاً أن نرى قدرة الدولة وقوتها".
وتابع: "في حين أن الدول الأكثر فقرًا منا لم تتخذ هذا الطريق بعد، وهنا بالفعل بدأ الرئيس حملات  للمساعدة في بداية الأزمة. في الحقيقة، أقول بحزن إن الدولة ليست قوية كما يرى المواطنون ويفكرون".
من ناحية أخرى علق رئيس حزب المستقبل التركي، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داوود أوغلو على حملة "نحن نكفي لأنفسنا" التي أطلقها أردوغان، مؤكدا أن من واجب الدول في مثل تلك الظروف دعم مواطنيها وليس العكس.
وقال داوود أوغلو في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن أمتنا مضحية، لا تتردد في إعطاء ممتلكاتها أو حتى حياتها عندما يتطلب الأمر، وتاريخنا مليء بأمثلة على ذلك. ولكن بينما تقوم الدول بمنح الأموال لمواطنيها في أوقات المحن، فإننا نجمع الأموال منهم؛ أليس هناك خطأ ما؟".

وكشف داود أوغلو، أن بلاده بقيادة أردوغان، تحركت متأخرًا في مواجهة وباء كورونا الذي يجتاح البلاد، واقترب عدد المصابين من 20 ألف شخص.
كما بيّن داود اوغلو، في لقاء متلفز مع الصحفي مرات سابونجو، في استوديو صحيفة "تي 24"، أن السلطات التركية لم تقم بالتجهيزات اللازمة لمواجهة الوباء، وفي ظل انتشار الفيروس بين الأتراك يفكر النظام في مشروعه بقناة إسطنبول البحرية.
وأضاف أوغلو، أن "الدولة الاجتماعية لا تطلب المساعدة، إنها تساعد. إذا طلبت الدولة زكاة الشعب، فهناك شك في أن الخزانة فارغة. هناك بالميزانية بدل سري موجود لهذه الأيام. إذا بدأنا لا نرى الأزمة الاقتصادية التي تحرق المنزل، فينبغي علينا جميعاً أن نقلق بشأن الانفجارات الاجتماعية".
وعلى صعيد متصل، علق نائب محافظة صقاريا عن حزب الشعب الجمهوري التركي، إنجين أوزكوتش، على حملة التبرعات التي أعلنها أردوغان، ونقلت صحيفة "أكتيف خبر" التركية، عن أوزكوتش قوله "لقد أعلن القصر الرئاسي إفلاس خزانة الدولة، واتضح أن صندوق البطالة كان مجرد أرقام وهمية، وأنه لم يكن هناك صندوق لهذا اليوم الصعب". 
وأضاف أوزكوتش متسائلًا "ماذا حصل لضرائبنا وأموالنا والأصول الخاصة بنا؟ الدول الأخرى تقدم الدعم المالي للأشخاص المتأثرين بالوباء، وحكومتنا تنتظر مساعدة مالية من الشعب. هناك تبرعات للزلازل وتبرعات للأوبئة ومازالت عائلات شهداء 15 يوليو لم يحصلوا على الأموال التي جمعت لهم، فهل سيتم تأسيس وقف لتلك الأموال؟".
من ناحية أخرى أصدرت وزارة التعليم التركية تعليمات إلى موظفيها بالتبرع لحملة التضامن الوطني التي أطلقها أردوغان، لمواجهة فيروس كورونا، وذلك على غرار شركة أنابيب البترول التركية التي أبلغت موظفيها بخصم 400 ليرة من راتب شهر أبريل الحالي للتبرع للحملة.
وعقب تبرع مسؤولين في الوزارة بمرتباتهم كرؤساء الأقسام والمدراء العموميين، شرع رؤساء الهيئات التعليمية في المدن الكبرى في جمع التبرعات من المدرسين، حيث ضغط رؤساء الهيئات التعليمية على المدرسين ومدراء المدارس لتعزيز المشاركة في الحملة.
وجاءت أول تعليمات رسمية في هذا الصدد من أحمد ألاجوز، مدير الهيئة التعليمية بمدينة أديامان الذي تبرع براتبه للحملة، حيث بعث ألاجوز منشورًا إلى جميع المدارس بالمدينة أشار خلاله إلى بدء الرئيس حملة تضامن وطني تحت شعار "نحن سنكفي أنفسنا يا تركيا"، لمساعدة أصحاب الدخل المنخفض المتضررين من الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، على رأسهم العاملون باليومية. 
وطالب المنشور المشاركين في الحملة بإرسال الإيصالات البنكية التي توضح إيداعهم النقود في الحسابات البنكية التي خصصتها وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية للحملة.

شارك