النساء الأفغانيات ومفاوضات وقف القتال مع طالبان

الجمعة 03/أبريل/2020 - 11:51 م
طباعة النساء الأفغانيات حسام الحداد
 
قالت إحدى عضوات فريق التفاوض الحكومي في أفغانستان إن "مكاسب أفغانستان الهشة" في حقوق المرأة معرضة للخطر ما لم تلعب النساء دوراً رئيسياً في محادثات السلام مع طالبان. والنائبة فوزية كوفي المنتقدة القوية لطالبان هي واحدة من خمس سيدات في الفريق المؤلف من 21 عضوا والذي أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عنه لإجراء محادثات تاريخية مع الجماعة الإسلامية المتشددة التي حظرت المرأة من الحياة العامة. وتعهدت بالقتال من أجل المكاسب التي حققتها المرأة الأفغانية بشق الأنفس منذ عهد حكم طالبان ، من التعليم إلى حرية التنقل ، حيث تسعى البلاد إلى رسم خط تحت أكثر من 40 عامًا من الحرب. قالت كوفي ، 45 سنة ، وهي أم وحيدة لابنتان وأول امرأة تشكل حزبا سياسيا في أفغانستان ، "إن دور المرأة في هذا الوقت الحرج في تاريخنا أمر حاسم للغاية ومحوري للغاية". وقالت إنه حان الوقت لتبدأ النساء في لعب دورهن كبناة سلام "، محذرة من أن" مكاسبهن الهشة "ستكون في خطر. وفرضت طالبان تفسيراً صارماً للشريعة الإسلامية تضمن الجلد والرجم، وبموجب حكم طالبان من عام 1996 إلى عام 2001 ، كانت المرأة الأفغانية مجبرة على تغطية وجوهها ولم يكن بإمكانها الدراسة أو العمل أو الخروج من المنزل بدون قريب ذكر ".
تعليق القتال
وقالت طالبان الخميس 3 أبريل 2020، إنها مستعدة لتعليق القتال مؤقتا ضد القوات الأفغانية في المناطق التي أصابها الفيروس التاجي "كورونا"، رافضة التقارير الإخبارية التي تفيد بأن الحركة قد تعلن هدنة وسط الوباء. 
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن وكالة أسوشيتد برس أخطأت في نقله ، والتي أفادت يوم الأربعاء بأن الحركة مستعدة لإعلان وقف لإطلاق النار في مناطق تحت سيطرتها في أفغانستان إذا أصيبت بالوباء.
 قال مجاهد في تغريدة: "لا سمح الله ، إذا كان هناك تفشي للفيروس التاجي في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، فسوف نسيطر على الوضع، ثم لن نقاتل في تلك المنطقة بالذات حتى يقدم العاملون الصحيون المساعدة لتلك المنطقة"، مشددا على أن تعليق القتال في تلك المناطق كان لضمان المرور الآمن لجماعات الإغاثة التي تقدم المساعدة تحت تهديد الفيروس المعدي.
 أبلغت أفغانستان عن 239 حالة إيجابية لـ COVID-19 حتى يوم الخميس ، وتم الإبلاغ عن غالبية الحالات، حوالي 184، في مقاطعة هيرات الغربية بالقرب من إيران، حيث تحتفظ طالبان ببعض السيطرة في المناطق الريفية.
 وقد دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الإسلامية طالبان إلى الموافقة على وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية حتى تتمكن البلاد من التركيز على احتواء انتشار الوباء، حيث تحتفظ طالبان ببعض السيطرة في المناطق الريفية.
التخوف من طالبان
ومع بداية المفاوضات مع طالبان بدأت شرائح من المجتمع الأفغاني في التخوف من مستقبل البلاد ما بعد اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأميركية و«طالبان»، وانعكاس ذلك بسيطرة «طالبان» على مقاليد الحكم في أفغانستان. فقد بدأت الكثير من النساء العاملات، خصوصاً في العاصمة كابل، في التخوف من مستقبل غامض قد يطيح بأعمالهن خارج المنزل، آخذات بعين الاعتبار ما كانت عليه سياسة «طالبان» فترة حكمها السابقة.
فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نساء في العاصمة كابل تخوفهن من أن اتفاق السلام مع «طالبان»، قد يفضي إلى التخلي عن الكثير من حقوقهن، ويرين أن من السذاجة الاعتقاد بإمكانية تغيير تفكير «طالبان»، كما قالت ليلي إحدى الموظفات في كابل.
ونقلت الوكالة عن ليلى حيدري المسؤولة عن حركة «أنا أيضاً أفغانستان» التي تناهض عودة «طالبان»، وجود أشرطة فيديو تتعرض فيها النساء للضرب في المناطق التي تسيطر عليها «طالبان». وتدير ليلى حيدري مطعماً يرتاده الشباب والفتيات الأفغان معاً، وقالت «إن عادت (طالبان) للحكم، سيتوجب على النساء التوقف عن ارتياد الأماكن العامة».
أما مينا رضائي التي تدير مقهى في كابل، تعزف فيه الموسيقى، فقالت: «لا نريد العودة إلى الوراء والتخلي عن حريتنا».
وتخشى الكثير من النساء اللواتي حصلن على أعمال أو يدرن أعمالاً خاصة بهن في كابل من أي سحب لقوات حلف شمال الأطلسي، حسبما أعلن في مسودة الاتفاق مع «طالبان»، يؤدي لإمكانية عودة «طالبان» وفق اتفاق السلام وكانت «طالبان» منعت الاختلاط في التعليم إبان فترة حكمها، ومنعت عمل المرأة في كثير من المهن التي فيها اختلاط بالرجال، وأبقت عليهن في مجال التمريض والطب ومدارس محدودة للبنات، حيث قالت «طالبان» آنذاك إن الموارد المالية لها لا تسمح بأكثر من ذلك. 
وأشارت تقديرات أميركية إلى أن مثل هذه الممارسات لا تزال تقع في المناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة، حيث أشارت التقديرات الأميركية إلى عدم ذهاب الفتيات إلى المدارس، وعدم عمل النساء إلا في القطاعات الحكومية. وأشارت الباحثة هيذر بار إلى حق الأفغانيات في توخي الحذر، لأنهن كن مستبعدات، حسب قولها، من عملية التفاوض مع «طالبان»، مضيفة: «إنْ تحسن سلوك (طالبان) حيال النساء في 2001 فإنه لا يزال بعيداً عن المساواة في الحقوق، كما نص عليه الدستور الأفغاني». وحظيت النساء في حكم الرئيس السابق كرزاي والحالي أشرف غني بمشاركة أوسع في العمل السياسي وغيره من المهن الحكومية والخاصة، حيث أسندت للنساء ثلاث حقائب وزارية، وحظين حسب الدستور بنسبة 27.7 في المائة من مقاعد البرلمان. وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى وجود 2.5 مليون طالبة أفغانية من بين 8 ملايين طفل في المدارس، كما ارتفعت نسبة النساء العاملات لتصل إلى 19 في المائة من مجموع القوى العاملة عام 2016، لكن رغم برامج المساعدات السخية للدول الغربية، والدعاية المؤيدة والتشجيع من القوى الغربية لا تزال أفغانستان مصنفة حتى العام الماضي في المرتبة الأخيرة في «مؤشر جورجتاون للنساء»، ومنظمة «سلام وأمان» لقياس وضع النساء ومدى حصولهن على استقلاليتهن. وتعيش غالبية الأفغانيات المتعلمات في المدن، ويشكلن أقلية صغيرة جداً في هذا البلد، حيث تقدر نسبة النساء المتعلمات بـ17 في المائة لتنخفض في الولايات النائية إلى أقل من 2 في المائة. 

شارك