ضربة موجعة لـ"داعش"... اعتقال زعيم الفرع الأفغاني للتنظيم "إسلام فاروقي"
الإثنين 06/أبريل/2020 - 12:26 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
يتكبد تنظيم "داعش" الإرهابي منذ مقتل زعيمه في سوريا أبوبكر البغدادي على يد القوات الأمريكية، خسائر متتالية. حيث أعلنت الاستخبارات الأفغانية السبت 4 أبريل عن اعتقال زعيم تنظيم ولاية خرسان فرع تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، عبدالله أوراكزاي جنوب البلاد مع 19 عنصرًا من التنظيم الإرهابي بينهم قياديان بارزان.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الوطني للأمن الأفعاني "أن إسلام فاروقي المعروف أيضا باسم "عبدالله أوراكزاي"، اعتقل برفقة 19 عنصرًا من التنظيم الإرهابي بينهم المسئول العسكري للتنظيم في أفغانستان، ويدعى قاري زاهد والملقب في التنظيم باسم "معاذ" والقيادي "سيف الله" الملقب بـ"طلحة الباكستاني" وهو مسئول تجنيد في التنظيم الإرهابي.
موضحًا أن فاروقي أكد من خلال اعترافاته بوجود علاقات منسقة بين داعش وجماعة "شبكة حقاني" المسلحة وجيش "طيبة" وكذلك مع استخبارات إقليمية دون تحديد.
لافتًا إلى أن الاعترافات تشير إلى أن العلاقات بين تنظيم داعش الإرهابي وباقي التنظيمات المسلحة الأخرى تعززت في الفترة الأخيرة.
يذكر أن فاروقي كان عضوًا فاعلاً في حركة طالبان قبل أن ينشق عنها وينضم إلى تنظيم داعش وكان من أوائل قادة التنظيم.
وقال مسؤول في المجلس الوطني للأمن الأفغاني، دون الكشف عن اسمه، "إن فاروقي كان مخطط الهجوم على معبد للهندوس والسيخ في كابول أسفر عن 25 قتيلا على الأقل في 25 من شهر مارس الماضي".
يشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابي، أعلن مسئوليته عن مقتل 25 مدنيا على الأقل في هجوم على معبد للسيخ في العاصمة كابول في 25 مارس الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان آنذاك: "قتل 25 مدنيا وجرح 8 آخرون"، موضحا أن أحد المهاجمين قتل أيضا، بينما تمكنت قوات الأمن من إنقاذ 80 شخصا كانوا عالقين داخل المعبد.
ونقلت مصادر إعلامية أفغانية عن مصدر أمني قوله: "إن الإرهابيين الذين هاجموا المعبد ثلاثة، قتل أحدهم، فيما اشتبك اثنان مع الأمن".
وقالت النائبة، التي تمثل طائفة السيخ في البرلمان الأفغاني أناركالي كاور هوناريار، إن "هناك نحو 150 شخصا في المعبد الذي يعيش فيه عدد من العائلات، بينما تأتي أخرى للصلاة فيه صباح كل يوم".
وأضافت أن "بعض الموجودين داخل المعبد يختبئون وهواتفهم مغلقة"، مشيرة إلى أنها "تشعر بقلق عميق". وأظهرت صور أطفال يبكون أثناء إجلائهم بمواكبة مسلحين، وجثث ودماء على الأرض.
ونقل موقع "سايت" الأمريكي، عن وكالة أعماق التابعة للتنظيم، مسؤولية "داعش" عن الهجوم.
وتبنى داعش هجمات مماثلة وقعت منذ 2015 في أفغانستان واستهدفت أقليات. وقد استهدف التنظيم مرات عدة السيخ والهندوس بما في ذلك في هجوم انتحاري في جلال أباد أدى إلى سقوط 19 قتيلا و21 جريحا في يوليو 2018.
هذا كما استهدف تنظيم "داعش" الإرهابي في 6 مارس، فاعلية لإحياء ذكرى وفاة عبد العلي مازاري، أحد كبار طائفة الهزارة الشيعية الافغانية وزعيم حزب الوحدة، غربي مدينة كابول.
حيث أطلق مجهولون النار على الاحتفالية ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً وإصابة العشرات، بحسب بيان للصحة الأفغانية.
وقال مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مهاجمين استخدموا قذائف صاروخية ومدفعا رشاشا لاستهداف مئات من الحاضرين. وتم إطلاق أربعة صواريخ من مبنى تحت الإنشاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي، إن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا الذين يشملون 29 جريحاً، وأضاف أن "وحدات من القوات الخاصة تجري عمليات ضد المعتدين".
وقال شهود عيان إن شخصيات سياسية رئيسية كانوا حاضرين في الفاعلية ولكنهم تمكنوا من الفرار من الموقع دون أذى، إلا أن الحادث اسفر عن سقوط العديد من القتلى أو الجرحى، بحسب وكالة خاما برس الأفغانية.
وبعد وقت قصير من الهجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، وقال التنظيم الإرهابي في بيان تناقلته حسابات الإرهاب على تطبيق تلجرام، إن عنصرين استهدفا التجمع "بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف (الأر بي جي) وفجرا عليهم عبوتين ناسفتين".
يذكر أن التنظيم استهدف العام الماضي المراسم نفسها بقذائف هاون، ما أوقع 11 قتيلاً على الأقل.
من ناحية أخرى أشار مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إلى أن عدد عناصر تنظيم داعش في أفغانستان يتراوح بين 2500 و5000 مقاتل، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
فيما قدَّر الجيش الأمريكي أن العدد الإجمالي كان حوالي 1000 مقاتل نشط في عام 2017. لكن هناك مخاوف كبيرة من زيادة هذه الأعداد إذا ما انتهز داعش الفرصة لضم مقاتلي طالبان المتشددين لتأجيج حربه الإرهابية، وقد بدأ التنظيم بالفعل في نشر رسائل يهاجم فيها طالبان ويصفها بالكفر والخروج من الملة.
وأفاد مرصد دار الإفتاء أن الهجمات التي يتبناها تنظيم داعش الإرهابي أسفرت عن مقتل وإصابة 423 شخصًا من إجمالي 3،812 من الضحايا المدنيين في النصف الأول من العام الماضي، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان.
وذكر المرصد أن تنظيم داعش الإرهابي دخل دائرة الصراع الأفغاني في عام 2014. ولم يكن يُنظر إليه حينها على أنه تهديد كبير، ولكن مع تزايد أعداد عناصره والمنضمين إليه، حاول التنظيم الإرهابي الاستيلاء على مناطق عديدة من البلاد، وتجنيد الطلاب، وشن عشرات التفجيرات الانتحارية.