ميليشيات الحوثي ومجزرة سجن تعز
الإثنين 06/أبريل/2020 - 09:21 م
طباعة
حسام الحداد
لقيت 6 سجينات مصرعهم، وأصيبت العشرات بقصف استهدف مساء الأحد 5 أبريل 2020، سجن مدينة تعز المركزي في اليمن.
وأظهر مقطع فيديو من السجن بقع الدم وهي تغطي الأرضية والجدران، فيما تم نقل المصابين والقتيلات إلى المستشفى.
وبحسب مسؤولين محليين، فإن القصف جاء من الجانب الذي تسيطر عليه جماعة "أنصار الله" الحوثية، فيما لم يرد بعد تأكيد أو نفي منهم.
من جهته، قال مدير سجن النساء علي الكامل: "على الأمم المتحدة والصليب الأحمر أن يكون لهما دور في هذه الجريمة البشعة، لأن السجن المركزي يستهدف بالصواريخ والقذائف يوميا، وقد أبلغنا ذلك جميع الأطراف، ورفعنا تقاريرنا إلى الصليب الأحمر وجميع منظمات الأمم المتحدة، لكن لم نحصل على رد، ولم نسمع أي صوت منهم، ولم نر أي عمل، حتى وقعت هذه الجريمة البشعة".
دور الإخوان
واستنكر حقوقيون ونشطاء سياسيون وإعلاميون في محافظة تعز، صمت مليشيا الإخوان التابعة للحكومة الشرعية، على الجرائم الحوثية التي تستهدف المدينة، وانحرافها عن مهامها الأساسية، بقمع من يفترض أنهم شركاء في خندق المواجهة مع مليشيا الحوثي.
كما استنكر ناشطون تماهي حزب الإصلاح، مع جرائم مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، واعتبروا مواقف الحزب خيانة للقضية الوطنية.
ووصفوا مواقف الحزب الإخواني بالخيانة لتعز والوطن، بعدما وضع الخيام العازلة في الجبهات المواجهة للمليشيات الإرهابية، وعقد اتفاقيات سرية معها، تقضي بتوجيه حشود مليشيا الإخوان لمحاربة اللواء 35 مدرع، وكتائب أبي العباس، في الحجرية المحررة، وحرف المعركة عن مسارها الحقيقي.
الأمم المتحدة:
وقد أدان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفثس، الاثنين 6 أبريل 2020، الهجوم الذي نفذته جماعة الحوثي واستهدف النساء السجينات في السجن المركزي بتعز، ووصف غريفثس في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر" ، الهجوم ب "المفجع".. مشددا على ضرورة حماية المدنيين والمنشآت والمرافق المدنية، بما يشمل السجون، طبقا للالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني.
كما قدم المبعوث الأممي التعازي لأسر الضحايا وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
بدورها عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن أسفها للهجوم الحوثي الذي طال السجن المركزي بمحافظة تعز، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من النزيلات.
وقالت اللجنة في تغريدة على حسابها الرسمي في تويتر: "نأسف لهجوم (الأحد) على سجن تعز المركزي الذي خلف قتلى وجرحى من النساء والأطفال".
وأضافت: "السجون والسجناء محميون بموجب القانون الدولي الإنساني ولا يجوز استهدافهم، نحن في تواصل مع السلطات المختصة لتقييم الوضع الإنساني".
وقدمت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، تعازيها لعائلات وأحباء الضحايا متمنية الشفاء العاجل للمصابين، قالت إنه لا يمكن تبرير مثل هذه الضربة، التي أدت إلى قتل وإصابة النساء والأطفال العزل"، مضيفة "أنه انتهاك مروع للمبادئ الإنسانية الدولية." وفي بيان صدر أمس، أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، بشدة قصف السجن المركزي في تعز الذي وقع مساء الأحد. وبحسب ما جاء في البيان، يبدو أن ثلاث قذائف أصابت قسم النساء في السجن، ويُزعم أنها أطلقت من قبل الحوثيين.
يبدو أن هذا الهجوم ينتهك القانون الإنساني الدولي، واعتماد على الظروف قد يرقى إلى جريمة حرب--ميشيل باشيليت
وذكرت باشيليت أنه في وقت الهجوم، لم ترد تقارير عن وقوع اشتباكات مسلحة بين الأطراف المتحاربة في المنطقة. علاوة على ذلك، لم يكن هناك وجود عسكري واضح في محيط السجن، مشددة أنه "لا يمكن تبرير مثل هذا الهجوم في أي ظرف من الظروف".
وقالت المفوضة السامية "يبدو أن هذا الهجوم ينتهك القانون الإنساني الدولي، واعتماد على الظروف قد يرقى إلى جريمة حرب".
وقالت السيدة ليز غراندي إن اليمن يواجه مشاكل إنسانية هائلة، و"لا يوجد سبب ولا مبرر لاستمرار هذه الضربات والهجمات." وأكدت في بيانها: "حان الوقت لجلوس الطرفين معا وإيجاد حلول سياسية".
وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفى الثورة والبريحي حيث يقدم الشركاء في المجال الإنساني مستلزمات جراحية وطبية، بما في ذلك مجموعات اللوازم الطبية لمعالجة الصدمات.
هذا وقد أصيب مستشفى الثورة بصواريخ مرتين في مارس. وكانت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في الميدان قد وثقوا 142 هجوما على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى في جميع أنحاء اليمن منذ بداية الحرب في عام 2015.
وبحسب الأوتشا لا يزال اليمن أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يقرب من 80 في المائة من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية. كما أن عشرة ملايين شخص على شفا المجاعة و7 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن حوالي 14 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية كل شهر. ومن بين 41 برنامجًا إنسانيًا رئيسيًا تابعًا للأمم المتحدة، سيقلص 31 برنامجًا نشاطاته أو يغلق أبوابه خلال شهر أبريل ما لم يتوفر التمويل بشكل عاجل.