مع استهداف تركيا لغذاء الشعب.. أطفال ليبيا بين فكي الصراع الدائر

الثلاثاء 07/أبريل/2020 - 12:38 ص
طباعة مع استهداف تركيا أميرة الشريف
 
تواصل تركيا انتهاكاتها في ليبيا باستهداف صهاريج نقل الوقود وشاحنات نقل السلع الغذائية إلى أبناء الشعب الليبي، والذي أدخل الأطفال في ليبيا بين فكي الصراع الدائر، بدورها أدانت الحكومة الليبية المؤقتة بأشد عبارات الإدانة والاستنكار استهداف الميليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة لصهاريج نقل الوقود وشاحنات نقل السلع الغذائية والمواد الطبية من مخازنها في شرق البلاد، إلى مناطق في الغرب والجنوب.
وأكدت الحكومة المؤقتة أنها تتابع بقلق بالغ هذا التصعيد الإرهابي الخطير الذي يستهدف تجويع الشعب الليبي، وذلك عقب إقدام الطيران التركي المسير درون باستهداف لشاحنة نقل وقود البنزين لمناطق غرب البلاد، ما أدى لحرقها وتدميرها على الرغم من عدم وجود أية علاقة بين هذه الشاحنات والعمليات العسكرية الجارية في تلك المناطق.
في سياق متصل، دعا السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند وممثل منظمة يونيسف في ليبيا عبدالرحمن غندور، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية التي قتلت العديد من الأطفال الأبرياء في الشهر الماضي وحده.
وأشار بيان للسفارة الأمريكية، عبر صفحتها بموقع فيسبوك، إلى أن الأطفال في ليبيا يواجهون ظروفا صعبة بين فكّي الصراع الدائر وأزمة فيروس كورونا المستجد التي تلوح في الأفق، ما يتطلب اهتماما عاجلا من السلطات الليبية.
جاء ذلك خلال مشاركة نورلاند ، الجمعة الماضي، في اجتماع افتراضي بقيادة غندور الذي قدّم لموظفي السفارة إحاطة حول المساعدة الحيوية التي تقدمها اليونيسف للأطفال في ليبيا.
ونوه غندور بالتنسيق المستمر بين المنظمة ووزارة الصحة في حكومة الوفاق، والمركز الوطني لمكافحة الأمراض، والمنظمات الأخرى التي تُعنى بالمساعدات، وذلك لتعزيز الوعي العام باستراتيجيات التخفيف من آثار كورونا، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية للأطفال وأسرهم.
وأشارت السفارة الأمريكية إلى تقديم تمويل بـ1.5 مليون دولار لأنشطة الصحة وحماية الأطفال في طرابلس ومصراتة وتاورغاء وبنغازي.
ويوفر مكتب اليونيسف في ليبيا، حسب البيان، الدعم الحاسم والصحة والتغذية والنظافة والتعليم لمئات الآلاف من الأطفال وأفراد أسرهم، وتتراوح هذه الأنشطة من إدارة اللقاحات المنقذة للحياة وصولا إلى إعادة تأهيل المدارس والفصول الدراسية.
وتعمل يونيسف مع مركز مكافحة الأمراض على إنتاج ونشر مواد توعوية صحية ملائمة للأطفال، وتنسق بشكل وثيق مع وزارة تعليم حكومة الوفاق لتوفير خيارات التعلّم عن بُعد لأطفال المدارس، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية لضمان حماية السكان المعرّضين للخطر، كما تعزز خدمات الصحة والتغذية والنظافة الأساسية لآلاف الأسر في ليبيا.
وأدانت اللجنة الليبية العليا لمكافحة وباء كورونا استهداف الطائرات المسيرة التركية والمليشيات الموالية لما يعرف بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، لشحنات الأدوية والأغذية والمحروقات المتجهة من شرق البلاد إلى المحافظات الغربية.
وقالت اللجنة في بيان إن استهداف شحنات المواد الطبية في هذا الوقت الحرج، الذي تكافح فيه البلاد وباء كورونا، يعد انتهاكا جسيما وصارخا للقانون الدولي".
وأكدت أن هذا التحرك يعد "جريمة حرب" لكونها عقابا جماعيا لسكان تلك المناطق التي رفضت حكم المليشيات. 
وحملت اللجنة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا بقيادة فايز السراج، مسؤولية القصف، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية لتحمل مسؤوليتها للوقوف مع الشعب الليبي، ورفض الأعمال الإرهابية في حق المدنيين. 
من جانبه استنكر رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني، في بيان، الاستهداف المتكرر لشحنات المواد الطبية والغذائية والمحروقات من قبل طيران تركيا المسير والمليشيات الإرهابية المدعومة.
وقال الثني إن "حكومة الوفاق التي استهدفت شحنات طبية لمكافحة وباء كورونا، كان عليها أن تلتفت للمستشفيات المتهالكة على مقربة منها".
وأكد أن قصف المواد الطبية والغذائية يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
فيما، أدان مجلس مشايخ وأعيان مدينة ترهونة استهداف الطيران التركي لشحنة المواد الطبية في مهبط مطار المدينة، وحمل في بيان له، المجتمع الدولي كامل المسؤولية عن القصف، الذي يستهدف قتل المدنيين.
وطالب البيان أيضاً مجلس النواب باتخاذ كافة التدابير اللازمة التي من شأنها رفع الحظر على تسليح الجيش الليبي.
وأكد مجلس أعيان ترهونة، "أن الليبيين يواجهون غزوا تركيا واضحا"، وطالبوا "الجميع بالاصطفاف مع القوات المسلحة الوطنية الليبية، ورفع الغطاء الاجتماعي على كل الإرهابيين المقاتلين في صفوف قوات الوفاق، أو ساعد الأتراك ومرتزقتهم الإرهابيين على قتل الليبيين وتدمير ممتلكاتهم".
بدوره، جدد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، دعوته إلى وقف القتال في عموم الأراضي الليبية، مطالباً بصفة خاصة بوضع حد للعمليات العسكرية الدائرة حول العاصمة طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.
وعبر أبو الغيط في هذا الصدد عن أسفه الشديد إزاء استمرار المعارك بين طرفي الصراع بعد مرور سنة كاملة على اندلاعها في المناطق الغربية من البلاد يوم 4 أبريل من العام الماضي، مما أفضى إلى تعثر جهود السلام التي كانت ترعاها البعثة الأممية في ليبيا وأسفر عن سقوط المئات من الضحايا المدنيين الأبرياء وتشريد مئات الآلاف من السكان وتعميق الشرخ في النسيج المجتمعي للشعب الليبي.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة بأن أبو الغيط جدد الدعوة بإسكات البنادق في مناطق الصراع العربية حتى يتسنى تركيز الجهود الوطنية على مواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا وتحجيم الأضرار التي ستصيب مجتمعاتها وقطاعاتها الصحية، ووجه الأمين العام نداءً بهذه المناسبة إلى القيادات الليبية بإعلاء مصلحة الوطن والشروع على الفور بخفض التصعيد في الميدان والالتزام بهدنة إنسانية تفضي إلى التوصل إلى وقف رسمي ودائم وشامل لإطلاق النار على أساس المقترح الذي تقدمت به البعثة الأممية في مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة التي عقدت في جنيف.
كما دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى وقف العنف في ليبيا وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا. على جانب آخر، ارتفعت عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا، إلى 17 حالة، منهم حالة وفاة.
وكانت استهدفت طائرة تركية مسيرة، طائرة شحن تابعة للجيش الوطني الليبي في مهبط ترهونة، كانت تحمل مساعدات طبية لمستشفيات المنطقة الغربية.
وكثفت القيادة العامة للجيش الوطني لجهودها على تجهيز مُستشفياتٍ ميدانية في المنطقة الغربية، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كوفيد-19 والحد من انتشاره.
واتخذت الحكومة الليبية عدة إجراءات احترازية لمواجهة دخول وانتشار الفيروس، من بينها إغلاق المساجد، فيما فرضت وزارة الداخلية حظر التجول من الساعة 6 مساء إلى 6 صباحا، باستثناء سيارات الإسعاف والمكلفة بتنفيذ ومتابعة هذا القرار.
ويرفض المجتمع الدولي كافة أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في الشأن الليبي، والخروقات المتعددة لحظر السلاح المفروض على البلاد، واستقدام المقاتلين الإرهابيين إلى ساحات القتال، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تعهدت بها الأطراف المشاركة في قمة برلين، والتي يتوجب وضع حد فوري وشامل ودائم لها كلها دون استثناء.

شارك