باحث يكشف حدة الصراع بين أمريكا وإيران وكورونا في العراق

الأربعاء 08/أبريل/2020 - 11:22 ص
طباعة باحث  يكشف حدة الصراع روبير الفارس
 
تستمر السلطات العراقية بفتح المنافذ الحدودية أمام الزوار الإيرانيين رغم التحذيرات الصحية بسبب فيروس كورونا المتفشي في العالم، و تم تصنيف ايران دولياً على انها من بين اكبر مناطق العالم تمركزاً لوباء فيروس كورونا.

حيث أظهرت مقاطع مرئية بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دخول زوار ايرانيين إلى محافظة البصرة جنوب العراق.

وقال الناشطون إن الزوار دخلوا بحماية القوات الحكومية رغم مزاعم السلطات أن المنافذ الحدودية مغلقة أمام الوافدين من إيران.

ويتكرر اختراق الحدود من قبل الزوار الإيرانيين على مدار فترة الحجر التي يشهدها العالم، مع تواصل التقاعس  في حماية العراقيين من وباء كورونا
ومابين القوات الأمريكية والمليشيات الإيرانية وفيروس كورونا يزداد الوضع صعوبة في ارض الرافدين حيث شرح ذلك الكاتب جهاد بشير  قائلا أمست الأزمة في العراق معقدة أكثر من أي وقت مضى، وليس ذلك راجع فقط إلى تفاقمالأوضاع الصحية في البلاد بسبب جائحة كورونا وما له صلة بتداعياتها اجتماعيًا وأمنيًا وحياتيًا، ولاسيما بوجود أطر حكومية ممنهجة قائمة على الكذب في التوصيف والإحصاء، وعلى الفساد والغش في المعالجة والوقاية؛ بل إلى حقائق المشهد السياسي المصاحبة لهذا الوضع والتي بدأت تتكشف وتظهر متلاحقة وبوتيرة سريعة منذ أن أزهقت ثورة نوفمبر  آخر ما تبقى من أرواح أغطيتها!.

وحينما نقول أزمة معقدة عند تسليط الضوء على حالة الإخفاق السياسي المفضوح لدى أحزاب السلطة؛ فهذا لا يعني أنها مؤهلة لإعادة الأمور إلى نصابها في حال افترضنا أنها تجاوزت فشلها لتصل إلى قول مشترك بشأن تشكيل الحكومة؛ بقدر ما هو تشخيص مدروس ومقروء بناءً على تجاذبات سياسية جرت في سالف سنوات العملية السياسية وكانت تداعياتها على الأرض وبالاً على العراق شعبًا وأمنًا واقتصادًا؛ ذلك لأن تلك الأحزاب إنما تتحرك وتقف حسب مصالحها، في الحدود الدنيا، وعلى ضوء منهجية القوى المتحكمة بها في النطاق العام والأوسع؛ مما يعني أن خلافاتها السياسية في العادة ستكون ذات تداعيات ميدانية يدفع المجتمع العراقي ثمنها على كافة الأصعدة، وهنا تكمن أسباب التعقيد وتظهر معالم الأزمة.
ويضيف بشير قائلا
تدور الخلافات بين الكتل السياسية في ظل تحرك ميداني للقوات الأمريكية وشركائها في التحالف الدولي على نحو لافت للأنظار جرّ أحاديث القوم مؤخرًا إلى مزيد من التكهنات بشأن مقاصدها وغاياتها، بالتوازي مع تصعيد ناعم بين واشنطن وطهران لم يأخذ شكلاً جديدًا يمكن أن يعوّل عليه لمعرفة مستقبل المرحلة تمامًا مثلما هو معتاد، ولكن إخلاء العديد من القواعد العسكرية وتسليم المهام فيها لقوّات حكومة بغداد حدا بالجميع إلى البحث والنظر، ما بين رؤى موضوعية وأخرى ليست كذلك تتعاطى مع المشهد من زوايا مختلفة، وبين اتجاهات تمادت في الوصف حتى وصل الحال إلى طرح فكرة الانقلاب على مائدة الرصد والتحليل.


وفيما تواصل طهران بذل وسعها لإيصال أدواتها في العراق إلى نقطة مشتركة في مساق تشكيل الحكومة (الجديدة) التي يبدو أنها لن تقوم إلا على أنقاض ما سبقها؛ يرتفع مؤشر المشاكسات المتطرفة بين أحزاب السلطة إلى درجة أنها باتت ـ بعد اتفاق حظي بمباركة أمريكية ورضا إيراني ـ كمن نقضت غزلها الذي كانت تتفاخر به رغم رداءته وتشووه، وإذا بالجميع يربض عند المربع الأول ليطرح خيارات أخرى لشخصيات تمثل اتجاهات متباينة، يهدف كل من يقترحها إلى تأمين مصادر مصالحه، والمحافظة على ديمومة استحواذه على المكاسب.

وفي خضم هذه الفوضى، تحاول ميليشيات الحشد أن تظهر بأنها رقم صعب في المعادلة، فتارة تتوعد بتصعيد أمني بحجة استهداف القوات الأجنبية التي كانت وما تزال حليفتها وغطاءها الآمن في مواجهة ما يسمونه جميعًا (الإرهاب)، وتارة فرض طروحات تتعلق بتسمية رئيس الوزراء الذي لا تريده أن يكون خارجًا من دائرتها التي تقبع بؤرتها في طهران.. وقد ظهر ذلك جليًا في خطابات قادة ميليشيا “حزب الله” الذين عبروا عن رفضهم الانصياع لما يُطرح من حديث بشأن حصر السلاح بيد الدولة ـ رغم أنه خطاب استهلاكي يُطرح عادة قبيل تشكيل كل حكومة تعاقبت في بغداد ـ فضلاً عن تهديدهم بتصعيد غير معروف العواقب إذا تم اختيار شخصية رئيس الحكومة بعيدًا عن رضاهم.
وان 

الموقف الإيراني الذي يتلاعب بقرارات القوى السياسية العراقية وفصائل الميليشيات، فيحركها كالدمى كيفما تقتضي مصلحته وبحسب ما تهدف رؤية مشروعه في المرحلة المقبلة؛ غير متقاطع مع الرؤية الأمريكية بشأن نوع وشكل حكومة الاحتلال الثامنة، ولا في برنامجها السياسي، ولا حتى في الشخصيات التي سوف تتسلم مقاليد الأمور وخاصة في الجانبين الأمني والاقتصادي؛ على اعتبار أن هذا الملف بكامله هو هدف مرحلي ومحطة عبور لا أكثر؛ لكن الهدف الاستراتيجي العام في التنافس بين القوتين من المؤكد أنه متجه إلى نوع جديد من التباري، لأن العالم سيكون ذا شكل مغاير عمّا هو عليه اليوم بعد زوال جائحة كورونا

شارك