موقف إيران وأمريكا.. هل ينجح مصطفى الكاظمي في تشكيل الحكومة العراقية؟
كلف الرئيس العراقي الرئيس العراقي برهم صالح، رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، في ثالث محاولة لاستبدال عادل عبد المهدي، وسط تساؤلات حول مصير التكليف وهل سيمر "الكاظمي" وينجح في تشكل الحكومة العراقية أن أن مصير سيكون مصير عدنان الزرفي، ومحمد توفيق علاوي.
وقال صالح في مرسوم جمهوري
بتاريخ التاسع من نيسان أنه "نظراً لاعتذار المكلف السيد عدنان الزرفي" تم
"تكليف السيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة".
وكان الزرفي أعلن في بيان
تقديم اعتذاره "لأسباب داخلية وخارجية"، مؤكداً استعداده للانتخابات القادمة
المبكرة.
وغرد مصطفى الكاظمي على
تويتر عقب تكيفه قائلاً: مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية أتعهد أمام الشعب
بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها، وتصون سيادة
الوطن وتحفظ الحقوق وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
والكاظمي ليس شخصية جديدة
مطروحة على طاولة السياسة العراقية. فقد كان اسم رئيس جهاز المخابرات العراقي واردا
منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك بديلاً لرئيس الوزراء
السابق حيدر العبادي في 2018.
كان اسم الكاظمي (53 عاماً)
متداولا في أروقة المرجعية الدينية في النجف، كخيار محتمل لقيادة مرحلة ما بعد دحر
تنظيم داعش في العراق، لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله التوافق،
خصوصاً مع وصفه من بعض الأطراف الشيعية على أنه "رجل الولايات المتحدة" في
العراق.
موقف إيران واذرعتها في
العراق
فيما يبدو ان الكاظمي سيمر
، حيث لم يتم رصد اي موانع او تحفظات ايرانية على ترشحه، والذي بدا واضحا من حضور رجال
ايران في العراق مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام بوسط بغداد، وفي مقدمتهم زعيم تنظيم بدر هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي
فالح الفياض، بالاضافة إلى حضور رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ومؤسس تيار الحكمة
عمار الحكيم.
كذلك يعزز نجاح الكاظمي
في تشكيل الحكومة الجديدة، الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس قوة القدس الجديد اسماعيل
قآني إلى العراق الأسبوع الماضي، والتي ألتقى فيها الفرقاء الشيعية، والتي بدا واضحا
ان تم تداول اسم الكاظمي وعدم ممانعة فلق القدس وايران على تليفه برئاسة الحكومة العراقية،
رغم اتهامه من فصيل شيعي عراقي بلعب الكاظمي دورا في عملية اغتيال قائد فيلق القدس
قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي ابومهدي المهندس.
واعتبر الخبير في الشؤون
العراقية محمود جابر، لـ"بوابة الحركات
الإسلامية" انه لا يوجد ممانعة ايرانية على تولى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية.
ودلل "جابر" ذلك
بلقاء أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال يارته الى بغداد بعد مقتل
قاسم سليماني في يناير الماضي، وفاجأ الكثيرين
بلقائه بالكاظمي، ثم بدأ الاسم بالتداول بشكل أكبر في الأوساط المقربة من طهران كرئيس
مقبل للحكومة العراقية بمجرد اعتذار عدنان الزرفي عن تولي منصب رئاسة الحكومة.
وأضاف "جابر"
ان اسماعيل قآاني، خليفة سليماني، إلى العراق مؤخرا، حملت نقطة رئيسية على جدول أعمالها، تأمين إجماع
عراقي يسمح بتعيين رئيس للحكومة، وعدم ممانعة إيرانية بل ومباركة لتولي الكاظمي رئاسة
الحكومة العراقية.
وتابع كاظم ان ما يدعم الموافقة
الايرانية وبالتالي موافقه القوى السياسية الشيعية المحسوبة على ايران في العراق، هو
العلاقة الجيدة التي تربط الكاظمي، بحزب الله
في لبنان ، وهو ما يدعم الكاظمي في تشكيل الحكومة العراقية.
الموقف الأمريكي
يرى مراقبون أن ليس هناك ممنانعة من قبل واشنطن على تكليف الكاظمي
لرئساة الحكومة العراقية، فقد كان الكاظمي يدير قسم العراق في موقع المونيتور الأمريكي،
إلى جانب تأليفه كتبًا عديدة من بينها "المسألة العراقية"، و"انشغالات
إسلامية"، و"علي ابن أبي طالب الإمام والإنسان".
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية
عن أسفها لفشل الزرفي في مهمته وندّدت بـ"تدخل" إيران المستمرّ في الشؤون
الداخلية العراقية، مرحّبة بتكليف الكاظمي تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال مساعد وزير الخارجية
لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر للصحافيين "لقد أثبت كاظمي في وظائفه السابقة
أنّه وطني وشخص كفء"، معرباً عن أمله في أن يتمكن سريعاً من تشكيل حكومة
"قوية ومستقلّة".
ويرى الخبير الأمني العراقي
هشام الهاشمي ان الكاظمي قد ينجح في تجاوز
الثغرات،وتشكيل حكومة عراقية جديدة.
وقال الهاشمي عب "تويتر":"بإمكان
المكلف الجديد ا. الكاظمي، تجاوز الثغرات التي اعترضت تكليف ا. محمد علاوي، والانتفاع
من البرنامج الاقتصادي والسياسات البناءة التي أعلن عنها ا. عدنان الزرفي، وأن يختار
فريقين أحدهما كمساعدين لمتابعة برنامجه الحكومي، والثاني فريق مفاوض لترميم العلاقات
الداخلية والخارجية".
واضاف :" تتلخص لعبة
الأحزاب المسيطرة في العراق بجدلية متناقضة: إنها المعارضة الفاعلة، وفي نفس الوقت
هي الموالاة الحاكمة".