الرئيس المشترك للجنة الصحة في شمال وشرق سوريا: أردوغان ينقل مصابين بكورونا إلى شمال البلاد
السبت 11/أبريل/2020 - 12:56 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ترتب على الإجراءات التركية الفاشلة لاحتواء تداعيات فيروس كورونا المستجد إلى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس لنحو 47029 حالة إصابة، فيما زاد عدد الضحايا إلى 1006 حالة بعد وفاة 98 مواطنًا تركيًا بحسب بيان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة.
وفي إطار عجز المستشفيات التركية عن مواجهة الفيروس وهشاشه النظام الصحي أمام الوباء، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنقل مصابي الفيروس إلى الأراضي السورية، حيث كشف الرئيس المشترك للجنة الصحة في شمال وشرق سوريا، الدكتور جوان مصطفى، إن الدولة التركية نقلت مرضاها المصابين بفيروس كورونا إلى مستشفى في سري كانيه، وبالتالي ترتكب جرائم شنيعة.
وحذر جوان مصطفى الرئيس المشترك للجنة الصحة التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في حديث لوكالة "فرات" للأنباء (ANF). من خطر تفشي فيروس كورونا المستجد في شمال وشرق سوريا، مؤكدًا أنهم اتخذوا الإجراءات اللازمة للوقاية منه وقال: "لا نملك إمكانيات للوقوف أمام مثل هذا الكابوس".
وأوضح الدكتور جوان مصطفى أن مناطق شمال وشرق سوريا في حالة حرب وحصار منذ تسع سنوات، قائلاً: "تسبب هذا الفيروس الذي انتشر في العالم، في مقتل الآلاف يوميًا. ونحن بدورنا أغلقنا جميع حدودنا بعد انتشاره في الشرق الأوسط، ولا نسمح لأي شخص بالاقتراب من حدودنا، وقد تم تعليق السفر بين المدن في جميع أنحاء المنطقة، ولا يزال حظر التجول ساري المفعول، ونحن نستعد للكارثة حسب إمكاناتنا، ولم يتم العثور على أي مريض مصاب بهذا الفيروس حتى الآن، وذلك بفضل الإجراءات التي اتخذناها".
ولفت مصطفى "بالطبع هناك دائمًا احتمالات أن يتم العثور على مرضى فيروس كورونا في المنطقة. في مثل هذه الحالة، فإن فرصنا في العلاج ضعيفة، بسبب الانخفاض الذي نعانيه في الإمدادات الطبية، العاملين الصحيين والفرص المادية. أي ليس لدينا فرص للوقوف في وجه مثل هذا الفيروس".
وتابع حديثه: "على سبيل المثال، تعاني مناطق الشهباء من نقص كبير في الإمكانات الصحية، والفرص الحالية ليست كافية لتغطية الضغوطات اليومية، لأن المنطقة تحت الحصار".
وفيما يتعلق بعدد المستشفيات والعاملين بها وفرص الاختبار، أوضح الدكتور جوان مصطفى: "بصرف النظر عن المستشفيات الخاصة، هناك 14 مستشفى تابعة للإدارة الذاتية. حيث تم إعداد المستشفيات وفقاً للظروف والمتطلبات المحلية. المستشفيات وخدمات الطوارئ مفتوحة 24 ساعة في اليوم. ويوجد من 40 إلى 200 موظف يعمل في الجانب الصحي في الخدمة في المستشفيات. ونتيجة للعمل المشترك بين لجنة الصحة في شمال وشرق سوريا ومنظمة (PIS) السويدية قمنا بإنشاء جهاز للكشف عن الفيروس التاجي. تتراوح دقة النتائج بين 30 و60 ثانية، أي 80 إلى 85%، وهذا الجهاز متوفر في جميع المراكز الصحية في شمال وشرق سوريا».
وأضاف الرئيس المشترك للجنة الصحة في شمال وشرق سوريا "هناك حاجة لبعض الأجهزة المختلفة للكشف عن الفيروس بنسبة 100%، لهذا نحاول إحضار هذه الأجهزة إلى المنطقة. ونواجه مشكلات، لأن منطقتنا محاصرة وجميع الدول أغلقت حدودها. وهناك مشكلة أكبر بأننا نعاني من نقص في الخبراء القادرين على التصدي لهذا الفيروس"، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تمد يد العون حتى الآن.
وفيما يتعلق بالوضع والمخاطر في المخيمات، قال: "يمكن للفيروس التاجي أن ينتشر بسهولة في المناطق المزدحمة. يعيش مئات الآلاف من الأشخاص في المخيمات في المنطقة، هذا وضع خطير للغاية. أكثر من 70 الف شخص (معظمهم من أسر داعش) موجودون في مخيم الهول، وهو أكبر معسكر في المنطقة، ومخيم الهول منطقة خطرة، كما أن فرص الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لمنع تفشي الفيروس التاجي في المخيمات منخفضة، كما يضم المخيم مواطنين من 44 دولة، لهذا هناك مسؤولية تقع على عاتق 44 دولة والتحالف الدولي لتقديم الدعم من أجل التصدي لتفشي الفيروس في المخيم والحد منه".
وتعليقاً على الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال التركي، قال جوان مصطفى: "وفقاً لآخر المعلومات المتاحة لنا، تم إنشاء مركز للحجر الصحي في مستشفى روج في سري كانيه لاحتواء المصابين بالفيروس، وقد قامت دولة الاحتلال التركي بنقل المصابين من تركيا إلى هناك، وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا على المنطقة، فهي بهذا ترتكب جرائم شنيعة".
يشار إلى أن البرلمانية التركية عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، غمزة تاشتشيار، طلقت تحذيراتٍ مارس الماضي عن عدم جاهزية النظام الصحي التركي لمواجهة فيروس كورونا.
جاء ذلك في تقرير لها حمل عنوان "النظام الصحي الهش فى تركيا أمام الوباء"، وحذرت فيه عدم جاهزية النظام الصحي في تركيا لمواجهة الفيروس، مؤكدةً أن تركيا في وضع أسوأ من كل البلدان من ناحية عدد أسِرة المرضى والأطباء.
وأوضح التقرير أن عدد المستشفيات في تركيا 1534 مستشفى، وعدد الأسرة فى تلك المستشفيات لمواجهة أية أزمات صحية محتملة، حوالى 231 ألف و913 سريرًا، ووفقًا لآخر البيانات، فإن عدد أسرة المرضى فى العناية المركزة يبلغ 24 ألف و71 سريرًا.
وجاء في التقرير أن تركيا تحتل مرتبة متدنية بين البلدان الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية من حيث عدد الأطباء لكل 1000 مريض، وقالت تاشتشيار إنه على الحكومة التركية اتخاذ جميع التدابير اللازمة بسرعة من أجل تقليل انتشار هذا الفيروس فى تركيا ومنع انهيار الخدمات الصحية.