خسائر جديدة لأردوغان وطائراته المسيرة في سماء ليبيا
السبت 11/أبريل/2020 - 02:07 ص
طباعة
حسام الحداد
أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس الجمعة 10 أبريل 2020، أن الدفاعات الجوية قامت بإسقاط طائرتين تركيتين من دون طيار قرب مدينة ترهونة والعزيزية غربي البلاد.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي في بيان صحفي حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه إن "منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة العربية الليبية ترصد طائرة تركية مسيرة كانت تحاول الإغارة على مدينة ترهونة وتقوم بإسقاطها".
وأضاف البيان أن "كذلك منصات الدفاع الجوي في محاور العاصمة طرابلس تسقط طائرة تركية مسيرة حاولت قصف تمركزات الجيش الوطني في منطقة ورشفانة في العزيزية".
وتقدم تركيا دعما عسكريا كبيرا لقوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، سواء بإرسال مستشارين عسكريين أو جنود أو أسلحة، وتعد الطائرات المسيرة، ضمن أهم الأسلحة التي تستخدمها قوات الوفاق في معاركها مع قوات الجيش الوطني.
وتعاني ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبين الغرب حيث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
وكانت تركيا قد أرسلت طائراتها المسيّرة لضرب مواقع الجيش الليبي ومنع سيطرته على غرب ليبيا وترجيح كفة جماعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق، لكنها تلقت درسا قاسيا في ليبيا وإخفاقات، أين تتوالى الخسائر بإسقاط وتدمير طائراتها، ليصل إجمالي الطائرات التي دمّرها الجيش حتّى الآن حوالي 36 طائرة مسيرة، وذلك منذ بداية العملية العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس قبل نحو عام.
ورغم ما يقال بأن تركيا من الدول الرائدة في صناعة هذه الطائرات وأحد عناصر قوتها العسكرية، فإن إسقاط مسيّرة تركية بات أمرا رائجا في ليبيا، وهو ما خلّف الكثير من نقاط الاستفهام حول مدى قدرتها على الصمود والهجوم وأثار شكوكا بشأن نجاعتها، وتساؤلات "هل تبيع تركيا حكومة الوفاق طائرات بعيوبها وأعطالها؟
ومنذ عام، أصبحت سماء ليبيا مسرحا للطائرات التركية المسيرة، بعدما فرضت نفسها كأهم سلاح لحكومة الوفاق في معركتها ضد الجيش الليبي واعتمدت عليها لمساندة قواتها ومساعدتها على الحفاظ على مواقعها، حتى أن هذه الحكومة خصصت ميزانية كبيرة لشرائها وامتلاكها. ومنذ بداية العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي في الرابع من أبريل الماضي لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، شهدت ليبيا سقوط العشرات من الطائرات التركية المسيرة، وهوما يعكس بأن هذه الطائرة ليست "مثالية"، مثل ما يروج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي العام الماضي، استطاعت المنصات الدفاعية للجيش إسقاط طائرات مسيرة تركية في 15 مايو وفي 6 و30 يونيو وفي 22و25 و29 يوليو وفي 7 أغسطس، أما في سبتمبر فقد كانت 5 طائرات هدفا لضربات الجيش الليبي 3 منهم يوم 13 وواحدة أول الشهر وأخرى يوم 25، وكذلك سقطت طائرة يوم 13 ديسمبر.
وفي هذا العام، نجح الجيش الليبي حتى الآن في تدمير 19 طائرة، في 2 و 12 و23 يناير، كما أحبط في 29 فباير الماضي أكبر هجوم جوي شنته قوات الوفاق منذ بداية العملية العسكرية في العاصمة طرابلس وتمكن من إسقاط 6 طائرات مسيرة دفعة واحدة، 3 أيام فقط بعد إسقاط طائرة أخرى، هذا إلى جانب الطائرات التي أسقطت الشهر الماضي في 31 و7 و25 و 30و 28.
وغالبا ما يقوم الجيش بتدمير الطائرات المسيّرة التركية، فور إقلاعها من القاعدة العسكرية بمعيتيقة في العاصمة طرابلس أو من مقراتها بالكلية الجوية بمصراتة وقبل الإغارة على مواقعه وتنفيذ هجماتها.
وبينما تستمر حكومة الوفاق في التزوّد بالطائرات المسيّرة التركية رغم إخفاقاتها المتتالية وأدائها المتعثّر في ساحات القتال وما سببته لقواتها من انتكاسة منذ بداية العملية العسكرية بطرابلس، يواصل الجيش الليبي في استنزاف القدرات العسكرية للمليشيات المسّلحة و طائرات مسيّرة ومدرعات تركية في حرب لا تزال مفتوحة.