الداخلية وتوجيه ضربة استباقية للأوكار الإرهابية في مصر
الثلاثاء 14/أبريل/2020 - 10:12 م
طباعة
حسام الحداد
بينما ينشغل العالم بفيروس كورونا، وتتوحد جهود الدول لمواجهة هذا الوباء، تتوحد أيضا قوى الإرهاب وتخطط لتنفيذ هجمات إرهابية على المجتمعات الآمنة، مستغلة انشغال أجهزة الأمن بتنفيذ الحظر تخوفا من انتشار فيروس كرونا ومحاولة السيطرة عليه، وليس غريبا على هذه الجماعات الإرهابية أن تعمل على تجهيز نفسها للقيام بمثل هذه العمليات في هذا الوقت من العام حيث الأعياد الدينية لأقباط مصر.
تلقت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، معلومات تفيد بأن مجموعة إرهابية، تستعد للقيام بعمل إرهابي، وذلك بالتزامن مع أعياد الاقباط.
ونجحت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، في استهداف وكر لمجموعة إرهابية مساء الثلاثاء 14 أبريل 2020، وذلك بمنطقة الأميرية بمحافظة القاهرة، كانت تستعد للقيام بعمل إرهابى بالتزامن مع أعياد الأقباط.
وقد بادلت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية النيران مع المجموعة الإرهابية، وقد نجحت الأجهزة الامنية فى القضاء على جميع العناصر الإرهابية والتى بادرت بإطلاق النيران مع القوات، وقد استشهد المقدم محمد فوزي الحوفي، أحد أبطال الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية أثناء عملية تنفيذ مهاجمة الوكر الإرهابي.
وطالبت قوات الشرطة المواطنين عدم الاقتراب من منطقة تبادل إطلاق النيران حفاظا على أرواحهم والابتعاد تمام عن المنطقة الخطر.
وقد استمرت عملية تبادل اطلاق النار 4 ساعات، وانتهت باقتحام الشقة السكنية وقتل كافة عناصر الخلية الإرهابية،
وكانت المجموعات الإرهابية حسب المصادر الأمنية، تقوم بتصنيع متفجرات في حي الأميرية، منظقة عزبة شاهين، وأوردت مصادر إعلامية مصرية أن الشرطة حذرت سكان الحي من الاقتراب من النوافذ. كما قطعت السلطات المصرية الكهرباء عن الحي خلال العملية.
وأفادت معلومات أن العناصر الإرهابية كانت تخطط لهجمات على ارتكازات الشرطة التي تنفذ قرار حظر التجول في العاصمة بسبب فيروس كورونا، وكذلك على كنائس مسيحية في وقت لاحق.
وبعد اقتحام وكر الخلية الإرهابية، تولت قوات العمليات الخاصة تمشيط منطقة الاشتباكات
وقد تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما قامت به قوات الشرطة المصرية من عملٍ بطولي يُضاف إلى سجل أعمالها المشرِّفة، حيث تصدت قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية -ببسالة وشجاعة- لخلية إرهابية في منطقة الأميرية بالقاهرة، وتمكنت القوات من محاصرة هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم.
ويثمِّن مرصد الأزهر هذه الجهود المبذولة في مواجهة هذه القوى الظلامية، ويجدد دعمه لقوات الجيش والشرطة، مطالبًا جموع الشعب المصري بالوقوف وراء رجال الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب.
ويؤكد مرصد الأزهر رفضه القاطع لكافة أشكال العنف والإرهاب، مشددًا على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة، وترفضها كافة الأديان السماوية، وتأباها التقاليد والأعراف الإنسانية.
ويتقدم مرصد الأزهر بخالص العزاء لأسرة الشهيد المقدم/ محمد فوزي الحوفي، الذي رقى إلى رحمة ربِّه أثناء قيامه بواجبه الوطني، داعيًا الله تعالى أن ينزله منازل الشهداء المكرمين وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
لماذا الأقباط:
وللإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى عدد غير قليل من الصفحات بل الكتب التي تؤصل لاستهداف الأقباط في مصر من قبل هذه الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم الدعوة السلفية التي تمهد لقتل الأقباط بتلك بفتاوى العنصرية والكراهية والاقصاء التي تصدرها ضد أقباط مصر كل يوم ، ولم يقتصر الأمر على ما دفعه الأقباط من استشهاد عدد غير قليل منهم منذ يناير 2011، وحتى الأن سواء في ماسبيرو أو في إمبابة، بل تعرضت 102 كنيسة للاعتداء ما بين حرق أو هدم كلي أو جزئي، وزادت حدة الاعتداءات على الكنائس وممتلكات الأقباط الخاصة بعد فض قوات الأمن المصرية لاعتصامي رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة.
ولم تكف الدعوة السلفية يوما عن اصدار فتوى ضد الأقباط أو التحريض عليهم، ونذكر جميعا فتاوى «برهامي» بحرمانية تهنئة الأقباط بـ«عيد ميلاد المسيح» أو «الكريسماس»، قال «إن تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق»، مستندًا إلى فتاوى سابقة لـ«بن عثيمين» والشيخ "بن باز". كما أفتى «برهامي» أن حضور حفلات عقد قران الأقباط حرام، لأنها تذكر فيها عبارات تخالف العقيدة، لكنه أباح الذهاب للتهنئة بالقران في البيت، ولكن ذلك بشرط «إن كان العروسان من غير المحاربين للإسلام".
وتاريخ التكفير وتحريض السلفين على الأقباط مليء بالكثير من الفتاوى المتشددة التي تتنافى مع سماحة الدين الإسلامي، لكن زادت حدة الخطاب التكفيري، بعد اندلاع ثورتي يناير ٢٠١١، ويونيو 2013، فالخطاب السلفي في تعامله مع الملف القبطي انما يتعامل من خلال مرجعيته الدينية التي يؤمن بها بغض النظر عن ان تلك المرجعية يشوبها الكثير من التشدد والماضوية، فالتيار السلفي في مصر يرتبط ارتباط وثيق بآراء المتشددين من علماء الاسلام امثال ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ووريثهم محمد بن عبد الوهاب، الذين ينظرون إلى الاخر الديني على انه كافر تجب محاربته ومن هنا جاء خطاب التيار السلفي الموجه للأقباط على انهم:
1-الأقباط في الخطاب السلفي كفار يجب محاربتهم
2-الاقباط في الخطاب السلفي لا يتولون الوظائف العامة في الدولة
3-عدم القصاص للمسيحيين
4-الطعن في زعماء الأقباط
5-عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم
6-تحريم إلقاء السلام علي المسيحيين
7-فرض الجزية
ومن هذا كله نجد إن جوهر المشكلة هي النيران المشتعلة تحت الرماد؛ لأننا جميعا نعلم أن السلفيين هم المعادل الموضوعي لجماعة الإخوان الإرهابية، وأصبح السلفيون الآن الوصي على تنفيذ مشروع الخلافة الإسلامية وما تصريحات قادتهم بشأن مدنية الدولة وقبول الآخر إلا من قبل التقية وفقه الاستضعاف والابتلاء
استهداف الأقباط خلال الأعياد
تفجير كنيسة القديسين 2011: وتم في الساعات الأولى من أول أيام العام الجديد، بسيارة مفخخة، استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية.
في 4 يوليو 2013: وعقب بيان عزل مرسي، تم حرق دير العذراء والأنبا إبرام، وما بداخله من محتويات كنيسة العذراء الأثرية، وكنيسة مارجرجس، ومبنى خدمات ومقر إقامة الأسقف، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، إضافة إلى مهاجمة كنيسة مارمينا بمنطقة أبوهلال في مدنية المنيا، ومهاجمة كنيسة الأنبا موسى الأسود، وقذفها وإلقاء زجاجات المولوتوف بمنطقة أبوهلال، وحرق كنائس ماريوحنا بشارع السوق والانجيلية بأبوهلال والمعمدانية بمركز بنى مزار.
في 15 أغسطس 2013: وقعت 64 حالة اعتداء على الكنائس والأقباط بمختلف محافظات الجمهورية خلال 12 ساعة فقط، في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.
في 21 أكتوبر 2013 تعرضت كنيسة الوراق لهجوم من قبل مسلحون قاموا بإطلاق النار على حفل عُرس خارج كنيسة الوراق، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم طفلة تدعى مريم وتبلغ من العمر حوالي 8 سنوات، وأكثر من 18 مصابًا.
في 28 يناير 2014: استهدف هجوم مسلح كنيسة السيدة العذراء بمدينة 6 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل رقيب شرطة، وإصابة آخرين.
في 1 يناير 2015: استشهد أمين ومساعد شرطة، كانا يحرسان كنيسة مارمرقس الكاثوليكية، بمدينة المنيا عشية عيد الميلاد المجيد.
في 12 نوفمبر 2015 إطلاق نار على الكنيسة الإنجيلية في الهرم، من مجهولين وأصيب شرطي من أفراد حماية الكنيسة.
في 11 ديسمبر 2016: تفجير إرهابي، استهدف الكنيسة البطرسية، استشهد فيه 25 شخصا وأصيب 31 آخرين.
في 9 إبريل 2017: هجومين إرهابيين كنيستي مارجرجرس في طنطا ومارمرقس بالإسكندرية، خلال الاحتفال بأحد السعف.
29 ديسمبر 2017: تعرضت كنيسة مارمينا لهجوم إرهابي،ما أسفر عن استشهاد 9 وإصابة 5 آخرين وفقا لبيان صادر من وزارة الصحة