الإرهابيون في شمال موزمبيق ومحاولات إقامة دولة الخلافة

الأربعاء 15/أبريل/2020 - 11:20 ص
طباعة الإرهابيون في شمال حسام الحداد
 
شن الإرهابيون الذين ينشرون الذعر في أقصى شمال موزمبيق سلسلة هجمات واسعة في الاسبوعين الماضيين، معلنين أخيراً هدفهم المتمثل بتطبيق الشريعة الإسلامية.
وفي ظل رايات سوداء مغطاة بالنقوش العربية، احتلوا لفترة وجيزة أبرز النقاط في ثلاث بلدات في إقليم كابو ديلغادو الشمالي. ولم تتمكن، في كل مرة، قوات الأمن الموزمبيقية من الرد، على الرغم من مشاركة الشركات الأمنية الخاصة.
وسيطر عشرات المسلحين، لساعات قليلة، على بلدات موكيمبوا دا برايا وكيسانغا وميدومبي، ودمروا مراكز الشرطة والمباني العامة والبنى التحتية، قبل أن يبثوا الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مسؤول في شرطة ميدومبي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع “لقد دمروا المستشفى وسرقوا الأدوية وأحرقوا محطة البنزين وهاجموا البنك ونهبوا أجهزة الصرف الآلي”.
وأضاف “ثم رفعوا علمهم على المستشفى وغادروا لمهاجمة القرى المجاورة”.
وأفادت مصادر محلية عن وقوع إصابات بين السكان، ولم يكن ممكنا التحقق من ذلك من مصادر مستقلة.
ورفضت الشرطة والجيش، كالعادة، تأكيد أو التحدث عن هذه العمليات.
وللمرة الأولى، منذ بدء نشاطهم في أكتوبر 2017 في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة، اوضحت الجماعة التي يطلق عليها السكان “الشباب” أهدافها.
واظهر فيديو أحد المتحدثين باسمها يحمل السلاح أمام سكان موكيمباو دا برايا قائلا “نريد من الجميع هنا تطبيق الشريعة الإسلامية” متابعا “لا نريد حكومة من الكفار، نريد حكومة الله”.
-“الهدف هو الشريعة”-
وتبنى تنظيم الدولة "داعش" سلسة العمليات، كما دأب على ذلك منذ شهور، عبر الإنترنت عن طريق ذراعه النشطة في “ولاية أفريقيا الوسطى”.
ويؤكد ذلك التحول في الاستراتيجية العسكرية والإعلامية للإرهابيين.
وأوضح الخبير إريك مورييه جينود من جامعة بلفاست “بتنا نعرف الآن حقيقة العديد من المتمردين الذين هاجموا موكيمبوا دا برايا في 23 مارس 2020 إنهم ينتمون إلى الجماعة التي هاجمت المدينة في أكتوبر 2017”.
وأضاف “كما أصبحنا نعلم الآن هدفهم النهائي” المتمثل “في إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة”.
ولم تكن هذه الجماعات، حتى الآن، قد كشفت نياتها وركزت هجماتها على السكان المدنيين، وقامت بقطع رؤوسهم أو خطفهم وحرق قراهم، بشكل ممنهج.
وأسفرت أعمال العنف عن مقتل ما لا يقل عن 900 شخص ، بحسب المنظمة غير الحكومية “أرمد كونفليكت لوكيشين” وأدت إلى نزوح ما لا يقل عن 150 ألف شخص، وفقا للسلطات.
ولم يتمكن الرئيس فيليب نيوسي، رغم إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، حتى الآن من إحلال النظام في كابو ديلغادو، التي يتحدر منها.
كما لم ينجح بالوفاء بوعده في “القضاء” على أولئك الذين يصفهم بأنهم “مجرمون”.
وانتشر مرتزقة من شركة الأمن الخاصة الروسية فاغنر، العام الماضي، قبل الانتخابات العامة في أكتوبر لكنهم تعرضوا لفشل ذريع وانسحبوا على عجل.
مع ذلك، طلب الرئيس الدعم من شركات عسكرية خاصة أخرى في المنطقة. غير ان المراقبين شككوا بجدية في قدرتها على قلب المعادلة.
وقالت المحللة المستقلة ياسمين أوبرمان “قد يتم ذلك على المدى القصير لأن نقص الموارد يمنع الحكومة من التصدي وحدها للإسلاميين”.
وأضافت “لكني أشك في ذلك على المدى الطويل، ان تنفيذ عملية عسكرية لا ينفي ان كابو ديلغادو كانت منسية (من قبل السلطات) لفترة طويلة”.
ويعد الأقليم الحدودي مع تنزانيا واحدا من أفقر مناطق موزمبيق.
وأثار الاكتشاف الأخير لحقول الغاز الضخمة قبالة سواحلها وقدوم شركات كبيرة مثل إكسون موبيل الأميركية وتوتال الفرنسية، رغبة بجني عائدات النفط في العاصمة واستياء لدى السكان.
ووعد نيوسي، الذي أعيد انتخابه في أكتوبر، بان تعود مليارات الدولارات المتوقعة بالفائدة على “البلد بكامله”.
واورد الأستاذ في جامعة إدواردو موندلين في مابوتو أدريانو نوفونجا “كون الهجمات الأخيرة قد تفادت المدنيين فإن ذلك يوحي بأن ما يحدث قد يخفي صراعا على الموارد الطبيعية”. وأضاف “ربما يكون المتمردون أبناء عم جنودنا”.
ومني ظهور مجموعة أمنية خاصة جنوب أفريقية مجهزة بثلاث مروحيات الأسبوع الماضي بأول فشل.
وذكرت مصادر متطابقة إن إحدى الطائرات التي شاركت الجمعة بصد هجوم للمتطرفين على جزيرة إيبو، تم اسقاطها، ورفضت السلطات تأكيد الحادث.
وأشارت أوبرمان إلى أن ما حصل “سيخدم بشكل مثالي الترويج لتنظيم الدولة الإسلامية”.
وتابعت “باختصار، القوة لن تحل المشكلة” لافتة إلى أن “الحكومة تحتاج إلى حل شامل لا يشكل الجيش سوى جزء منه، وإلا فإنها ستفشل”.

شارك