ميليشيات أردوغان تواصل نهب آثار عفرين.. ومناشدات بتدخل اليونسكو

الخميس 16/أبريل/2020 - 12:07 ص
طباعة ميليشيات أردوغان علي رجب
 

 

تواصل الفصائل الموالية لتركيا ارتكاب انتهاكات في عفرين شمالي سوريا، ووصلت هذه الانتهاكات الممتلكات العامة والآثار، حيث قامت هذه الفصائل بعملية سرقة ممنهجة لآثار تل “أرندة الأثري” الواقع في ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين الغربي.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مسلحين من فصيل السلطان سليمان شاه “العمشات” بدأوا بعمليات حفر بهدف التنقيب عن الآثار في تل “أرندة الأثري” الواقع في ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين الغربي.

 وبحسب مصادر “المرصد السوري”، حيث يتعرض التل بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثاً عن الآثار من قبل عناصر فصيل السلطان سليمان شاه الموالي لتركيا، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.

وكان “المرصد السوري” قد نشر في 6 أبريل، أن جرافات تابعة للفصائل الموالية لتركيا بدأت قبل نحو أسبوع بحفر التلة الأثرية الواقعة في قرية “عرابو عرب أوشاغي” التابعة لناحية “معبطلي” في ريف مدينة عفرين.

ووفقاً لمصادر “المرصد السوري” فإن عشرات أشجار السرو والبلوط كانت تحيط بالتل، إلا أن عناصر الفصائل قاموا بقطع معظمها، إضافةً إلى اقتلاع أشجار الزيتون التي تعود إلى أكثر من خمسين عاماً.

وفي ديمسبر 2019 قامت ميليشيات أردوغان بعملية سرقة ممنهجة لآثار منطقة النبي هوري (سيروس) التي تقع في شمال غرب سوريا وتبعد نحو 30 كيلومترا عن مركز مدينة عفرين بالقرب من الحدود السورية-التركية. وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عضو مديرية الآثار في عفرين “صلاح الدين سينو” قال بأنهم لم يحصلوا حتى الآن على وثائق حول إن كان تمثال الأسد قد تمت سرقته أم لا وأضاف “هناك أشخاص قالوا لنا بأن تمت سرقة تمثال الأسد وهذا ليس ببعيد عن الدولة التركية والفصائل التابعة له، هم يحاولون دفن حضارة عفرين ونهبها ونقلها لتركيا”.

كما أقدم فصيل صقور الشمال في 10 أغسطس 2018 و6 أكتوبر 2018 و3 نوفمبر2018 ، بحفريات تخريبية وعشوائية بالآليات الثقيلة (الجرافات)، ما أدى إلى تدمير الطبقات الأثرية دون توثيقها، إضافة إلى تدمير المواد الأثرية الهشة كالزجاج والخزف والفخار ولوحات الفسيفساء، وغيرها من الآثار.

وتعرف هذه المنطقة بأسماء (سيروس) و(قورش) و(النبي هوري) وتعود إلى عدة حضارات أقدمها من الفترة الهلنستية عام 280 ق.م، وتتعرض لانتهاكات ممنهجة على أيدي الفصائل الموالية لتركيا، بدءًا من القصف التركي العنيف الذي تعرضت له منذ اليوم الأول لعملية ما يسمى "غصن الزيتون" في يناير 2018، وحتى سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على المنطقة وبدء عملية سلب وتخريب هائلة لها.

كما رصد المرصد السوري أيضاً قيام عناصر مسلحة تابعة لفصيل “السلطان مراد” الموالي لتركيا، بعمليات حفر وتجريف للتربة في ناحية “بلبل” بريف عفرين شمال شرق حلب، بحثاً عن الآثار باستخدام آليات ثقيلة من التركسات والباكر.

 وبيّن المرصد أن معدات وأجهزة وآليات تركية وصلت إلى تلة جنديرس، بهدف البحث عن دفائن وآثار داخل تلك التلة، فيما أشارت مصادر موثوقة لـ ”المرصد السوري”، أن تلك العمليات سبقها الإغلاق الكامل للطرق القريبة من التلة والواصلة إليها، فيما حصل المرصد على معلومات من مصادر أخرى، تشير إلى أن عمليات تنقيب عن الآثار تجري في ريف ناحية “معبطلي” بالقطاع الغربي من ريف “عفرين”، وتحديدا في منطقتي “تل علي عيشة” و”تل زرافكة”.

وأثارت عمليات سلب الآثار استياء سكان “عفرين” ونازحيها، حيث أعرب البعض عن سخريتهم مما يحدث، بالقول إن “تركيا جاءت بادعاءات تحرير عفرين وحمايتها، فبات حاميها حراميها”.

وبحسب مصادر موثوقة لـ ”المرصد السوري”، فإن “قيادياً في فيلق الشام الإسلامي المقرب إلى السلطات التركية، يعمد إلى تنفيذ عمليات التنقيب في منطقتي ميدانكي والنبي هوري، حيث تجري عمليات نهب الآثار التي يتم العثور عليها أثناء عملية البحث، وسط تعامي تركي مقصود لإطلاق يد الفصائل لتغيير تاريخ المنطقة بعد أن جرى تحويل حاضرها ومستقبلها”.

وأكد المرصد في تقريره إن ما تقوم به السلطات التركية والفصائل الموالية لها في “عفرين” يتناقض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية كمعاهدة (لاهاي 1954) وبروتوكولي منظمة اليونيسكو (1970 و1972) وقرار مجلس الأمن الذي يحمل الرقم 2139 لعام 2014، والذي دعا جميع الأطراف إلى إنقاذ التنوع الثري لتراث سوريا الثقافي والقرار (2199) لعام 2015 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على حظر الاتجار بالممتلكات الثقافية في العراق وسوريا، إضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم (2347) والذي صدر بإجماع أعضاء مجلس الأمن عام 2017، والمعني بحماية التراث الإنساني بناءٍ على هذه المعاهدات وبنودها وقرارات مجلس الأمن المذكورة أعلاه. وانطلاقاً من تلك المعاهدات والمواثيق، وبناءً على الحقائق والمعلومات التي يكشفها “المرصد السوري” يوماً تلو الآخر بشأن سرقة الآثار الممنهجة التي تتعرض لها “عفرين” على أيدي الفصائل الموالية لتركيا.

وناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان مجلس الأمن والمنظمات الأممية المعنية (اليونيسكو) بتفعيل قراراتها واتفاقياتها، كون تركيا من الأطراف الموقعة على تلك الاتفاقيات والمواثيق.

ولم تكتف القوات التركية والفصائل الموالية لها بذلك فحسب، بل إنها لجأت إلى شرعنة سرقاتها لأرزاق أهالي “عفرين” عبر سلسلة قرارات أصدرتها وعممتها فيما يتعلق بمسألة جني محصول الزيتون، إضافة إلى الكثير من الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية بحق الأهالي.

كذلك ناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا "المنظمات الدولية والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية المهتمة بالثقافة وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية"، التدخل لحماية التراث الثقافي السوري، ووضع حد لما وصفته بـ"العدوان الجائر من القوات التركية" على المواقع الأثرية بريف حلب.

وأشارت المديرية في بيان لها إلى أن آخر المعلومات الواردة من منطقة عفرين بريف حلب تفيد بقيام القوات التركية والجماعات المتعاونة معها بتجريف التلال الأثرية الواقعة في سهل عفرين للتنقيب عن الكنوز واللقى الأثرية التي تختزنها هذه التلال، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".

ولفت البيان إلى أن الصور التي وصلت من المنطقة تظهر العثور على تماثيل ومنحوتات نادرة تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وإلى العصر الروماني، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات تجري في معظم مواقع عفرين الأثرية المسجلة على قائمة التراث الوطني ومن بينها "تل برج عبدالو" و"تل عين دارة" و"تل جنديرس" و"موقع النبي هوري".

 

شارك