مستغلا جائحة كورونا.. إرهاب داعش يعاود استهداف ألمانيا
الخميس 16/أبريل/2020 - 08:42 ص
طباعة
أميرة الشريف
في الوقت الذي ينشغل العالم بأكمله بمواجهة فيروس كورونا المستجد، تستغل التنظيمات الإرهابية الجائحة العالمية لتنفذ مخططاتها بمخططاتها في الدول الأوروبية والعربية،حيث أعادت ألمانيا ملف مكافحة الإرهاب إلى الواجهة من جديد، بعد أن كشفت، لأول مرة منذ إصابة أوروبا بالوباء عن تفكيك خليةٍ إرهابية مكونة من خمسة طاجيكيين، يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، كانوا يخططون لضرب مواقع أمريكية.
وتتزامن هذه العملية مع بدء المرافعات في محاكمة الإرهابي المعروف بـ "أبو ولاء"، القيادي في التنظيم الإرهابي بألمانيا، بالإضافة إلى محاكماتٍ أخرى لإرهابيين ألمان، تجري على الرغم من تحديات إجراءات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.
وأعلنت ألمانيا، أمس 15 أبريل 2020، إحباطها مخططات لهجمات ضد منشآت عسكرية أمريكية، وأوقفت خمسة طاجكستانيين يشتبه في أنهم كانوا يعدّون لتنفيذها باسم تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعدما اشتروا أسلحة ثقيلة وذخائر عبر الانترنت.
وتعيش الأجهزة الألمانية حالة تأهب لدرء تهديدات المتطرفين منذ تبني تنظيم داعش عملية الدهس بواسطة شاحنة أوقعت 12 قتيلا في سوق ميلادية في برلين في 2016. وكانت هذه أفدح حصيلة ضحايا لهجوم إرهابي على الأراضي الألمانية.
وأوقف أربعة مشتبه بهم صباح أمس، في رينانيا شمال فيستفاليا غربي البلاد، وقالت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية، إنهم كانوا ينوون شن هجمات قاتلة ضد عدد من الأشخاص، وجرت توقيفات في عدد من مدن المنطقة بينها مدينة إيسن.
وأوضحت النيابة أن المتهمين خلال إعداد خططهم كانوا على اتصال مع قياديين في داعش في سوريا وأفغانستان أعطوهم توجيهات، مشيرة الى أنهم قاموا بعملية رصد لمنشآت لسلاح الجو الأمريكي في ألمانيا.
وتعتقد السلطات أنهم انضموا إلى تنظيم داعش في 2019، وأسسوا خلية في ألمانيا، وكان هدفهم الأول التوجه إلى طاجكستان للمشاركة في معارك ضد الحكومة بحسب النيابة العامة. وبعدما عدلوا عن هذا المشروع ركزوا خاصة على أهداف عسكرية أمريكية في ألمانيا. وقالت النيابة إن الخلية اشترت عبر الإنترنت أسلحة ثقيلة، وذخائر وكذلك مكونات لإنتاج متفجرات.
وجمع أفرادها مبلغاً من المال في ألمانيا، وقاموا بتحويله إلى التنظيم عبر تركيا. ووافق أحد المتهمين ويدعى رفسان ب. على تنفيذ عملية قتل في ألبانيا مقابل 40 ألف دولار.
ورغم توجّهه إلى ألبانيا مع أحد المشتبه فيهم لكن العملية فشلت، وعادا إلى ألمانيا.
وتشير تقديرات الاستخبارات الألمانية إلى وجود نحو 11 ألف متشدد في البلاد، بينهم 680 يشكلون خطراً داهماً، وقادرون على ارتكاب أعمال عنف. ومنذ أواخر العام 2016، أحبطت السلطات تسعة مخططات لاعتداءات من هذا النوع، وفق أرقام المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية.
كما تبنى تنظيم داعش عملية طعن في هامبورج، وهجوماً بالقنبلة في أنباخ أوقع 15 جريحاً، وقُتل منفّذه، إضافة إلى هجوم بالفأس على متن قطار في بافاريا أوقع خمسة جرحى.
وفي نوفمبر الماضي، أوقفت الشرطة في أوفنباخ ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم كانوا يعدّون هجوماً بقنبلة باسم داعش.
وقد تكون عملية تفكيك الخلية الإرهابية في ألمانيا، رسالةً واضحةً للتنظيم الإرهابي الذي ظن أن الجميع منشغلٌ عنه بمكافحة الوباء، وهو الأمر الذي تحدثت عنه مجموعة من التقارير البحثية والاستخباراتية منذ بداية فبراير الماضي، لافتةً إلى تسبب جائحة كورونا في توقف عمليات مكافحة الإرهاب، ما أنعش تنظيم "داعش"، لا سيما بعد قيام بعثة الدريب للتحالف الدولي وحلف الناتو، منتصف مارس ، بتعليق العمليات العسكرية لمدة شهرين جرّاء تفشي الفيروس.
كما سحبت كل من أستراليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا والبرتغال وهولندا معظم مدرّبيها من مناطق مكافحة الإرهاب، ما شكل مؤشرات أولية على إمكانية تعافي تنظيم "الدولة الإسلامية" واحتمالية تغيير تكتيكاته.
وأطلق التنظيم الإرهابي عبر صحيفة "النبأ" التابعة له وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال شهر فبراير ، مجموعة من الدعوات لعناصره يحثهم فيها على الاستفادة من التشتت والارتباك الدولي الناجم عن الفيروس في تنفيذ "ضربات خاطفة"، في مناطق متفرقة من العالم، بأي سلاح مُتاح. ووصف التنظيم فيروس "Covid-19" بـ "عذاب من الله" على من نعتهم بـ "الأمم الصليبية"، متفاخراً بتكيّفه مع ظروف الجائحة، بفضل خلاياه المعزولة، واستباقه لجميع الدول بتطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.
وفي فبراير الماضي، أحبطت ألمانيا مخططات خلية إرهابية يمينية، وأوضحت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية استنادا إلى مصادر سلطات التحقيق أن الخلية اليمينية كانت تعمل تحت اسم "النواة الصلبة".
ويقبع جميع أعضاء جماعة "النواة الصلبة" الذين تم القبض عليهم أنذاك وأصدر قضاة التحقيق بالمحكمة الاتحادية العليا في ألمانيا أوامر اعتقال بحق أربعة أعضاء مشتبه بهم من الجماعة وثمانية يشتبه أنهم من مؤيديها.
ووفق تقارير، فإن نتيجةً لهذه التطورات في تحركات عناصر التنظيمات الإرهابية، رأت أجهزة الأمن الغربية ضرورة تفعيل عمليات المداهمة وتنشيطها، وتقوية الشراكة مع القوات الخاصة الأمريكية في قواعدها المختلفة حول العالم، بما في ذلك معاقل تنظيم "داعش"، ما قد يعني عدول الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار سحب قواتها من بعض تمركزاتها في الشرق الأوسط، وهو ما يمكن أن يبرر سبب تخطيط الخلية الطاجيكية لضرب منشآتٍ عسكرية أمريكية في ألمانيا.