الحصار الإرهابي في ترهونة.. السراج يعاقب الليبيين انتقاما من حفتر

الجمعة 17/أبريل/2020 - 03:37 ص
طباعة الحصار الإرهابي في أميرة الشريف
 
في الوقت الذي يعاني فيه العالم بأكمله من انتشار الفيروس اللعين كورونا الذي قضي علي حياة المئات في الدول، ما زالت قوات الوفاق المدعومة من تركيا تواصل إرهابها في حق الشعب الليبي، حيث قامت باستهداف مدينة ترهونة ومحيطها غرب، خلال الأسابيع الأخيرة، ولوّحت بإمكانية اقتحامها وتحييد قوات الجيش في المناطق الجنوبية للعاصمة طرابلس.
وسبق هذه التهديدات، قصف قوات الوفاق لترهونة، بـ10 صواريخ غراد، في 22 مارس الماضي، أي قبل 3 أيام من انطلاق عملية "عاصفة السلام".
ومع استهداف طيران الوفاق لخط الإمداد: قاعدة الجفرة الجوية - بني وليد - ترهونة، بعد أن تم غلق خط الجفرة – غريان، أصبحت ترهونة محاصرة.
وفرضت ميليشيات السراج حصارا اقتصاديا وخدميا على مدينة ترهونةً، منذ أسبوع كامل، ضمن حرب التجويع التي تشنها لإجبار سكان المدينة على التراجع عن دعم الجيش الليبي.
وتزامن حصار المليشيات لمدينة ترهونة (88 كم جنوب شرق طرابلس) مع فشلها في تنفيذ هجوم على طرابلس أو التصدي للقوات القادمة منها نحو قلب العاصمة.
وشمل الحصار الذي تفرضه الميليشيات على المدينة قطع الخدمات الأساسية بشكل ممنهج لفترة تزيد على 7 أيام تشمل المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية والإنترنت مع استهدافات عشوائية بالطيران التركي المسير لإجبار ترهونة على التخلي عن الجيش.
كما فرضت المليشيات حصارا على الطرق المؤدية للمدينة، فيما استهدفت الطائرات التركية المسيرة الداعمة للمليشيات ولحكومة السراج عدة شحنات وقود ومواد غذائية قبل الوصول إليها.
في هذا السياق، أصدرت عدة جهات حقوقية بيانات إدانة عن محاصرة ترهونة واستخدام التجويع كسلاح في المعارك ضد المدنيين والمدن بصفة عامة.
ووصفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا حصار مدينة ترهونة من قبل المليشيات بأنها "جريمة ضد الإنسانية".

ورغم الحصار المفروض على ترهونة يحتفظ أبناء المدينة بصمود غير مسبوق؛ حيث يعتمدون على الإنتاج الذاتي لتأمين الغذاء.
وتمكنت منصات الدفاع الجوي بالجيش الليبي من إسقاط عدة طائرات تركية مُسيّرة كانت آخرها، مساء الخميس، بعد إغارتها على مدينة ترهونة.
وقال أهالي ترهونة، إن الميليشيات لجأت لقطع الخدمات عن المدينة بعد فشلها في مساومات ومفاوضات مع قيادات المدينة الاجتماعية والسياسية والعسكرية".
وأضافوا، أنهم رفضوا تماما تقديم أي تنازلات أو المساومة في الدفاع عن ليبيا، وأن الجميع رد بالرفض التام والانحياز للوطن".
وأكدوا أن الميليشيات لجأت لقطع إمدادات الوقود والتيار الكهربائي عن كافة أرجاء المدينة، بما فيها المستشفيات التي عجزت حتى عن استخدام المولدات لقطع الوقود.

وأشاروا إلى أن وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ترهونة متوقفة منذ 7 أيام بسبب انقطاع كافة أنواع مصادر الطاقة عن المدينة، موضحاً أن السكان يتجهون كيلومترات خارج المدينة لإجراء المكالمات الهاتفية أو الاتصال بالإنترنت.
ونظرا لوجود ترهونة في منطقة تحيط بها جبال، وتفتقد لمطار أو منفذ بحري، فهي مضطرة للاعتماد بشكل كبير على الإمدادات البرية القادمة عبر بني وليد، خاصة بعد توقف الإمدادات القادمة من طرابلس ومصراته وغريان، بسبب الحرب.
ورغم أن ترهونة سعت منذ 2016، لتشييد مطار دولي بإمكانياتها الذاتية، إلا أنها أخفقت لحد الآن لنقص الموارد، وكل ما لديها مهبط للمروحيات وطائرات الشحن العسكرية.
وتعد ترهونة إحدى أبرز المدن الداعمة للجيش الليبي في حربه على الإرهاب بالمنطقة الغربية، كما شكلت المدينة عدة ألوية من أبنائها المتطوعين (اللواء التاسع ولواء الحسوم) لدعم الجيش في المعركة.
وساهمت القوات القادمة من مدينة ترهونة في تطوير العمليات العسكرية بالعاصمة ومقاومة عمليات التقدم والعمليات النوعية في قلب طرابلس وإجبار المليشيات على التراجع عسكريا.

شارك