تقرير أوروبي: أردوغان مستعد للتضحية بأرواح الأتراك والليبيين لتحقيق مصالحه الضيقة

الأحد 19/أبريل/2020 - 12:08 ص
طباعة تقرير أوروبي: أردوغان فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 158 ألف شخص وأصاب نحو مليوني مصاب، انشغل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإرسال المزيد من الدعم العسكري واللوجيستي لحكومة فايز السراج، المتحصنة في طرابلس تحت حماية ميليشيات متطرفة، ومُدرجة على قائمة الإرهاب في العديد من دول العالم، وذلك في إطار محاولات أنقرة المحمومة لنشر نفوذها في الدول، التي شكلت في الماضي جزءاً من الدولة العثمانية.
وفي هذا الإطار القى تقرير لموقع "مودرن بوليسي" الأوروبي المتخصص في تناول شؤون السياسة الدولية بعنوان "أردوغان يريد إقامة إمبراطوريته الخاصة" الضوء على مساعي النظام التركي لتحقيق مصالحه الأنانية، عبر الزج بعسكرييه والمرتزقة السوريين، لمساعدة حكومة الوفاق (النظام العميل له في ليبيا).
وقال التقرير إن أردوغان "يعتبر ليبيا موقعاً استراتيجياً، يسمح لنظامه بتحقيق مطامعه في منطقة شمال أفريقيا بأسرها، والهيمنة على طرق التجارة عبر البحر المتوسط، وبسط السيطرة في نهاية المطاف على الأراضي الليبية، وموارد الطاقة الموجودة هناك".
وبحسب التقرير، يمثل ذلك العامل الرئيس، الذي حدا بتركيا لإبرام اتفاقيتيْن مثيرتيْن للجدل مع حكومة السراج أواخر العام الماضي، سهلتا لها نشر عسكريين ومعدات وأسلحة في ليبيا.
وأكد أن هذا الأمر يتواصل على الرغم من وباء (كوفيد- 19) الذي يجتاح العالم، ولا يُثني أردوغان عن تنفيذ سياساته الاستعمارية، وأنه "مستعد للتضحية بأرواح الأتراك والليبيين لتحقيق مصالحه الضيقة".
واعتبر التقرير أن الهدف النهائي لكل التحركات الحالية للنظام التركي، يتمثل في السعي "لـفرض الهيمنة على الصعيد الإقليمي، والتحول إلى قوة قادرة على التحكم في المجريات السياسية، في الشرق الأوسط ومنطقة حوض البحر المتوسط".
وأكد التقرير على ضرورة التصدي لمشروع أردوغان التوسعي، وقال إن "استغلال أنقرة للوباء العالمي الحالي، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى (مثل ليبيا وسوريا كذلك) وانتهاكها للقانون الدولي، يمثل أمراً غير مقبول بأي حال من الأحوال".
واختتم "مودرن بوليسي" تقريره التحليلي بالتأكيد على أن لا مستقبل لأطماع أردوغان في العصر الحاضر.

شارك