فوضى وتجاوزات وانتهاكات في صفوف المرتزقة.. وأردوغان يصر على نقل المزيد منهم إلى ليبيا

الأحد 19/أبريل/2020 - 12:35 ص
طباعة فوضى وتجاوزات وانتهاكات فاطمة عبدالغني
 
ترتفع الخسائر في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لليبيا يومًا بعد يوم، ومع سقوط المزيد منهم يصل العدد إلى 190 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق قبل أيام نقل دفعة جديدة من مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة إلى ليبيا من قبل تركيا، حيث وصل عشرات المقاتلين السوريين للمشاركة بالمعارك إلى جانب "حكومة الوفاق الوطني" ضد "الجيش الوطني الليبي"، إذ تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجانبين على محاور عدة داخل الأراضي الليبية.
كما وثق المرصد السوري أيضًا مقتل 8 مقاتلين سوريين من "المرتزقة"، وبذلك بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 190 مقاتل، على صعيد متصل تمكن الجيش الوطني الليبي من أسر 5 عناصر من المقاتلين السوريين خلال الساعات الفائتة.
وكان المرصد السوري أشار في وقت سابق إلى أن تركيا تواصل إرسال مرتزقتها من الفصائل السورية الموالية لها، للحرب في ليبيا، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن دفعة جديدة مؤلفة من 150 عنصر على الأقل من فصيل "السلطان مراد"، انطلقت خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، من مركز مدينة عفرين وتوجهت بواسطة باصات نقل تركية إلى الحدود، كما انطلقت مجموعات أخرى تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس. حيث وصل نحو 300 عنصر من فصائل السلطان مراد ولواء صقور الشمال وفيلق الشام إلى ليبيا الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، كشفت وكالة "ستيب" السورية أن تركيا قامت بتوزيع الرواتب على مرتزقة المعارضة السورية الذين جلبتهم إلى ليبيا، وكذلك فصائل "درع الفرات" بمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي بالعملة التركية، وذلك للاستفادة من العملة الأجنبية في ظل اقتصادها الذي يشهد العديد من الأزمات.
وذكرت الوكالة السورية نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها، "أن مرتزقة المعارضة السورية في ليبيا، قبضوا رواتبهم بالعملة التركية"، مشيرة إلى أن تركيا استفادت من أخذ الدولار؛ وذلك لدعم عملتها التي تنهار أمام الدولار، حيث بلغت الرواتب 9000 ليرة تركية، أي ما يعادل 1200 دولارًا أمريكيًا.
وأفادت بأن قادة فصائل المعارضة، احتالت على مقاتليها، بسرقة مبالغ مالية طائلة بعد أن كانت اتفقت معهم على رواتب تصل إلى 2000 دولار، مُضيفة أنهم قاموا بسرقة ما يقارب من 800 دولار، من كل عنصر، بعد تسليم راتب 1200 دولار فقط لذوي العناصر بالداخل السوري.
وتابعت المصادر في تصريحاتها: "هذا الأمر سبب استياءًا وغضبًا واسعًا من قبل العناصر الموجودون بليبيا، حيث قرر البعض منهم العودة بأقرب دفعة ترحيل، كما أثار غضب الأهالي، وحدثت مشادات كلامية كبيرة بينهم وبين من قام بتسليمهم رواتب أبنائهم".
وفي تسجيلٍ صوتي مسرّب، نشرته الوكالة السورية، كشف أحد مرتزقة المعارضة السورية أنهم لم يقبضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، لافتًا إلى أن الرواتب انقطعت عنهم بعد أن فاقت أعدادهم 7 آلاف عنصر.
وأضاف: "أنا موجود بليبيا، ونحن في سجن الآن، لأن أي عنصر يخرج، سيلقي الجيش الليبي القبض عليه"، مُحذرًا باقي المرتزقة السوريين من الذهاب إلى ليبيا، واصفًا ذلك بـ"الورطة"، ومُحذرًا إيّاهم من مغبة الوقوع في الأسر.
ومن جانبها، كشفت الصحفية الأمريكية المختصة في شؤون الشرق الأوسط ليندسي سنيل، أن بعض الفصائل السورية التابعة للجيش السوري الحر الموالي لتركيا في ليبيا يُدفع لها حوالي (2000 دولار) وذلك كل 45 يومًا بدلا من 30 يومًا.
وجاء نص ما كتبته "ليندسي سنيل" في تدوينة على حسابها الشخصي في موقع "تويتر" كالتالي: "أخبار الجيش السوري الحر الموالي لتركيا في ليبيا: بعض الفصائل السورية يدفع لها حوالي 2000 دولار كل 45 يومًا بدلاً من كل 30 يومًا".
وتابعت خلال التدوينة: "يقول أحد المرتزقة السوريين لقد أحدث هذا الأمر فوضى بين السوريين، لكن لا يمكننا فعل شيء وتعاملنا (المليشيات) الليبية معاملة سيئة، لأننا ما زلنا نجني أموالاً أكثر منهم ".
وعلى صعيد تجارة المخدرات وعمليات النهب التي يرتكبها مرتزقة أردوغان بحق المدنيين الليبيين، أفادت وكالة "ستيب" السورية، أن تركيا أبلغت قيادات فصائل المعارضة السورية الموالية لها، خلال الساعات الأخيرة، وبشكل خاص ممن لم يصلوا الأراضي الليبية بعد بضرورة التوجّه إلى هناك لضبط العناصر التابعين لهم بعد ارتفاع نسب الشكاوي من الانتهاكات التي يقوم بها العناصر بحق المدنيين الليبيين المتواجدين بمناطق سيطرة قوات حكومة الوفاق.
ونقلت الوكالة، في تقرير لها، عن مصدر وصفته بـ"المطلع"، قوله إن تركيا وعدت القادة الذين يبقون لفترة لا تقل عن ستة أشهر متواصلة بالأراضي الليبية بمبالغ ما بين الخمسمائة ألف إلى مليون دولار.
ولفت المصدر إلى أنَّ دفعة جديدة مكونة من 275 عنصرًا انطلقت، الخميس الماضي، من الشمال السوري إلى الأراضي الليبية، فيما تتجهز دفعة أخرى تضم قرابة 550 عنصرًا من فصائل السلطان مراد وسليمان شاه "العمشات" وفرقة الحمزة "الحمزات" ولواء صقور الشمال وجيش النخبة، تم تجنيد غالبيتهم من مخيمات النازحين بالشمال السوري بعد فتح المعابر بين إدلب ومناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا، للانطلاق غدا السبت.
وأوضح المصدر أن إرسال الدفعات الجديدة يأتي بطلب مستعجل من تركيا بعد ترحيل دفعتين من المرتزقة التابعين لفصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا من لييبا إلى تركيا ومنها للأراضي السورية عبر معبر حوار كلس العسكري شمالي حلب، قبل يومين.
وتابع المصدر: "ضمت الدفعة الأولى والتي تم ترحيلها، الأربعاء الماضي، 125 جريحًا وقتيلين من فصائل المعارضة، وتبعها دفعة ثانية تضم نحو 110 عناصر تم ترحيلهم من ليبيا قسريًا بسبب شكاوي أهالي مدينة طرابلس الليبية على ممارسات وانتهاكات هؤلاء العناصر".
ووفقا للمصدر، فإن الشكاوى تمحورت حول عمليات نهب بيوت وسلب أموال وهواتف المدنيين وتجارة الحشيش والمخدرات، والتي زادت بشكل ملحوظ ضمن مناطق سيطرة الوفاق، منذ بدايات دخول فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا للأراضي الليبية أواخر العام الماضي.
ونقلت الوكالة عن أحد عناصر فصيل السلطان مراد الذين تم ترحيلهم، أمس الخميس، ويدعى "أبو وسيم"، قوله "ما حدا من أهل ليبيا بيحبنا وصارت كل الناس بطرابلس بتكرهنا، وقبل ما نرجع على سوريا بيوم جاءت 3 سيارات من قوات الردع الليبية جردونا من سلاحنا وأخدونا على المطار وحشرونا 30 عنصر بغرفة صغيرة وصاروا يضربونا ويشتمونها، وبعدها جاءت الطائرة طالعونا فيها وعلى إسطنبول".
وعن سبب هذا الإجراء من قبل مليشيا الردع، أجاب: "المدنيين اشتكوا عليها لقوات الردع الليبية والأتراك".
وأكد المصدر وصول دفعات من الفصائل الموالية لتركيا، خلال الأسبوع الماضي، ضمت قرابة 2000 عنصر للأراضي الليبية، وذلك بعد خسائر كبيرة واستنزاف تعرضت له الفصائل خلال المواجهات مع قوات الجيش الليبي على عدة محاور بالعاصمة الليبية طرابلس، وخسرت فيها الفصائل مئات القتلى والجرحى والأسرى نتيجة عدة عوامل أبرزها الجهل بطبيعة المدن الليبية، وتبليغ المدنيين عن أماكن تواجد المرتزقة السوريين.

شارك