من الايجور إلى مسلمو تراقيا.. الاقليات المسلمة ورقة أردوغان لإبتزاز الدول
منذ صعود حزب العدالة
والتنمية إلى الحكم في تركيا، وعاد مشروع إحياة الدولة العثمانية بشعارات الخلافة الإسلامية
ووفقا لنظرية "العثمانية الجديدة"، ويستثمر ويتاجر نظام الرئيس التركي
رجب أردوغان في قضايا الأقليات المسلمة في
الدول الأوربية والعالمية من أجل استخدام
قضايا الأقليات المسلمة كورقة سياسة للمساومة والجصول على مكتسبات سياسية.
ويشكل نموذج الاقليات
المسلمة في اليونان إحدى ابرز النماذج الاستثمار التركي في صناعة متاجرة بهذه
الاقلية المسلمة واستخدامها في الصراع مع اليونان أو كورقة للضغط والمساومة على
قرار الدولة اليونانية، خاصة مع فشل تركيا في أهدافها من تحريك ملف اللاجئين.
ومؤخرا بدأت حملة
اعلامية تركية قطرية والتنظيم الدولي للإخوان لاستهداف اليونان، واثارة الرأي
العام العربي والإسلامي ضد الدولة اليونانية بذريعة اضطهاد الاقليات المسلمة في تراقيا
الغربية، حيث ينتموا غالبية المسلمون في تراقيا الغربية للقومية التركية.
و منطقة تراقيا الغربية،
الواقعة شمال شرقي اليونان، قرب الحدود مع تركيا، تعد موطنًا لأقلية مسلمة تركية عريقة
يبلغ تعداد سكانها نحو 150 ألف شخص، وفقا للتقديرات التركية.
وتضم تراقيا الغربية حاليًا
مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية تدرس بالتركية واليونانية وذلك بموجب اتفاقية للتعليم
بين تركيا واليونان عام 1951.
ورغم ان الحكومة
اليونانية وباعتراف تقرير وكالة الاناضول التركية المنشور في اغسطس 2019، بأن الحكومة اليونانية تعترف بالأقلية في تراقيا الغربية
فقط من جانب الدين؛ أي، كأقلية مسلمة، وليس كأقلية عرقية اي التركية، وهي المساعي
التركية من أجل الحصول ان تحول "مسلمي تراقيا" الى ورقة للضغط على
الدولة اليونانية ومحاولة انتزاع مصالح سياسة لصالح نظام أردوغان وليس لصالح مسلمي
"تراقيا" وادخال الدول العربية والاسلامية كسلاح في الوصول الى الاهداف
التركية.
صناعة اضطهاد مزيف
لمسلمو اليونان، هو لا يبعد كثيرا عن الأخبار المفبركة والقصصة المزيفة عن اضطهاد
المسلمون في تركستان الشرقية المعروف بإقليم"شينجيانج" الصيني، من أبناء
قومية الإيجور وهم احد ابناء القومية التركية.
وبعد ملأ أردوغان
والاعلام التركي والقطري والإخواني الدنيا بكاءا ونويحا على اضطهاد مسلموا الإجور،
وهجوم الحكومة التركية متمثلة في تصريجات أردوغان ووزير خارجية مولود أوغلو،
عاد النظام التركي لمهادنة مع الدولة
الصينية بعد تراجع الاقتصاد التركي ودخوله مرحلة الركود العظيم.
وفي فبراير 2019، أعلن الناطق
باسم الخارجية التركية حامي إكسوي في بيان رسمي، أن تعامل الصين مع أقلية الإيجور المسلمة
"عار على الإنسانية"، ولكن بعد ازمات اقتصادية يعيشها النظام التركي عاد
أردوغان ليؤكد في كلمته بمؤتمر صحفي في سفارة بلاده بالصين، يوليو 2019، أن هناك جهات
تسعى لزعزعة العلاقات "التركية ــ الصينية" عبر استثمار مسألة «الإيجور».
المتاجرة التركية في
قضية مسلمو الإيجور ، تتكرر نفسها مع
متاجرة نظام أردوغان بالاقليمة المسلمة في اليونان، في محاولة للضغط على الدولة
اليونانية للحصول على مكساب اقتصادية في منطقة غاز شرق المتوسط، والتخلي عن
تجالفها مع مصر وايضا استهداف مشاريع خطوط الغاز بين مصر وأوروبا.
يرى مراقبون أن الحملة التركية
الجديدة لاظهار معاناة مسملو تراقيا الغربية لا يعد كونه فيلم "سئ
السمعة" لوصول نظام أردوغان الى اهدافه الاقتصادية على حساب الاقليات المسلمة
والتركية في الدول الأجنبية.
وفي
18مارس 2010م قدم ما يمسى اتحاد أتراك تراقيا الغربية تقريرًا زعم وجود معاناة واعتداءات تتعرض لها الأقلية المسلمة في "تراقيا
الغربية" وممتلكاتها ومساجدها في متاجرة بمسلمو تراقيا وتجول الاقليات
والجاليات التركية في الدول الأوروبية لطابور خامس يعمل لصالح نظام أردوغان.