مرتزقة أردوغان في ليبيا... نزيف خسائر لا يتوقف

الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 09:35 ص
طباعة مرتزقة أردوغان في إعداد: فاطمة عبدالغني
 
إصرار وكبرياء يعانيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمنعه من إدراك نزيف الخسائر الذي أصابه في ليبيا فالمرتزقة الذين يرسلهم أردوغان لدعم موقف حكومة طرابلس في معاركها مع الجيش الوطني الليبي يتساقطون قتلى أو يفرون هربًا إلى أوروبا ليظهر نوع جديد من المرتزقة يسمى "المقاتل الهارب"، ورغم هذا يستمر أردوغان في تقديم كامل الدعم لميليشيات طرابلس، وانتهاكات الالتزامات الدولية التي نص عليها مؤتمر برلين.
وفي هذا السياق  وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الخسائر البشرية المتصاعدة في صفوف المقاتلين السوريين الذين يرسلهم أردوغان لدعم ميليشيا حكومة الوفاق في معاركها ضد الجيش الليبي، حيث قتل 9 من "مرتزقة الأتراك" خلال معارك مع "قوات المشير خليفة حفتر" على محاور عدة في الأراضي الليبية التي تشهد معارك عنيفة.
وبذلك، بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 199 مقاتل، والقتلى من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه"، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
من جانبها تواصل تركيا نقل "المرتزقة" إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في معاركه مع الجيش الوطني الليبي، حيث رصد المرصد السوري وصول دفعة جديدة تضم العشرات من مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة إلى ليبيا.
وبذلك، ترتفع أعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 5300 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2100 مجند، بحسب المرصد.
وفي ظل انشغال المجتمع الدولي بمكافحة فيروس كورونا المستجد، تدفع الحكومة التركية بثقلها العسكري في ليبيا دعما لمليشيا السراج والمجموعات الإرهابية.
ورغم اعترف أردوغان بمقتل عدد من ضباطه وجنوده في ليبيا، إلا أنه لم يذكر أيا من أسماء القتلى أو رتبهم العسكرية، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر عن قتل وجرح وأسر العديد من الأتراك في محاور القتال، في محيط العاصمة طرابلس.
وقال اللواء أحمد المسماري الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، إن قوة من القوات المسلحة العربية في محور الطويشة جنوب العاصمة طرابلس تمكنت من أسر أحد كبار قادة تهريب البشر في المنطقة وهو المدعو صالح الدباشي شقيق المهرب المعاقب دوليا المدعو أحمد الدباشي الملقب ” العمو ”
وأضاف المسماري فى إيجاز صحفي الأحد 19 أبريل، تم أسر المعني وهو يعاني من جروح بالغة بعد إصابته داخل مدرعة تركية من طراز "كيربي"  وهذا إن دل على شيء انما يدل على توسعة تركيا لأنشطتها الإجرامية لكي تشمل دعم كبار المجرمين في المنطقة الغربية وتجار البشر وهو ما يعتبر تهديدًا مباشرًا ليس لمصالح الشعب الليبي فحسب بل لكل دول المنطقة وحوض المتوسط .
وتابع، أن هذا المجرم المدعو صالح الدباشي كان المسؤول الأول عن مركز إيواء صبراتة الذي شهد أشنع الجرائم ضد البشرية بحق المهاجرين من بيع ورق وعبودية وتهريب طيلة الفترة ما بين 2012 وحتى 2017 ، مضيفا تم أسر المعني مع عدد من المرتزقة السوريين والمطلوبين الليبيين المدعومين من تركيا بينهم ابن عمه المدعو أحمد التابع لمليشيات مهرب الوقود أسامة جويلي.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا انتقادات دولية متواصلة كان أخرها مطالبة مكتب البرلمان العربي، فى قرار صدر عقب اجتماع "عبر الإنترنت"، تركيا باحترام السيادة الليبية والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر توريد السلاح لدولة ليبيا، داعيًا جميع الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار، والالتزام بهُدنة إنسانية لتعزيز وتوحيد الجهود لمواجهة انتشار فيروس كورونا المُستجد.

وبحسب بيان للمكتب، فقد عقد الاجتماع ، برئاسة رئيس البرلمان الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي، ومشاركة نواب رئيس البرلمان ورؤساء اللجان الدائمة لمناقشة تداعيات انتشار فيروس كورونا المُستجد في العالم العربي.
و دعا القرار الصادر أيضا الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري والعاجل لإيقاف نقل المقاتلين الأجانب إلى دولة ليبيا، ووضع آلية واضحة للمراقبة والعقوبات ضد الأطراف الممولة للصراع في ليبيا بالسلاح.

شارك