الاب الدكتور اثناسيوس حنين أردوغان يريد استخدام مسلمي اليونان لتحقيق مطامعه
الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 09:48 ص
طباعة
روبير الفارس
اللعبة القذرة التي يلعبها أردوغان لا تنطلي علي أحد والتقرير المزيف الذي بثته قناة الجزيرة القطرية عن المسلمين في ثراكيا باليونان تقرير مفبرك لانه يريد أن يخدم مصالح أردوغان التوسعية بنشر الضلال فاليونان دولة علمانية تتعامل من منطلق المواطنة مع جميع المواطنين مهما اختلفت اديانهم وعلي عكس ما صور تقرير الجزيرة فان اليونان رفضت ان تحمل أسماء المدارس التركية وجعلتها مدارس إسلامية بكل فخر فهل تنتقد اليونان لأنها نسبت المدارس للإسلام لا الي تركيا ؟ وفي هذا التقرير يكشف الاب الدكتور اثناسيوس حنين راعي دير القديس نيكتاريوس في أثينا في تصريحات خاصة لبوابة الحركات الإسلامية حقيقة ماحدث في ثراكيا باليونان ويحذر من متاجرة أردوغان بالمسلمين في اليونان فيقول
لقد عانت اليونان واليونانيين وما زالت الأمرين من العثمانية التركية القديمة والجديدة ولا نحتاج للاستفاضة حيث الصورة اليوم تقول كل شئ عن مطامع الرئيس التركى خليفة الإرهاب أردوغان وليس الشعب فى استعادة المجد العثمانى القديم .القضية قديمة وهى محاولات عثمانية بالية لطمس ما تبقى من حضارة غربية ارستقراطية ارادوا تبديلها ببربرية جديدة تحت اسم الاسلام والمسلمون الناضجون والمتأوربون والإسلام منهم براء. ويقول الاب الدكتور اثناسيوس حنين القصة بدأت بعد استقلال اليونان والتحرر من النير العثمانى منذ مائتين عام . استقلال اليونان "طلع من عين العثمانيين" كما يقول المثل المصرى . تم الاستقلال فى 1821 وقررت الدول الكبرى يومها عقد مصالحة بين البلدين ’ الاخوة الاعداء ’وجاء مؤتمر لوزان بسويسرا واصدر وثيقة "تبادل السكان " أى أن أتراك اليونان يهاجرون الى تركيا ومسيحيون تركيا يهاجرون الى اليونان ومن هنا تشكلت الأقلية التركية فى اليونان والرومية فى القنسطنطينية واليونانيون لا يقبلون أن يسموا بالاقلية التركية فصدر قرار عام 1954 الغت اليونان قانونا يسمى مدارس الاقلية المسلمة "بالتركية" على أن يبقى المسى "الأقلية المسلمة" والتى تمركزت فى منطقة "ثراكيا" ومن ثم صدر قرار أخر بازالة اللافتات التى تحمل اسم "المدارس التركية" وتغييرها الي "مدارس اسلامية" أى أن اليونانيون لم يقرروا الغاء هوية المسلمين المهجرين رغما عنهم من تركيا بل الغاء التسمية التركية تمهيدا لادماجهم فى الدولة اليونانية الحديثة والديمقراطية ونرى منهم اليوم برلمانيون واساتذة وصحفيون ورجال اعمال واصحاب مؤسسات سياحية "تهللنوا" بالكامل .اي أصبحت ثقافتهم هللينية اي يونانية فاتنا ان نقول ان عدد السكان المسلمين فى تراكيا وهى جماعة معترف بها حسب اتفاقية لوزان والتى يشكك فيها اليوم الرئيس اردوغان !لأسباب فى نفس يعقوب !عددهم 12 الف شخص حسب احصاء عام 2011 . يعيشون فى حرية لهم مدارسهم ومساجدهم وشيوخهم وهناك مفتى ثراكيا ومعترف به رسميا من الدولة وكان الى عهد قريب يعين من تركيا ولكن الحكومة اليونانية قررت ان يتبع وزارة التعليم والاديان ونتخب ديمقراطيا من عقلاء اليونانيين المسلمين ويكون تحت اشراف الوزارة ولا يتلقى تعاليمه من القنصل التركى !على ان يتمتع بكل خصال الشخص الذى يبحث عن الاندماج والولاء لليونان وليس الانعزال والتأمر لصالح الاتراك . ويضيف الاب الدكتور اثناسيوس حنين قائلا إن الشئ الذى يدعو للعجب ويثير غضبى شخصيا هو احتفاظ الاتراك بقنصلية تركية فى ثراكيا والقنصل التركى يمارس فى حرية كاملة كل انشطة التفرقة والعنصرة للاقلية المسلمية التى تستمتع بحريتها فى اليونان وهو يريد ان يعيدها الى عصر الحكم الشمولى .وهناك اصوات يونانية تنادى بالغاء القنصلية التركية فى ثراكيا !هذا الاحتلال المبطن والذى يذكرهم بايام كاحلة قد مضت ’ وربما يرد بعض المتفذلكين بأنه يساوى البطريرك المسكونى فى تركيا ! وهذه مغالطة فجة وأثمة لأن البطريرك هو شخص تركى وليس محتلا ومسالم ولا يحول اتراك الى المسيحية وغيرها مما يطول شرحه عن دور البطريركية المسكونية فى تبييض وجه تركيا امام العالم واعطائها لونا اوروبيا ومتقدما وهذا لا يلغى الاذلال الذى يعانيه كل بطريرك من المتطرفين الاتراك حكومة وشعبا . ولا يحتاج الامر الى ذكاء غير عادى ليفهم مرامى الدولة التركية والمتعثمنة ’ولا نقول الشعب’ الدنئية والحسودة والحقودة فى استخدام المسلمين اليونانيين كمسمار جحا !هم يونانيون مسلمون مثلهم مثل اية اقلية فى البلد كاثوليك يونانيين ارمن يونانيين واقباط يونانيين وملحدون يونانيين ولا حق لهم الاثتمار باوامر سوى اوامر ووقوانين دولة اليونان التى فيها يقيمون . لأنه أذا قبلنا منطق انهم اتراك فقط فهناك مخطط كبير تركى لاعلانهم اقلية مستقلة بعد تزايد عددهم وهو يتزايد بمخطط كبير ! هناك مخطط شيطانى لاستعادة بربرية عثمانية ولت وليخرس المزايدون من الاقلام والميكروفنات والابواق المأجورة والذين يتقاضون رواتبهم من تركيا الاستعمارية بشهادة العالم كله ! والتى تحلم باستعادة اوروبا الى عصور الظلام العثمانى وهل نسينا كيف أهاج اتراك تركيا الالمان والذين يرتعون مجانا فى خير أقوى اقتصاد فى أوروبا ضد حكومة ميركل ’ ومهما نجحوا فى اختراق مناصب واوضاع فى اوروبا واليونان فلن ينجحوا دوما لان هذه البلاد ديمقراطية ووحرة وللديمقراطية وقت اللزوم انياب حسب قول الرئس السادات !بالنسبة لقضية الحقوق هم مواطنون يونانيون يحملون الهوية اليونانية ويتمتعون بكامل الحقوق حينما يقررون الاندماج السلمى والمسالم ويتوقفون عن تلقى اوامرهم من القنصل التركى فى ثراكى وأولياء نعمته فى استانبول !وبالنسبة للمدارس تم الغاء اليافطات التى تقول انها مدارس تركية , وتم السماح بيافطات تعلن انها مدارس اسلامية وبعد اكتشاف ان مناهجها حافلة بخطاب الكراهية والحقد والتفرقة العثمانية قررت الدولة تكوين لجان من عقلاء اليونانيين المسلمين والعلماء واساتذة الجامعات البونانيين لمراجعة المناهج . الحقيقة قضية اضطهاد اليونانيين للاقلية المسلمة فى ثراكى تذكرنى بالمثل "ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى". من الأخر هم يضطهدون أنفسهم حينما يقررون أن ينتمون لدولة أخرى ’ تركيا’ صارت غريبة عنهم وقامت بطردهم كما قلنا ويبيعون فى سوق النخاسة دولة ’ اليونان’ تكرمهم وتحترمهم وان ظهرت هنا وهناك اصوات يونانية تقول اراء متطرفة فى حقهم ’ من ألم تاريخى وذكريات وجراحات لم تندمل ’ ويتم اسكاتها من قبل الأغلبية فى المجتمع الراقى والحر ولا يتم تشجيعها مثل ما تقوم به دولة السلطان اردوغان كما تلقبه وسائل الاعلام اليونانية .الرئيس اردوغان لا يخفى مطامعه فى اليونان بعد أن احتل عام 1975 ثلث قبرص .هو يحلم بالعثمانية الجديدة ولكن هيهات على رأ ى عاجل امام . وها هو يخسر كل يوم ارضا وتوقفت مباحثات انضمام تركيا للوحدة الاوربية الى ان تلتزم بالمبادئ الاساسية الديمقراطية والانسانية تتوقف عن سياسات القمع للرأى الحر واحتقار حقوق الانسان فى داخل تركيا نفسها . أؤكد لك ان اغلبية الشعب التركى غير راض عن مغامرات الزعيم واذا كان الانقلاب الاول قد تم افشاله فهناك المزيد من الغليان الشعبى المرشح للانفجار بين عشية وضحاياها.اليونان تقدم لكل شعبها يونانى ومسلم وكاثوليكى وقبطى وارمنى وغيرهم المناخ الديمقراطى الحر والفرص وان ظهرت من حين لأخر عوارض تعب قديم وذكريات مؤلمة فلا تشكل ظاهرة شعبية ولا اتجاه حكومى واليونان اليوم وهذا هو الاهم تتجه بخطى سريعة نحو تأسيس الدولة العلمانية الحديثة ولقد بدأت الكنيسة ’ وما أدراك بسلطان الكنيسة ورجالها فى اليونان ’ ’ تفقد سلطانها القديم البيزنطى ’ والذى أدى الى تحجيم للفئات الاخرى من اليونانيين من الطوائف الأخرى من العلمانيين ومن اساتذة الجامعات والصحفيين وظهر ذلك جليا فى ازمة الكورنيوس حينما فرضت الدولة على الكنيسة اغلاق الكنائس بعد أن ترددت الكنيسة وقال بعض مطارنتها المتشددين أن هذه الخنوع سوف يشكل سابقة ولن تقدر الكنيسة أن ترفع رأسها فى وجه الدولة فيما بعد !وربما هذه اول مرة فى التاريخ اليونانى تفرض الدولة سلطتها وقوانينها على الكنيسة وتضعها فى حجمها الطبيعى ودورها الاجتماعى والدينى والروحى الصحيح وقرأنا المئات من المقالات والدراسات هذه الايام والتى انتقدت الكنيسة بشدة وطرحت قضايا حساسة لاهوتية وناسوتية ولاول مرة نقرأ لاهوتا علمانيا فى عاصمة افلاطون ومعقل باسيليوس بعد ان مللنا من اللاهوت الانغلاقى ’ المتزمت والعنصرى العثمانى االمتأسلم المختفى فى ثراكى فى ثوب حملان وديعة يودها ذئب كبير وهو القنصل التركى وحاشيته .اليونان ’ اليوم ’ تتعلمن ’ ولو كره الحاقدون منا ومنهم ’ وبهذا اسقطت حجة اروغان وكل ارجوغان ان يقيم دولة اسلامية مقابل دولة اليونانية المسيحية ! نكررها يا سادة لا تندعوا اليونان تتعلمن ! والمسيح سيعود الى الكنائس ويحقق حلمه بأن يترك ما لقيصر لقيصر ويتفرغ هو للعمل مع الصادقين لنشر بشارة الحب والسلام ’ومن هنا وصار على مسلمى ثراكى ’ بل وأقول على كل اجنبى يقيم على هذه الارض الطيبة ’ أن يتهللنوا ولو كره الحاقدون والمستأجرون من كل حدب وصوب وابواق الدعاية العثمانية عربا أم أعاجم والذين يراهنون على مشروع اردوغانى فاشل !