لاجئين ونازحين..٢٥ مليون طفل تحت خطر كورونا في المخيمات
الثلاثاء 21/أبريل/2020 - 09:53 ص
طباعة
روبير الفارس
أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، عن قلقها من تأثير جائحة كورونا على الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متوقعة "زيادة عدد الفقراء في المنطقة بمقدار 8 ملايين شخص إضافي نصفهم من الأطفال". وقالت المنظمة في بيان إن 25 مليون طفل محتاج يعيشون في المنطقة، بمن فيهم اللاجئين والنازحين الذين اقتلع معظمهم من بيوتهم بسبب النزاعات المسلحة والحروب في كلّ من سوريا واليمن والسودان وفلسطين والعراق وليبيا. وفي السياق ذاته
طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السلطات اللبنانية بإلغاء قرار تعسفي يفضي بإزالة مخيم للاجئين السوريين في نطاق بلدة غزّة في منطقة البقاع غربي البلاد.
وقال المرصد الأورومتوسطي الذي يتخذ من جنيف مقرًا له في بيان صحفي، إنه تابع بقلق حيثيات إصدار مجلس بلدية غزة قرارًا بإزالة مخيم “عبدو كلينتون” على إثر صدامات بين أهالي من البلدة ولاجئين سوريين على مدار يومين.
وبرّر المجلس البلدي قراره أنه جاء “درءًا لردّات فعل قد تنشأ جرّاء أي احتكاك وتحت ضغط أهل البلدة الرافضين لبقاء المخيم”، وهو ما اعتبره الأورومتوسطي تفسيرًا غير مقبول، وممارسة من ممارسات الإخلاء القسري.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ الدستور اللبناني في مقدمته فقرة (ب) أكّد على أن لبنان:”…عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحـدة وملتزم بمواثيقـها والإعلان العالمـي لحقوق الإنسـان وتجسّـد الدولة هذه المبادئ في جميـع الحقوق والمجالات دون إستثناء”. وأكّد في هذا المجال مسؤولية السلطات اللبنانية في الامتثال للالتزامات الدولية خلال الإجراءات المتخذة تجاه اللاجئين المتواجدين على أراضيها وفقًا للدستور اللبناني والمواثيق الدولية، لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والالتزام بمبدأ “العودة الآمنة والمحترمة والطوعية” للاجئين السوريين وفقًا للمبادئ الدولية بشأن عدم الإعادة القسرية.
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية تتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية الصدامات المتكررة بين المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين، في ظل حملات التحريض التي تطال اللاجئين، والتي يكون مصدر بعضها أوساطًا رسمية، والحملات الإعلامية الموجهة لحرمانهم من حقهم بالعيش بالكرامة ومن فرص العمل، وقد حذر الأورومتوسطي سابقًا من أنّ أفعالًا كهذه قد تؤدي إلى موجة عنف واسعة.
ولفت المستشار القانوني لدى الأورومتوسطي “طارق حجار” إلى خطورة إزالة مخيم اللاجئين في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدًا أنّ ذلك يشكل انتهاكًا خطيرًا للحقوق الأساسية لهؤلاء اللاجئين، بما في ذلك الحق في الصحة على أساس تمييزي.
وأوضح “حجار” أنّ المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبوضع اللاجئين تفرض على الحكومـات الالتزام بتأميـن جميع الحقوق الضرورية للاجئين وأهمها الرعاية الصحية والتعليم والسكن والعمل، خاصة في ظل جائحة كورونا، إذ يجب أن تكون الإجراءات أكثر إنسانية وفق المعايير القانونية الوطنية والدولية ذات الصلة.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية باتخاذ التدابير اللازمة لإلغاء أيّة قرارات من شأنها أن تساهم في زيادة البيئة العدائية ضد اللاجئين السوريين وتوفر مجالاً لممارسة العنف ضدهم وتساهم في مفاقمة معاناتهم ودفعهم إلى خيارات قد يكون أقلها سوءًا العودة غير الآمنة إلى مناطق الحرب التي فرّوا منها.