أثار مدينة ظفار.. التاريخ اليمني القديم بين أطماع الحوثيين

الخميس 23/أبريل/2020 - 02:08 ص
طباعة أثار مدينة ظفار.. أميرة الشريف
 
ما زالت جماعة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تواصل النهب والسرقة والتدمير، فلم تكتفي ميليشيات الحوثي بالانقلاب على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر عام 2014، بل عمدت منذ ذلك التاريخ إلى تخريب "ثقافة الشعب اليمني" وتاريخه، سواء عبر فرض مناهج تعليمية غريبة عن المجتمع اليمني، أو عبر طمس التاريخ، والتعدي على القلاع الأثرية والمتاحف.
وعلي خطي التنظيمات الإرهابية التي تستهدف كافة الأماكن الأثرية لتدميرها، بدأت ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، سرقة الأثار ونهب الكتب والمخطوطات التاريخية والعلمية، حيث ذكرت تقارير يمنية، أن المواقع الأثرية تتعرض لأوسع عملية نهب وعبث خاصة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي التي سحبت كل عناصر الأمن والجيش التي كانت تحمي تلك المواقع وتركتها عهدة لدى لصوص ومهربي الآثار.
ووفق وكالة نوفا الإيطالية، تشكل مدينة ظفار أقوى الدول اليمنية القديمة وأكبرها نموذجاً لهذه الاستباحة، بعد أن سحبت ميليشيا الحوثي قوات الجيش التي كانت تتولى هذه المنطقة، الأمر الذي جعل لصوص الآثار من الجماعة الحوثية الذين انطلقوا يحفرون ويعبثون بحثاً عن الكنوز التي اشتهرت بها قبور ملوك هذه الدولة.
وقال التقرير الإيطالي، إنه مع نجاح اليونسكو في عام 2006 في انتزاع قرار من السلطات اليمنية حينها ينشر وحدات من الجيش في المنطقة الواقعة إدارياً ضمن محافظة إب لحمايتها من الحفر العشوائي بعد قيام السكان بحفر عددٍ من المواقع بحثاً عن الكنوز الذهبية، والعبث بالقطع الأثرية وبيع بعضها، أقيم متحف صغير هناك وضعت فيه القطع الأثرية التي استخرجت أو جدت في المرتفعات التي تعرضت للحفر العشوائي.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن سلطات الأثار في اليمن تسعي للحفاظ علي مواقع الأثار منذ عدة سنوات على أمل بدء تنقيبات علمية بمساعدة جامعات وخبراء دوليين، لكن انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، فتح الباب على مصراعيه أمام النهب والعبث بالموقع.
وطالت الحفريات مساحات واسعة من المنطقة التي تشكل واحدة من أهم مناطق التاريخ اليمني القديم ويعود تاريخ وجودها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
ووفق مكتب الآثار في محافظة إب فإن عصابات متخصصة في حفر وبيع الآثار في المنطقة نشطت بشكل كبير من خلال نبش المواقع الأثرية بشكل عشوائي ونهب ما بداخلها من الآثار المدفونة، حيث تحولت أجزاء كبيرة من منطقة ظفار إلى خنادق لعصابات نهب الآثار.
وذكرت تقارير إعلامية، عن مدير مكتب الآثار بالمحافظة أن ظاهرة نهب الآثار تهدد باندثار وضياع تاريخ ظل لآلاف السنين بسبب عدم وجود توعية مجتمعية بأهمية الحفاظ على الآثار وحمايتها من النهب، ولعدم وجود حماية أمنية لها مطالباً السلطات المحلية بالكشف عن مصير الآثار المنهوبة وإعادتها إلى المتحف من خلال التواصل مع أعيان المنطقة لمنع بيع تلك القطع الأثرية أو تهريبها إلى خارج البلاد.
وفي بيان لها، طالبت الهيئة العامة للآثار بسرعة توفير حماية للمواقع الأثرية التي لم يطالها يد العبث وإيجاد حلول سريعة لتسوير المواقع الأثرية وتوسعة متحف ظفار لعرض القطع الأثرية الموجودة في المخازن منذ فترة.
وخلال السنوات الماضية تعرضت المواقع الأثرية في ظفار وجبال العود لعملية حفر وتنقيب عشوائي بعد أن نجح بعض السكان في العثور على قبور لملوك قدماء وبداخلها كنوز ذهبية وتماثيل برونزية وهو ما فتح المجال أمام جماعة الحوثي الإرهابية للبحث عن المزيد من الأثار وسرقتها.
وامتدت عمليات التدمير والنهب التي طالت الآثار اليمنية إلى كل المدن التي وصلت إليها الميليشيات، ومنها مدينة تعز التي نالت النصيب الأكبر من عمليات التخريب، حيث قصف الحوثيون العديد من المواقع الأثرية في المدينة بالمدفعية الثقيلة، مثل مقر الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي تضم العديد من القطع والمخطوطات النادرة التي أتت عليها نيران الحرائق جراء القصف العنيف، كما طال الدمار قلعة القاهرة التاريخية التي تطل على مدينة تعز والتي يعود تاريخ بنائها إلى النصف الأول من القرن السادس الهجري والتي لحقها دمار كبير جراء القصف الحوثي لها.
واعتادت الميليشيا الإرهابية علي اتباع نهج داعش في عمليات النهب والسرقة وبالأخص الأماكن التاريخية.

شارك