تروج الأكاذيب والشائعات.. ميليشيا أردوغان تغطي على خسائرها وتبرر عدوانها على ليبيا

الجمعة 24/أبريل/2020 - 12:19 ص
طباعة فتحي باشاغا، وزير فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج فاطمة عبدالغني
 
في محاولة خبيثة تركية لترويج الشائعات بغية تبرير عدوانها على الأراضي الليبية واستهداف القوات المسلحة الوطنية، ادعى فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج المدعوم من تركيا، في مؤتمر صحفي الأربعاء 22 أبريل، استخدام الجيش الليبي لغاز الأعصاب ضد ميليشياته، قائلا: في محور صلاح الدين، مقاتلينا تعرضوا لغاز الأعصاب من قوات حفتر، فتم شلهم ثم قنصهم، وهذا العمل لا يتم إلا من "الفاغنر".
إلا أن الجيش الوطني الليبي نفى بشكل قاطع استخدام قواته للغازات السامة، وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي: إن "الغزاة الأتراك وعن طريق عملائهم الخونة فيما يعرف بحكومة السراج، تبث شائعات مفادها استخدام الجيش الوطني الليبي للغازات السامة في محور صلاح الدين". 
وتابع المسماري، في بيان الخميس 23 أبريل، أنه "بعد تحليل أهداف هذه الإشاعات الخبيثة يتضح لنا سعي العصابات الإرهابية للبحث عن حجة لإقناع الرأي العام بتدخل القوات الجوية التركية بالطائرات المقاتلة وكذلك لاستخدام الغاز السام لاستهداف مواقع الجيش الوطني الليبي".
وطالب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وكل الأطراف ذات الصلة بالأزمة الليبية بمراقبة ذلك عن كثب، قائلا: "نحن على استعداد لإجراء تحقيق دولي بالخصوص".
واختتم المسماري بالقول: "هكذا شائعات وأكاذيب استعملتها تركيا سابقا في سوريا لتشويه الجيش العربي السوري، وإيهام المجتمع الدولي للتغطية عن التدخل في التركي الخبيث في القضايا العربية". 
ورأى المحلل العسكري محمد العربي أن تصريح باشاغا قصد منه إطلاق إشارة للكتائب الإلكترونية الموالية للغزو التركي، بتكثيف دعاياتهم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة الموجهة إلى الجمهور الغربي، بنشر شائعات عن استخدام الجيش الليبي غازات سامة في المعارك التي يخوضها لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والإرهابيين الذين زرعتهم تركيا فيها.
وواصل المحلل العسكري: "ادعاء باشاغا بأن فاغنر هي من ضربت الغاز السام، ما هي إلا مغازلة سياسية ومحاولة استقواء بالسياسيين الغربيين، خاصة واشنطن، من الدور الروسي المزعوم في ليبيا، والتي تستخدمه الإخوان وقنواتها فزاعة لأوروبا والولايات المتحدة".
من جانبه، فنّد المحلل الإستراتيجي، سيد خشيبة، مزاعم باشاغا، قائلا إن هذه الأمور لا يتم التصريح بها عشوائيا هكذا، وإنما لا بد من وجود أدلة ملموسة على هذه المزاعم، وأبرزها في زمن التطور التكنولوجي انتشار مقاطع فيديو للضحايا سواء في المستشفيات أو ميدانيا بأرض المعارك، وعلى أقل تقدير، هي أدوات متوفرة في أيدي المرتزقة والمليشيات، ويستعملونها يوميا في نشر صور ومشاهد من المعارك التي يخوضونها.
وأوضح المحلل العسكري أن استخدامات الغازات السامة في الحروب مدمرة ومؤذية للغاية للبشر، إذ يمكنها قتل العديد من المقاتلين دفعة واحدة، مع صعوبة السيطرة على الأعراض المفاجئة الناتجة عن الإصابة بهذه الغازات، حيث تظهر الأعراض دفعة واحدة، وبشكل حاد وسريع، ووجه سؤالا إلى باشاغا: أين تلك العلامات والدلائل على مقاتلي المليشيات والمرتزقة في صفوفكم؟
في السياق نفسه، تندّر الخبير الإعلامي إبراهيم المنصوري، بتصريحات باشاغا، لافتا إلى أن وسائل إعلام "بركان الغضب" لم تشر سابقا لا من قريب ولا من بعيد إلى أي مما زعمه وزير داخلية السراج، وتفاجؤوا جميعا مع مقاتلي المليشيات المسلحة في محاور طرابلس بتصريح القيادي في مليشيات مصراتة عن "الغاز السام".
ونوه الخبير الإعلامي، إلى ما حدث من تغير في وسائل الإعلام الموالية للإخوان والغزو التركي بعد إطلاق باشاغا مزاعمه غير الحقيقة، إذ تمسكوا بها وتناولوها على نطاق واسع، خاصة استمرار ترديدها على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات أجنبية، مبينا أن هدف "الإخوان" الخبيث من وراء تلك الشائعات هو كسب تعاطف دولي لما سيحدث في الأيام القادمة.
وذكّر المنصوري بتوظيف "الإخوان" سيناريو "الغازات السامة" إعلاميا، في الحرب التي شنوها ضد الجيش العربي السوري والنظام الحاكم في دمشق، وتلقفتها فيما بعد وسائل إعلام لعرضها على شاشاتها، دون التثبت من حقيقة الأمر، أو أن من التقط هذه المقاطع أحد طرفي المعركة، فيما اتهم النظام السوري الحاكم القنوات الموالية أيديولوجيا للإخوان بصنع مقاطع مزيفة لإلصاق التهمة بالجيش العربي السوري، وفي مرات أخرى نوه إلى أن بعض الوقائع صحيحة لكن الفاعل الحقيقي المليشيات الإرهابية، من أجل كسب دعم دولي.
واستدل الخبير الإعلامي على قوله بتغريدة على "تويتر" للسفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت، طالب خلالها بضرورة التحقيق في مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية في طرابلس، قائلا: "يجب التحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في طرابلس من قبل خبراء دوليين على وجه السرعة"، لافتًا إلى أنه "إذا تم تأكيد ذلك فسيكون ذلك تصعيدًا كبيرًا وجريمة حرب في ليبيا".
وأضاف المنصوري أن هذه التغريدة سيتم ترويجها على نطاق واسع من ناحيتين، الأولى للمواطن الليبي والعربي عموما، على أن "مليت" شخصية دبلوماسية دولية حيادية دون توضيح حقيقة أن هذه الرجل يعمل حاليا مستشارا لدى المؤسسة الليبية للنفط، ولا يخفى للمطلع على الوضع الليبي دور هذه المؤسسة تحت قيادة مصطفى صنع الله في دعم المليشيات المسلحة ضد الجيش الليبي.
وتابع: "على النطاق الدولي ستعمل الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان والمرتزقة الموالين لتركيا على نشر هذه التغريدة بلغات مختلفة، في محاولة لجعل الشائعة حقيقة أمام الرأي العام والسياسيين الغربيين"

شارك