فصيل "فيلق الرحمن" يرفض إرسال مقاتلين إلى ليبيا... "أردوغان" يواجه مشاكل بتجنيد المرتزقة
السبت 25/أبريل/2020 - 12:11 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة فيروس كورونا المستجد ينشغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية نقل المرتزقة من الفصائل السورية الموالية لتركيا نحو الأراضي الليبية، حيث وصلت منذ أيام دفعة جديدة من المرتزقة عبر الجسر التركي- الليبي، ممن كانوا يُقاتلون مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في سوريا.
حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان بدأ المخابرات التركية بنقل دفعات من عناصر الفصائل الموالية لتركيا من منطقة تل أبيض السورية باتجاه الأراضي التركية، تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن المخابرات التركية طلبت من قيادات الجيش الوطني السوري رفع لوائح جديدة تضم أسماء مئات المقاتلين لإرسالهم إلى ليبيا للقتال هناك، بدوره الجيش الوطني أوعز لفصائله بذلك، وعلى إثره قدمت فصائل عدة قوائم بأسماء فاقت الـ 2200 اسم حتى اللحظة، على رأسها أحرار الشرقي وجيش الشرقية والسلطان مراد وفصائل أخرى.
في حين نأت عدة فصائل بنفسها عن إرسال مقاتليها، قبل أن تتحول الطلبات التركية إلى أوامر مباشرة من قبلهم.
حيث كانت مصادر موثوقة أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن توقيف التمويل المادي لفصيل "فيلق الرحمن" المنحدر غالبية مقاتليه من الغوطة الشرقية ومحافظة حمص، لا يزال متواصل بأمر من قيادات الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا.
يذكر أن هناك مقاتلين من "فيلق الرحمن" كانوا قد توجهوا إلى ليبيا بشكل فردي عقب تجنيدهم من قبل تركيا ونقلهم مع "المرتزقة" لخدمة المصالح التركية هناك.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن إيقاف تمويل الفيلق، جاء على خلفية طلب الجيش الوطني السوري من فيلق الرحمن تقديم قائمة تضم أسماء مقاتلين لإرسالهم للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بأوامر تركية، وبعد تملص قياديي الفيلق من القوائم، كان الرد من قِبل الجيش الوطن السوري الموالي بإيقاف توزيع الرواتب منذُ نحو شهرين على "فيلق الرحمن"، وتخفيض المخصصات المقدمة له من طعام وذخائر.
يشار إلى أنه في الفترة الأخيرة، خيّم الاستياء على أوساط المقاتلين السوريين، الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا، وذلك بعد تراجع أنقرة عن دفع الرواتب التي تعهدّت بها. وقد نشر الجيش الوطني الليبي اعترافات عدد من المرتزقة المقبوض عليهم، تحدّثوا فيها عن الحالة المزرية التي تشهدها معسكرات طرابلس، وعن ندمهم بشأن القدوم إلى ليبيا.
من ناحية أخرى قالت صحيفة أحوال التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه مشاكل في تجنيد السوريين للقتال كمرتزقة في ليبيا، رغم المغريات التي يقدمها لهم. وقالت الصحيفة إن المخابرات التركية تلجأ إلى أسلوب التخويف والتهديد بالموت لمن لا يلتحقون بصفوف المرتزقة.
وتقول الصحيفة تلجأ تركيا لمغريات عديدة كمنح الجنسية التركية لأي مرتزق يستمر في القتال في ليبيا لمدة ستة أشهر أو أكثر.
ولفتت الصحيفة إلى أن اعتماد أردوغان على المرتزقة في ليبيا لتنفيذ أغراض سياسية وجيوسياسية أصبح يثير علامات استفهم، ويدل على سلوكيات انتهازية، على حد وصفها. واعتبرت أحوال التركية أن اندفاع أردوغان بشكل جنوني باتجاه ليبيا هو استغلال لهذا البلد الذي يشهد صراعات.
وكان الجيش الليبي ألقى مؤخرا القبض على عدد من المرتزقة السوريين، الذين يقاتلون في صفوف قوات الوفاق في محوري بوسليم والهضبة جنوب العاصمة طرابلس.
واعترف المرتزقة المقبوض عليهم في مقاطع مصورة نشرتها حسابات الجيش الليبي على مواقع التواصل الاجتماعي، بقيام تركيا بتجنيدهم ونقلهم إلى القتال ضد الجيش الليبي، مقابل الحصول على راتب شهري بـ 2000 دولار.