تفاقم الأوضاع بالقدس وحماس تدعو لـ"انتفاضة فلسطينية ثالثة"

الخميس 20/نوفمبر/2014 - 08:16 م
طباعة تفاقم الأوضاع بالقدس
 
تفاقم الأوضاع بالقدس
توتر في الأجواء يخيم على القدس، ما ينبئ بتحركات شعبية قادمة يصفها البعض بأنها انتفاضة فلسطينية ثالثة، وقد اندلعت شرارة الموقف المتوتر  في القدس الشرقية بسبب تكثيف الأنشطة الاستيطانية فيها  وتضييق إسرائيل على المصلين في المسجد الأقصى. وما زاد من تأزم الوضع إطلاق حملة من أجل الصلاة في باحة الأقصى . 
و هذه الحملة التي أطلقها يهود متشددون تحت مسمى " من أجل الصلاة في باحة الأقصى"، وهو ما أثار حفيظة الفلسطينيين، لكن  السلطات الإسرائيلية أسرعت في تصريحاتها محاولة تخفيف حدة الموقف، وأكدت أنها لا تملك أي خطط لتغيير الوضع القائم في الأقصى منذ 1967.
وعلى الرغم من  هذه التصريحات التي تنفي طوال الوقت، جاءت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان مغايرة، فقد أكد الوزير رفض إسرائيل لوقف أي بناء استيطاني في القدس الشرقية المحتلة .
تفاقم الأوضاع بالقدس
وقال ليبرمان، في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "لن نقبل وضع حد للبناء في المناطق اليهودية في القدس" الشرقية.
وتأتي هذه التصريحات  بعد أربعة أيام من إعلان بلدية القدس الإسرائيلية موافقتها على خطط لبناء مئتي وحدة سكنية استيطانية جديدة في حي رموت الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة، ما اثار استنكار واشنطن.
أثارت هذه القرارات الاستيطانية بجانب الحملة اليهودية للصلاة في المسجد الأقصى المواطنين الفلسطينين، ودارت مواجهات يوم السبت الماضي بحي الطور، بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين، ما أسفر عن سقوط جريح واحد على الأقل في صفوف المتظاهرين.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، لوسائل الإعلام، إن "متظاهرين رموا حجارة ومقذوفات باتجاه قوات الشرطة التي ردت باستخدام وسائل مكافحة الشغب لتفريقهم"، وأضافت "هناك جريح فلسطيني على ما يبدو".
من جهتها، أكدت مصادر فلسطينية أن المواجهات أسفرت عن ثلاثة جرحى أحدهم أُصيب في رأسه ونقل إلى المستشفى.
تفاقم الأوضاع بالقدس
وفي الأسابيع الأخيرة اندلعت صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في القدس الشرقية اتسعت رقعتها الى مناطق في الضفة الغربية ومدن عربية في داخل فلسطين 48، لكن وتيرة التوتر عادت وانخفضت في اليومين الأخيرين مع الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى عمان.
هذه الزيارة التي أعلن بعدها وزير الخارجية جون كيري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة، على الالتزام الجاد للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بتهدئة الوضع في القدس .
وقال كيري إن الطرفين وافقا على خطوات عملية وبناءة لتخفيف التصعيد والمضي قدما في جهود السلام في المنطقة، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد التزامه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى كما جدد الرئيس محمود عباس التزامه باللاعنف وتهدئة الأوضاع.
وقال كيري: أنا مقتنع إنهما جادان بالجهود لتخفيف التصعيد واتخاذ خطوات للمضي قدما ولكن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها".
 و شدد في الوقت نفسه على التزام الولايات المتحدة ببذل كل الجهود اللازمة "لإطفاء لهيب التوتر حتى لا يصبح حريقا لا يمكن السيطرة عليه" بحسب وصفه. 
بعدها بأيام قليلة قتل 5 مستوطنين إسرائيلين وأصيب 13 آخرون في عملية نفذها فلسطينيان على كنيس يهودي في حي هارنوف غربي القدس المحتلة.
تفاقم الأوضاع بالقدس
هذه الحادثة التي أشعلت الموقف، وجعلت إسرائيل تصعد من لهجتها التصعيدية وتهديداتها للسلطة الفلسطينية برام الله وعلى رأسها الرئيس محمود عباس أبو مازن،  وحمل ليبرمان، السلطة الفلسطينية ورئيسها المسئولية عن الحادث، و اتهم محمود عباس بتحويل الصراع العربى الإسرائيلى إلى "مواجهة دينية". 
فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن هذا الحادث هو نتاج التحريض الذى يمارسه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة حماس في ظل صمت العالم، مؤكدا أن إسرائيل سترد بقوة متناهية على مثل هذه العمليات.
في المقابل أكد الرئيس الفلسطيني - خلال اجتماع المجلس الفلسطيني الأمني المصغر إدانته الاعتداء على الحرم القدسي وعلى الأماكن المقدسة وحرق المساجد والكنائس و وصف الحادث بأنه  يمثل مخالفة كل الشرائع السماوية وإعاقة المصلحة المشتركة من أجل إقامة الدولتين دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.
وقد أشعلت  تصريحات عباس ضده الساحة الفلسطينية، خاصة من خلال حركة حماس التي دعت لما أسمته انتفاضة فلسطينية ثالثة.

شارك