أمريكا تمدد تواجدها بأفغانستان سرا ً وروسيا: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة

السبت 22/نوفمبر/2014 - 04:53 م
طباعة أمريكا تمدد تواجدها
 
قبل انتهاء العام الحالي نشرت  صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس الجمعة خبر يفيد بأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما مدّد بشكل سرّي في الأسابيع الماضية، الدور القتالي للقوات الأميركية في أفغانستان إلى العام 2015.
وهذا القرار الجديد الذي من شأنه دعم جوي من قبل الطائرات والقاذفات والطائرات المسيرة الأميركية.
و أضافت الصحيفة إنّ "مستشارين مدنيين احتجّوا على تمديد المهمة للسنة القادمة"، مشيرين إلى أنّ ذلك يعرّض حياة أميركيين للخطر في المعركة ضد حركة "طالبان" وأوصوا بالتركيز على مكافحة تنظيم "القاعدة" فقط.
لكن يبدو أن قرار اوباما بالتمديد يضرب طموح الجمهوريين في مقتل ، حيثُ أنهم يستغلون قضية وجود القوات الأمريكية في أفغانستان و انسحابها لمهاجمة سياسات الحزب الديمقراطي ، و في عام 2012  هاجم المتنافسان للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، حاكم ماساتشوستس ميت رومني والسناتور السابق عن بنسلفانيا ريك سانتوروم اوباما  في عدد من البرامج التلفزيونية والقيا عليه باللوم في خلق ازمة في افغانستان بتحديده جدولا زمنيا ثابتا لسحب القوات الامريكية من افغانستان بنهاية 2014.
وقال سانتوروم "اذا كانت الخطة هي اننا سنخرج من افغانستان بغض النظر عن ما اذا كنا نجحنا ام لا، فلماذا لا زلنا هناك اذن؟ .. اما ان نلتزم بتحقيق الفوز، أو ان نخرج".

أمريكا تمدد تواجدها
و يأتي قرار التمديد ببقاء القوات الأمريكية في أفغانستان بعد  توقيع من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسمح ببقاء قوات أمريكية على الأراضي الأفغانية، بعد انتهاء مهامها الفعلية بنهاية 2014 ، 
وقد وقع الاتفاقية في 30 سبتمبر الماضي كلا من السفير الاميركي جيمس كانينغهام ومستشار الأمن القومي الأفغاني حنيف اتمار خلال حفل نظم في القصر الرئاسي في كابول بحضور الرئيس الافغاني الجديد.
 ووقع كانينغهام واتمار الوثيقة وفي الوقت نفسه اتفاقية مماثلة مع حلف الناتو  تتضمن اسس وجود الحلف في افغانستان السنة المقبلة.
واكدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي ان الاتفاقية “ستخول افغانستان والولايات المتحدة والمجموعة الدولية الحفاظ على الشراكة التي اقمناها لضمان ان افغانستان ستحافظ وتوسع نطاق الانجازات التي تحققت في العقد الماضي”.
 على الجانب الآخر ستنضم قوات من المانيا وايطاليا ودول اخرى من حلف الاطلسي الى قوة من 9800 جندي امريكي ما يرفع عدد القوة التي ستبقى في البلاد الى 12500 عنصر.
 وبعد انتهاء المهمة القتالية لحلف الاطلسي في ديسمبر القادم ستتولى القوة الجديدة تدريب ودعم الجيش الافغاني والشرطة في مواجهة متمردي طالبان.
و قد شهدت  المفاوضات للتوصل الى الاتفاقية مماطلة من كرزاي الذي كان يضيف مطالب جديدة ما ادى الى تغير المواقف واثارة غضب الولايات المتحدة
أمريكا تمدد تواجدها
و كان كرزاي يرفض توقيع الاتفاق رغم ان اللويا جيرغا، مجلس الاعيان التقليدي، الذي دعاه الى اجتماع صوت لصالح توقيع الاتفاقية كما ان الرأي العام الافغاني كان مؤيدا لبقاء قوات اميركية في البلاد.
 وكانت واشنطن هددت بسحب كل القوات الامريكية بحلول نهاية السنة، لكنها تريثت بسبب المأزق الانتخابي الطويل الذي ادى الى ازمة سياسية في البلاد قبل ان تحل اخيرا مع تنصيب رئيس جديد الاثنين.
وكان عدم توقيع اتفاقية مماثلة مع العراق في 2011 أدى الى انسحاب كامل للقوات الاميركية من البلاد التي تغرق حاليا في اعمال عنف جديدة مع سيطرة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة.
وهناك حاليا 41 الف عنصر من قوة الاطلسي في افغانستان، فيما كان يبلغ عددهم في 2012 حوالى 130 الف عنصر.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما اعلن انه عند توقيع الاتفاقية سيتم خفض عدد القوات الأمريكية الى النصف بنهاية 2015، على ان يخفض بنهاية العام 2016 بحيث يقتصر على العاملين في السفارة الامريكية في كابول.

موقف طالبان

موقف طالبان
يأتي هذا التمديد في ظل اتفاقية التعاون الأمني مستفزة لحركة طالبان و التي سارع المتحدث الرسمي باسمها  ذبيح الله مجاهد الى القول على صفحته  في تويتر “الموت لأمريكا”. واكدت طالبان في بيان “نقول لأميركا وعبيدها اننا سنواصل جهادنا حتى تحرير بلادنا من براثن المتوحشين الامريكيين واعادة تطبيق الشريعة الاسلامية”.

موقف روسيا

موقف روسيا
في نفس الوقت أعلن المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو أن روسيا لن توافق أبداً على تمديد الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن الدولي. 
و صرح مسئولون رووس  إن موسكو ترى أن أفغانستان يجب أن تكون "دولة مستقلة ومحايدة عسكرياً"
و يرى  الروس   أن الولايات المتحدة تسعى للتواجد عسكريا في ليبيا وأفغانستان من خلال عرض تدريب القوات المسلحة هناك ، مؤكدين أن واشنطن لم تفكر أبداً في الخروج من أفغانستان بشكل نهائي لأن ذلك لم يكن هدف دخول الأمريكيين لهذا البلد،  وبالتالي فإن التواجد العسكري الغربي في أفغانستان سيستمر بذريعة تقديم المساعدة لقواتها المسلحة والأمنية، هذا الى جانب أن الولايات المتحدة تقف وراء الخطط الرامية إلى إبقاء قوات الناتو في أفغانستان بعد عام ۲۰۱٤، لأن واشنطن مهتمة بإضفاء الصبغة الشرعية على عملياتها العسكرية على حد توصيفهم .

شارك