هل سينجح الحوار بين "تيار المستقبل" وحزب الله؟

الإثنين 24/نوفمبر/2014 - 03:30 م
طباعة هل سينجح الحوار بين
 
يبدو أن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله سيكون عسيرا وصعبا في ظل العقبات واختلاف وجهات النظر وسياسة الفريقين، بشكل عام في القضايا الخارجية وفي مقدمتها الصراع في سوريا، بالإضافة إلى الأوضاع الداخلية.

تيار المستقبل: الحوار ضروري

تيار المستقبل: الحوار
يرى قادة تيار المستقبل أن الحوار مع حزب الله ضروري من أجل إنهاء كافة الملفات المفتوحة في الشان الداخلي اللبناني، والملفات الخارجية التي تتعلق بأمن لبنان.
وأكد رئيس كتلة "تيار المستقبل" فؤاد السنيورة وجود قضايا خلافية أساسية بين التيار وحزب الله، داعيا إلى تحديد قواعد للحوار بين الطرفين والذي يجري الإعداد له. وقال السنيورة، في تصريح لجريدة "السفير": "إزاء المخاطر الكبرى المتصاعدة لا بد من إيجاد طريقة لمعالجة بعض المشكلات المحددة، بشكل يساعد على تهدئة الأجواء الداخلية.. معتبرا أنه لا يمكن القول ما إذا كان هناك تقدم أم لا على صعيد الإعداد للحوار مع حزب الله.. معربا عن اعتقاده بأن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيعطي مؤشرا حول الاتجاه الذي ستسلكه الأمور خلال المقابلة التليفزيونية الخميس المقبل". وأضاف: "يجب إعطاء مرحلة التحضير للحوار مداها.. لا نزال نعمل على موضوع الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونتروى في متابعته، ونتطلع إليه بهدوء".

موقف حزب الله

موقف حزب الله
موقف حزب الله لم يكن بعيدا عن موقف تيار المستقبل، فقد قال المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل للسفير: "ما زلنا مؤمنين بسياسة مد اليد التي أطلقها السيد حسن نصر الله مؤخرا، ونحن كنا- وما زلنا- مع حوار من دون شروط مسبقة". وردا على سؤال حول الآليات، أوضح الخليل أنه على الصعيد التقني: «ما زلنا ننتظر الآلية التي يعمل الحلفاء والأصدقاء على إنضاجها». وبشأن «قواعد الحوار» التي يدعو «المستقبل» إلى تحديدها مسبقا، أشار الخليل إلى أنه بطبيعة الحال، المهم هو الاتفاق على جدول الأعمال، خصوصا وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل على إنضاج شيء ما، لا يجوز استباقه».

خريطة طريقة

خريطة طريقة
ويرى مراقبون أن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله يحتاج إلى خريطة حوار ويحتاج إلى جدول أعمال لا يرقى إلى مستوى الشروط، ولن يكون بعيدا عن تأثير القوى الإقليمية وخاصة السعودية وإيران.
ويتوقع المراقبون أن تعقد لقاءات ليس من ضمنها الصف الأول في كلا الجانبين، بل ستكون بين الصف الثاني والثالث برعاية ومتابعة ممن الصف الأول في كلا التيارين، للاتفاق على تهدئة الأجواء وإبعاد شبح الفتنة، والبحث في جدول أعمال مستقبلي. والطرفان لن يعلنا رفضهما الحوار لأن أحداً لا يتحمل عواقب الرفض في الداخل وأمام الهيئات الدبلوماسية التي تدفع في اتجاه اللقاء أملا في التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتأتي على رأس أهم الملفات التي سيناقشها الحوار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية والاتفاق على استقرار الوضع الأمني في لبنان، وإنهاء أزمات "عرسال" وغيرها من بؤر الصراع بالجمهورية اللبنانية.

السعودية وإيران

السعودية وإيران
فجّرت الرياض الحوار العتيد بين حزب الله وتيار المستقبل حتى من قبل أن يبدأ فعليًّا. الدعوة السعودية لوضع الحزب على لائحة الإرهاب تهدّد بعودة التوتر بين الطرفين بعد تهدئة إعلامية غير معلنة لم تدم أكثر من أيام.
ويرى مراقبون أن التصعيد السعودي الجديد ضد حزب الله، يزيد في تعقيدات الوضع في لبنان والمنطقة. فقد دعا مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي مجلس الأمن الدولي، السبت، إلى إدراج الحزب على «قائمة المنظمات الإرهابية».
وفي جلسة خاصة لمناقشة الإرهاب طالب المعلمي بمعاقبة حزب الله وتنظيمات عدة، من بينها «لواء أبي الفضل العباس» و«عصائب أهل الحق» وغيرها من «التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سوريا».
وكان مندوب إيران في الأمم المتحدة غلام حسين دهقاني ردّ على المعلمي بالدعوة إلى التمييز بين المقاومة المشروعة والإرهاب مؤكداً ضرورة دعم المقاومة. وانتقد «تقاعس الدول الإقليمية عن تطبيق أقوالها»، ورأى أن «حكومات قليلة في المنطقة تأخذ هذا الخطر على محمل الجد، وهي لم تضبط حدودها ولم توقف التجنيد في داعش أو تمنع الدعم المالي عن هذه المجموعات الإجرامية».

المشهد الآن

المشهد الآن
فيما يبدو أن الجميع رأى ضرورة الحوار من أجل الخروج من الوضع الراهن الذي تعيشه لبنان، فالخلافات كثيرة اليوم بين حزب الله وتيار المستقبل، لكن مصلحة البلد تحتم أن يلتقي الجميع، والدعوة أن يكون اللقاء أكبر من خلال انضمام تكتل التغيير والإصلاح برئاسة ميشال عون، وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ويجب على الجميع أن يرى الأمور بمنظور وطني، وليس فقط طائفية أو مذهبية، فهل سينجح الحوار بين "تيار المستقبل" وحزب الله؟

شارك