محاولة " الجهاد الفاشلة " لاغتيال عاطف صدقي
الخميس 25/نوفمبر/2021 - 09:56 ص
طباعة
حسام الحداد
بعد سلسلة من العمليات الفاشلة لتنظيم الجهاد في مصر، جاء الدور على الدكتور عاطف صدقي، رصده أعضاء التنظيم، وكانت تحركاته تحت منظار التنظيم. خط سيره من مجلس الوزراء إلي منزله بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة كتاب مفتوح لهم.
الدكتور عاطف صدقي
زرع المتهمون متفجرات وأنابيب غاز داخل سيارة كانت تقف أمام المدرسة، التي يمر من أمامها موكب رئيس الوزراء، وما إن مر الموكب حتي انفجرت السيارة، دون وقوع إصابات في الهدف أو حراسه، فقد أخطأ المتهم في تقدير الموعد وكان الضحايا ممن لا ذنب لهم، حيث لقيت الطفلة «شيماء» مصرعها، متأثرة بجروحها من شظايا الانفجار، وأصيب ١٤ آخرون من زملائها بالمدرسة والمارة في الشارع.
الجميع عرف بالحادث وظهرت صورة السيارة المفخخة علي شاشات التليفزيون، وكان من بين المشاهدين صاحب معرض سيارات، فزع عندما شاهد السيارة، فهي تلك السيارة التي باعها قبل أيام من الحادث لشخصين، أبلغ المشاهد المباحث بأوصافهما، وبعد أيام شاهد أحدهما يستقل «تاكسي»، فتعقبه وأمسك به، ليدخل الحادث في سلك القضاء، ويترك الأحزان والألم لأسرة الطفلة «شيماء».
كشفت التحقيقات مع المتهمين مرتكبي الحادث عقب القبض عليهم، عن تورط أيمن الظواهري وأعوانه عادل السيد عبدالقدوس وثروت صلاح شحاتة وياسر توفيق علي السري في نيابة أمن الدولة العليا التي كانت تباشر التحقيقات مع المتهمين أجرت معاينة تصويرية لموقع الحادث في حضور المتهمين.. المعاينة تمت في الرابعة فجرًا، وأجراها المحامي العام وفريق من رؤساء النيابة. باستخدام السيارات الخاصة بموكب الدكتور عاطف صدقي وطاقم حراسته.
اعترافات الظواهري
أيمن الظواهري
الظواهري يعترف في كتابه "فرسان تحت راية النبي" بحادث محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي واستشهاد الطفلة البريئة الشيماء عبدالحليم وقال: "إخواننا في جماعة الجهاد قاموا بالهجوم علي موكب رئيس الوزراء عاطف صدقي بسيارة ملغومة. ولكن رئيس الوزراء نجا من الهجوم بخروج سيارته من دائرة الانفجار بأجزاء من الثانية بعد أن أصابتها شظايا الانفجار.. وقد نتج عن الهجوم مقتل الطفلة شيماء رحمها الله كانت تلميذة في مدرسة مجاورة. وكانت تقف قريبا من موقع الحادث.. وقد استغلت الحكومة مقتل الطفلة شيماء رحمها الله وصورت الحادث علي أنه هجوم من جماعة الجهاد علي الطفلة وليس علي رئيس الوزراء عاطف صدقي".
وأشار الظواهري في كتابه إلى أن الصحف أظهرت صور والديْ شيماء وهما ينتحبان علي ابنتهما وصور شيماء في طفولتها المبكرة. وحاولت تهييج مشاعر الجمهور بهذه الأساليب. لتبعد أنظار الناس عن القضية الأساسية في الصراع بين الحكومة والأصوليين.
وقال الظواهري: "كان إخواننا المنفذون للهجوم عند استطلاعهم لمكانه قد وجدوا مدرسة تحت الإنشاء فظنوها خالية من التلاميذ. ولكن تبين فيما بعد أن الجزء الخارجي من المدرسة فقط هو الذي كان تحت التجديد أما بقية المدرسة فكانت تعمل".
.. وأضاف الظواهري في كتابه "وقد آلمنا جميعا مقتل هذه الطفلة البريئة بدون قصد.. ولكن ما حيلتنا ولابد لنا من جهاد الحكومة المحاربة لشرع الله والموالية لأعدائه".
والناظر لاعترافات الظواهري يتأكد له فشل الظواهري وجماعته في تنفيذ العمليات المنوط بهم تنفيذها وانهم لا يقدرون الامور حق تقديرها فلم تنجح لهم عملية واحدة نتيجة لتسرع الظواهري ومحاولة إثبات أنه قادر على تنفيذ عمليات إرهابية هو ومجموعته وسط رفاقه في أفغانستان لكن هذا لم يحدث.
شيماء عبدالحليم
ظل «أثر شيماء» يلاحق الظواهري منذ 1993 وحتى الآن تقريبا، حيث اضطر إلى أن يصدر رسالة عام 1996 تحت عنوان «شفاء صدور المؤمنين» حاول فيها أن يجد مخرجا لأزمة قتل المدنيين في مثل هذه الأحداث، حيث أشار إلى أن التنظيم اختار أداء الدية إلى أولياء القتيل باعتبار أن هذه هي أشد الآراء في المسألة، بحسب تعبيره، ثم كرر هذا التعهد فى كتابه الشهير «فرسان تحت راية النبي» الذى نشر في عام 2001، ثم وصل به الأمر إلى أن عرض أداء الدية على أهل شيماء في كتاب «التبرئة» الذى صدر عام 2007. واختار الظواهري طريقة تحمل قدرا كبيرا من التدليس في العرض الذى قدمه، لكنها تكشف عن اضطرابه الشديد ومحاولته التخلص من «أثر شيماء» بأي طريقة، حيث قال: «كان وكيلي الأستاذ محفوظ عزام المحامي قد رفع قضية أمام القضاء المصري بموجب التوكيل العام الممنوح منى له، طالب فيها بتعويض عن التعذيب الذى وقع على في السجن، وحكمت له المحكمة بتعويض قدره 3000 جنيه مصري، وأخبرته وزارة الداخلية أن التعويض موجود في مقر إدارة مباحث أمن الدولة، وإذا كان أيمن الظواهري يريده فليأت لاستلامه!!».
نعتقد أن كل ما قدمه الظواهري من محاولات تدليسية لا ينفي ضلوعه في ارتكاب أفعال إرهابية هو ومجموعته، والتي أودت بحياة الأبرياء وروعت أمن المواطنين وإذا كان هؤلاء يحتكمون للشرع فمن حقنا أن نريد تطبيق حد الحرابة عليهم، أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض.