تأكيدات النور المتتالية لرفض تظاهرات 28 نوفمبر.. الدوافع والمبررات

الثلاثاء 25/نوفمبر/2014 - 10:12 ص
طباعة تأكيدات النور المتتالية
 
تأكيدات حزب النور برموزه وقياداته المستمرة على رفض تظاهرات 28 فبراير تؤكد على أنه اختار مواجهة حلفاء الأمس ليس فقط الإخوان المسلمون بل أصحاب التوجه السلفي الواحد "الجبهة السلفية الداعي الرئيسي للتظاهرات".. موقف "النور" من 28 نوفمبر يدفع للبحث عن دوافع ومبررات الحزب ورموزه لاتخاذ هذا الموقف....
الدكتور يونس مخيون
الدكتور يونس مخيون
من ناحيته الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب السلفى شرح دوافع الحزب لرفض هذه التظاهرات بالقول: إن حمل المصاحف يوم 28 نوفمبر المقبل، لن تحقق أي نوع من المصلحة، أو تصب في صالح الإسلام، بل تصب في صالح مخططات العدو الإسرائيلي، وأن ظاهرة العنف بدأت بحرق المنشآت ثم امتدت إلى قتل أبناء الجيش والشرطة حتى وصل الأمر إلى استهداف المدنيين العزل.
وأضاف خلال كلمته في أحد فعاليات حملة "مصرنا بلا عنف" التي ينظمها الحزب منذ فترة " الشريعة الإسلامية لا تأمر بالفساد في الأرض ولا تخريب المنشآت العامة والخاصة، مطالبًا أنصاره بعدم الانسياق وراء دعوات خداعة للتظاهر في يوم 28 نوفمبر الجاري، وأن مصر مستهدفة، وكانت من أوائل الدول المستهدفة لمخطط التقسيم؛ لأن مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي، وانهيارها انهيار للعرب والمسلمين، وأن الغرض من ذلك المخطط هو تحويل الدول العربية والإسلامية لكيانات ضعيفة، تمهيدا لتنفيذ خطة إسرائيل بهدم المسجد الأقصى في 2020.
وتابع: "لن ننخدع بهذه الشعارات التي تخدع أصحاب العاطفة الدينية؛ لأن رفع المصاحف من فعل الخوارج، وما يفعله تنظيم "داعش" الآن أيضا من فعل الخوارج، مؤكدا أن الأعداء لو أنفقوا مليارات الدولارات لما شوهوا صورة الإسلام كما فعلت داعش، وأن الجبهة السلفية التي تتبنى الدعوة لمظاهرات 28 نوفمبر لا يتجاوز عددها 15 شخصا، وهم تابعون للفكر القطبي أمثال حازم صلاح أبو إسماعيل، وهم مدفوعون لدعم الإخوان؛ من أجل محاربة الدولة، وأن الدعوة لرفع المصاحف ستؤدي إلى إهانة المصحف، وهذا ما يدعون إليه هم وقناة الجزيرة التي ستقول: إن المصاحف تداس تحت أقدام الضباط، مؤكدا أن هناك ضباطا في الجيش المصري يشتركون في مسابقات حفظ للقرآن الكريم ويحافظون على دينهم وصلواتهم أكثر من أي فرد يدعي التدين.
حزب النور
حزب النور
حزب النور يحاول أن يرفع الحرج عن نفسه بسبب الدعوات التي تقودها جماعة سلفية موازية له وهي الجبهة السلفية حيث نظم عدة وقفات لافتات تحمل شعار حملة «مصرنا بلا عنف» التي أطلقها الحزب الأسبوع الماضي، ووزع منشورات على المارة توضح خطورة تلك المظاهرات، وتؤكد براءة الإسلام من تلك الدعوات التي ووصفها الحزب بـ«الإجرامية»، وأنه سيواجه انتشار الفكر القطبي التكفيري، وتعهد بفضح الجبهة السلفي؛ ليكشف جناح الحزب الدعوي "الدعوة السلفية" أن عبد المجيد الشاذلي، زعيم القطبيين، المتوفى في سبتمبر العام الماضي هو المخطط الحقيقي لما يسمونه «الثورة الإسلامية» في ٢٨ نوفمبر الجاري، وقالت: إن «الشاذلي» وضع خطة لتلك المظاهرات منذ ثورة ٢٥ يناير في حضور حازم أبو إسماعيل والقيادي الإخواني محمد البلتاجي.
الدعوة السلفية
الدعوة السلفية
ونشرت الدعوة السلفية على موقعها الرسمي «أنا سلفي» فيديو يجمع قيادات الجبهة السلفية وأبو إسماعيل في حضور الشاذلي، وأنه تحدث في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة عن ضرورة قيام الثورة الإسلامية، مطالباً الشباب بالاستعداد لحمل السلاح للدفاع عنها ليكونوا حرساً ثورياً.
وأنه قال: «لم نكن نتصور بعد عام ١٩٦٥ أن هناك إسلاماً سيستمر، والبطاقات التي كانت توضع للسجناء كي يبقوا في السجن مدى الحياة، فإذا برفاعي سرور- أحد قيادات التيار القطبي- وإخوانه، يكون لهم كلام آخر».

نادر بكار
نادر بكار
وفى محاولة من الحزب لملء فراغ التيار السلفي قال نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور: إن الجبهة السلفية الداعية لمظاهرات 28 نوفمبر لا تتخطى الـ15 شخصا، وإن حزب النور يحذر المصريين من الانسياق لدعوات ما يسمى بالثورة الإسلامية بالنزول يوم 28 نوفمبر، وإن هذه المظاهرات ستار لأشياء أخطر ترتب في الخفاء، خاصة أن مصر تمر بظروف صعبة ولا تستدعي مثل هذه المظاهرات المدعو لها. 
وأضاف: الجبهة السلفية الداعية لمظاهرات 28 نوفمبر أفكارها "قطبية"، مشيرًا إلى أن غرضهم الأساسي تعمد الإهانة للمصحف وتصدير هذه الصور لعموم المصريين، وأنها محاولة لإنهاك الدولة المصرية، ويجب أن نتصدى لها، وأن حزب النور يبادر بالرد على كل الشبهات التي تستغلها داعش وأمثالها من الجماعات المتشددة.
غريب أبو الحسن
غريب أبو الحسن
 ولم يكتف الحزب بذلك بل صدر الإخوان المسلمين في واجهة المشهد؛ حيث أكد على لسان أحد قياداته الدكتور غريب أبو الحسن أن الإخوان المسلمين تخوض مظاهرات "28 نوفمبر" تحت لافتة الجبهة السلفية- "القطبية حقيقة"- بدلاً مِن اسم الإخوان أو تحالفها المزعوم. وأنه بالقبض على محمد جلال القصاص وأحمد مولانا تكون قد اعتقلت ثلث الجماعة، بينما استعد الثلثان الباقيان لمظاهرة 28 نوفمبر بمغادرة البلاد، وإلا فليدلني أحد على فعالية قامتْ بها الجبهة "القطبية".
 وأضاف أبو الحسن أن الجبهة السلفية ما هي إلا مجموعة مِن الأفراد مِن مدينة المنصورة المنتمين للمنهج القطبي الصدامي، وأنهم لم ينجحوا في إيجاد عمل دعوي أو سياسي مستقر الأركان، ولم يستطيعوا حتى الانتشار في محيطهم السكني، لنفور الناس مِن أفكارهم التي يَغلب عليها الاستعلاء والطعن في جميع الدعاة. وأوضح أن أعضاء الجبهة السلفية لهم السبق في الطعن في العلماء والدعاة والجرأة عليهم، فيوزعون عبارات العمالة والخيانة والنفاق على معظم الرموز الإسلامية بمنتهى السخاء كوجبة أساسية ومستمرة على موائدهم نفـَّرت منهم القريب والبعيد، مشيرًا إلى أن الجبهة تسمتْ بهذا الاسم بعد الثورة مباشرة، رغبة في تجميع السلفيين الذين تعتبرهم مجموعة مِن الدراويش فاقدي الأهلية يحتاجون إلى مَن يقودهم.
لا شك أن موقف "النور"- مع الأخذ بعين الاعتبار دوافعه الخاصة- موقف محسوب له، ولكن تظل علامات الاستفهام والتي تصل حد الاتهام، بخصوص مواقف ورؤى يتمسك بها الحزب ويدعو لها في برنامجه ومن خلال مرجعيته الفكرية، الدعوة السلفية، وهو أمر يحتاج إلى "توقف وتبين" يتجاوز المناورات والصفقات، وجراحات التجميل؛ من أجل الاستحواذ على "نصيب" من كعكة البرلمان القادم، ووضع اليد على مكان ومكانة جماعة الإخوان وحلف الشرعية المزعومة على خريطة العمل السياسي في الواقع المصري. 

شارك