استقالة "هيجل".. هل تغير استراتيجية التحالف الدولي في مواجهة "داعش"؟

الثلاثاء 25/نوفمبر/2014 - 01:12 م
طباعة استقالة هيجل.. هل
 
استقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل من منصبه في أول تغيير كبير بالحكومة الأمريكية بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس باراك أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس قبل ثلاثة أسابيع.
وتنحى وزير الدفاع، تشاك هيجل عن منصبه فور موافقة مجلس النواب على المرشح الجديد لخلافته في هذا المنصب.
وقال أوباما في كلمة له في البيت الأبيض بحضور كل من نائبه، جو بايدن، وهيجل: إن هذا القرار ليس بالسهل على هيجل.
استقالة هيجل.. هل
سيتم تعيين خلف لهيجل سريعا لكنه سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين من سيخلفه.
واستمر هيجل نحو عامين في ذلك المنصب، وقد قبل الرئيس باراك أوباما تلك الاستقالة.
يأتي ذلك عقب خلافات بشأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والموقف من النظام السوري برئاسة بشار الأسد.
ويبدو أن المذكرة التي أثارها هيجل من قبل، حول استراتيجية أوباما تجاه مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، والتي حذر خلالها من أن تلك الاستراتيجية معرضة للفشل مع إصرار أوباما على ملاحقة تنظيم داعش وتجاهله رئيس النظام السوري بشار الأسد- أتت بثمارها في الإطاحة به من منصبه.
استقالة هيجل.. هل
وقد عقد مؤتمرًا صحفيًا عقب استقالته، واستمر 8 دقائق، لم يُشر أوباما بتاتا إلى أسباب استقالة هيجل، وفضل الإشادة بجهوده خلال خدمته وزيرا للدفاع مدة 22 شهرا.
وقال مسئولون أمريكيون: إن الوزير هيجل 68 عاما، وهو العضو الجمهوري الوحيد في إدارة الرئيس أوباما قدم كتاب استقالته بعد مناقشات مطولة مع الرئيس أوباما بدأت في أكتوبر الماضي. 
ومن أبرز المرشحين المحتملين لخلافة هيجل وكيلة وزارة الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي، وآشتون كارتر النائبة السابقة لوزير الدفاع اللتان سبق أن ترددت شائعات بأنهما من المنافسين على منصب هيجل قبل تعيينه.
خبراء كشفوا أن استقالة هيجل لم تكن مفاجئة بالشكل الذي يصور، موضحين أن هناك العديد من الاختلافات السياسية التي بدت بين هيجل ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وأكدوا أن هيجل كان ممتعضًا من مجلس الأمن القومي؛ لأن باراك أوباما يحيط نفسه بمن يوصفون بالموالين له تماما، في الوقت نفسه كان هيجل يعجز عن إيجاد صوته في مجلس الأمن القومي.
استقالة هيجل.. هل
تأتي بوادر الاستقالة، قبل نحو شهر، عندما قال هيجل: إن الحرب التي يقودها أوباما وتحالفه ضد "داعش"، ربما تقدم هدية على طبق من ذهب للرئيس السوري بشار الأسد.
قد يكون اعتراض هيجل على استراتيجية أوباما أدى في الفترة الأخيرة إلى خلافات بينهما، خاصة في ما يخص مسألة تنظيم الدولة، وما إذا كانت الحرب ضده تخدم تنظيم الأسد، وتعد تلك أحد الفروق الجوهرية بين أوباما وفريقه من جهة وتشاك هيجل من جهة أخرى.
كانت صحيفة نيويورك تايمز، ذكرت بأن الوزير هيجل كان ينوي إعلان استقالته اليوم.
 ووفقا للصحيفة، فإن الاستقالة تأتي لاستشعار الرئيس أوباما وفريقه بأن المرحلة القادمة في مواجهة تنظيم الدولة تحتاج إلى مهارات مختلفة عن تلك التي يتمتع بها الوزير هيجل، لكن مصادر أخرى في البيت الأبيض تحدثت عن اختلاف بين هيجل وأوباما في التعامل مع ملف التنظيم.
استقالة هيجل.. هل
في الوقت الذي اعترض فيه وزير الدفاع على سياسية التعامل مع تنظيم "داعش"، أصر أوباما على أن بإمكان الولايات المتحدة ملاحقة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية دون أن تتعامل مع الأسد الذي ترغب واشنطن في رحيله عن السلطة.
وقال مسئولون: إن أوباما يريد قيادة جديدة خلال آخر عامين له في السلطة.
مصادر كثيرة كشفت سبب استقالة هيجل، وأكدت أن الأمر متعلق بـ"داعش"، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن المصدر أكد أن التقدم الذي يحرزه "داعش" وفشل الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة التنظيم الإرهابي، جعل هيجل أمام فشل ذريع في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية؛ مما جعل أوباما يفكر في الإطاحة به على الفور.
حتى إن الرئيس الأمريكي قال من قبل: إن هيجل غير معتاد على تلك المواجهات، وهو الأمر الذي أدى إلى فشل بلاده في مواجهة "داعش" بسوريا والعراق، وهو الأمر الذي يستدعي وجود شخص آخر مجهز لتلك النوعية من المواجهات.
من المعروف أن هيجل الذي كان عضوًا سابقًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نبراسكا.
استقالة هيجل.. هل
على غير المعتاد فقد جاءت استقالة هيجل في جو عام من الانتقاد الشديد الذي يواجهه النظام الأمريكي في التعامل مع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الشام والعراق، الذي تقود أمريكا ضده تحالفًا عسكريا دوليا للقضاء على خطورة هذا التنظيم.
جاء الانتقاد في ظل عدم وضوح السياسة العسكرية للولايات المتحدة تجاه ما يحدث في سوريا والعراق، والتي تعتمد في المقام الأول على مقترحات وزارة الدفاع للبيت الأبيض.
وكما ذكرت مصادر عليا في الإدارة الأمريكية أن استقالة "هيجل" جاءت بعد عدم رضا البيت الأبيض عن مقترحات "هيجل" لمحاربة تنظيم "داعش" حيث كانوا يشعرون بأنها مقترحات غير مبتكرة، وأضافت أن تلك المقترحات لم تصل لما يطمحون إلى سماعه.
على الجانب الآخر، وطبقًا لما ذكره موقع "إن بي سي نيوز"، فإن أحد كبار المسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية أشار إلى أن "هيجل" كان يفكر في ترك منصبه منذ أكتوبر الماضي قبل أن يكمل سنتين، حيث عُين في فبراير من العام 2013.
مصادر متعددة، أوضحت أن هيجل قد تم تعيينه في منصبه كوزير للدفاع لإدارة الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق وأفغانستان، ولكن باحتدام الحرب ضد تنظيم "داعش"، نما شعور بأن "هيجل" لم يكن على قدر التعامل مع هذه المهمة بشكل كافٍ، حيث وجد "هيجل" نفسه يواجه حربًا متزايدة، بدلًا من سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان.
استقالة هيجل.. هل
"جون ماكين"، المنافس الرئاسي السابق والسيناتور الجمهوري عن ولاية "أريزونا" أكد أنه كان يعلم أن "هيجل" مصاب بالضيق والإحباط بسبب سياسة الإدارة الأمريكية الأمينة وعملية صنع القرار بشكل عام.
وافق هذا الرأي جريدة "وول ستريت جورنال" حيث ذكرت أن خلافًا حول استراتيجيات سريا حدث بين "هيجل" ومسئولي الأمن الوطني في البيت الأبيض الإدارة الأمريكية في إدارة الموقف الحالي في أوكرانيا وسوريا.
قد تكون هذه الاستقالة بداية لمرحلة جديدة ومختلفة من التعامل الأمريكي مع خطر تنظيم "داعش" تختلف عما كان يطبقه هيجل، والذي كان يكافح لإيصال وجهة نظر واضحة، وكان يتم اعتباره وزير دفاع سلبيا من قطاع كبير من الأمريكان، وقد تكون أيضا بداية لصراعات أطول مع تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

شارك