موافقة تركيا على تدريب المعارضة السورية.. هل تمثل خطوة نحو إسقاط نظام الأسد؟

الثلاثاء 25/نوفمبر/2014 - 07:16 م
طباعة موافقة تركيا على
 
يترأس رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو للمرة الأولى اجتماع مجلس الشورى العسكري الطارئ، الذي سيعقد بعد غد الخميس بمقر رئاسة هيئة الأركان العامة، لمناقشة جملة من القضايا، على رأسها احتياجات الجيش التركي.

تدريب المعارضين السوريين

تدريب المعارضين السوريين
ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "ميلليت" التركية اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2014، أن جدول أعمال الاجتماع يتطرق إلى تدريب وتجهيز ما يسمى بـ "المعارضين السوريين المعتدلين"، فضلا عن مناقشة الطلب الأمريكي بصدد السماح لقوات التحالف الدولي باستخدام قاعدة "إينجرليك" التركية في إطار مواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا، بالإضافة إلى مناقشة التطورات الجارية في سوريا، فضلا عن مناقشة وتقييم الجهود لمواجهة تنظيم "داعش" من قبل قوات التحالف الدولية التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
وسوف يلتقى رئيس الوزراء التركي، رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال نجدت أوزال في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إنه تم إحراز "تقدم" مع تركيا لمشاركتها في الحرب على تنظيم "داعش"، مشيرة إلى استعداد أنقرة لتدريب معارضين سوريين معتدلين.
وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية: إن القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحّة إلى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم داعش.
جاء ذلك بعد محاولات عديدة، عقب زيارة حساسة من قائد قوات التحالف الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن ومساعده بريت ماكغورك، استمرت يومين في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، لمحاولة إقناعها في المشاركة مع التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، والمتردد في التورط عسكريا ضد تنظيم "داعش" الذي يهدد حدودها من مدينة عين العرب كوباني الكردية الواقعة شمال سوريا.
 وكانت واشنطن شعرت بالاستياء بسبب تحفظ تركيا على مشاركة قواتها المجهزة والمدربة بشكل جيد في محاربة الجهاديين. 
وقد وافقت تركيا على دعم الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة.

تدريب قوات البيشمركة

تدريب قوات البيشمركة
يأتي ذلك بالتزامن مع قيام جنود أتراك بتدريب قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق بهدف رفع قدراتهم القتالية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استولى على مساحات شاسعة في شمال العراق وسوريا.
وقال مسئول تركي: إن تركيا بدأت بالفعل تدريب قوات البيشمركة في شمال العراق، ووافقنا على تدريب ومساعدة الحرس الوطني، مضيفًا أن تركيا ستقدم كذلك مساعدة مماثلة لوحدة جديدة بالحرس الوطني العراقي في إطار قتال تنظيم الدولة.
في سياق متصل أكد هلكورد حكمت المتحدث باسم البيشمركة أن الجنود الأتراك بدءوا تدريب مقاتلي البيشمركة في شمال العراق قبل ثلاثة أسابيع، لكنه لم يعط تفاصيل حول أعداد المشاركين في هذه التدريبات.
وزار رئيس الوزراء التركي أحمد داود الجمعة الماضي، معسكرا في بلدة ديانا في كردستان العراق حيث يدرب الجنود الأتراك قوات البيشمركة، وذلك في إطار الزيارة التي يؤديها أوغلو إلى العراق.
وكان أوغلو قد اختتم زيارته إلى العراق بزيارة آربيل في إقليم كردستان العراق، وقال: إن "استقرار العراق هو استقرار لتركيا".
فيما أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن الطرفين في جبهة واحدة ضد ما وصفه بـ"الإرهاب".
وقال مسئولون أكراد: إن تركيا قدمت بالفعل مساعدات في عملية قتال تنظيم الدولة، لكنها طلبت الحفاظ على سرية هذه المساعدات لأسباب سياسية داخلية، ولوجود 46 تركيا محتجزين رهائن لدى التنظيم عند بدء العمليات العسكرية ضده.
كان جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي ذهب إلى تركيا في زيارة اتفق فيها الطرفان على ضرورة الحد من قوة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

موقف واشنطن

موقف واشنطن
البيت الأبيض أصدر بيانًا، عقب انتهاء لقاء بايدن وأوغلو، وقال فيه: إن الطرفين اتفقا على ضرورة "تقويض قوة تنظيم الدولة مع إلحاق هزيمة به، وإجراء تحول سياسي سليم في سوريا، ودعم المعارضين السوريين المعتدلين وقوات الأمن العراقية".
في ذات الوقت أبلغت مصادر موثوقة ومتقاطعة من عدة مناطق حدودية، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش منع المواطنين من العبور والدخول إلى الأراضي التركية عبر المعابر غير الرسمية، من مناطق سيطرته- إلا بعد مراجعتهم للتنظيم، واستلام وصل منه يسمح لهم بموجبه، بالدخول إلى الأراضي التركية، وذلك في خطوة من تنظيم داعش لتشديد الإجراءات على الحدود السورية- التركية، ومنع عناصر التنظيم الغير راغبين بالبقاء في تنظيم داعش من الهروب إلى الأراضي التركية أو العودة إلى بلدانهم.
وكانت مصادر موثوقة قد أبلغت قبل 3 أيام نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم داعش اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية، والبالغ من العمر نحو 17 عاماً، من أحد محال الاتصالات في المدينة، عقب اتصاله مع ذويه في بلده، حيث اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية، واقتياده إلى منطقة مجهولة، وقالت المصادر لنشطاء المرصد: إن مترجماً كان برفقتهم، وأبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله، بأنه يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده.
كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 28 من شهر سبتمبر الماضي، أن تنظيم داعش ألقى القبض على "أبو ساجدة" لدى محاولته الفرار إلى تركيا، بعد سرقته مبلغ مالي كبير من أموال التنظيم.
ويبدو أن دخول تنظيم داعش مدينة  "كوبانى" على الحدود مع سوريا جعل المسئولين الأتراك يوجهون التهديدات لتنظيم داعش.
ويرى مراقبون أن الاستعدادات المكثفة للجيش التركي، والموافقة على تدريب المعارضة السورية المعتدلة عبر أراضيها، قد يكون خطوة في إطار مساعي حكومة أردوغان نحو إسقاط نظام الأسد، وقد طالبت أنقرة أكثر من مرة بمواجهة "الجيش العربي السوري" الذي يمثل نظام بشار الأسد، كشرط أساسي للانضمام إلى قوات التحالف ومواجهة ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية".. كما قد يكون هناك اتفاقٌ ضمني أو صفقةٌ ما بين تركيا والولايات المتحدة في هذا الصدد، بعيدًا عن الضغوط الدولية وتهديدات الحدود من قبل "داعش".

شارك