"داعش" في الكويت.. وانتشار الخلايا السرية تهدد أراضيها

الأربعاء 26/نوفمبر/2014 - 01:01 م
طباعة داعش في الكويت..
 
ذكر تقرير اليوم الأربعاء، أن السلطات الأمنية في الكويت تمكنت من ضبط خلية سرية تقوم بجمع التبرعات المادية، وإرسالها للدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة باسم داعش.
ويبذل البلد الخليجي جهوداً مضنية للسيطرة على عمليات جمع الأموال، بصورة غير رسمية لجماعات المعارضة في سوريا، للتخفيف من ضغوط أممية في هذا الملف.
داعش في الكويت..
وقالت مصادر: إن رجال أمن الدولة أحالوا مواطناً إلى جهة الاختصاص بعد ضبطه في منطقة سعد العبدالله، إثر ورود معلومات سرية تفيد بتورطه في جمع التبرعات المالية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
أكدت المصادر أن المواطن أنشأ مع عدد من الأشخاص، خلية سرية تهدف إلى تجميع الأموال من المتعاطفين مع التنظيم، وإرسالها إلى أفراده عن طريق أحد الحسابات البنكية في تركيا.
وضبطت السلطات الأمنية في الأشهر القليلة الماضية عدداً من الأشخاص المتورطين بجمع الأموال للتنظيم، كما ضبطت عدداً من مقاتلي "داعش" الكويتيين خلال عودتهم للبلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه قوات التحالف الدولي هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بمشاركة الكويت، حيث دعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في مؤتمر باريس الذي خصص إلى بلورة تصور استراتيجي شامل للقضاء على ما تمثله الجماعات الإرهابية المسلحة بما فيها "داعش" من أخطار على أمن واستقرار المنطقة ككل. 
ولفت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في كلمته أمام المؤتمر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل تسارع وتيرة التقدم الذي تحرزه الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسمى داعش والتي تسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
والجدير بالذكر أن الكويت لم تعلن مشاركتها في التحالف الدولي إلا عقب شعورها بالخطر الذي تسببه "داعش" على أراضيها، وعقدت اجتماعًا شمل عدة دول على رأسها السعودية والإمارات.
وتسبب داعش خطرًا جسيمًا على الأراضي الكويتية، ما لم يتم التصدي لها في هذا التوقيت.
وأكد الصباح أن دولة الكويت ومن منطلق موقفها الثابت الرافض للإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه، فإنها تدعم دعوة مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر لوضع خطة عمل لمكافحة تمويل الإرهاب في المنطقة ووقف الدعم المالي لداعش وغيره من المنظمات الإرهابية، وذلك بعدما عدد القرارات الأممية والعربية التي تدعو لمحاربة هذه الظاهرة.
داعش في الكويت..
وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، دعا الأمم المتحدة للمشاركة في مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب في البحرين نوفمبر الجاري، الذي يشارك فيه ممثلو الدول وعدد من المختصين في المجال.
وأكد الصباح، أنه من منطلق سعي دولة الكويت إلى استقرار العراق وإعادته إلى مكانته الدولية، فقد حرصت دولة الكويت على تعزيز العلاقات الثنائية خلال السنوات الثلاث الماضية مشيرا إلى الزيارة التي قام بها إلى بغداد في مارس من العام 2012.
 كانت مصادر كويتية قد كشفت عن رصد ميزانية تقدر بحوالي 165 مليون دينار 500 مليون دولار تقريبا لتنفيذ مشروع تأمين الحدود بأحدث الأنظمة العالمية، في خطوة لحماية حدود البلاد الشمالية والجنوبية من تسلل التنظيمات الإرهابية.
وقالت المصادر: إن الأجهزة الأمنية تعاقدت مع شركات محلية تمثل أكبر الشركات العالمية في مجال الأنظمة الأمنية، والتتبع وحماية الحدود، مشيرة إلى أن الصفقة المزمع إتمامها تشمل أحدث أنظمة الاتصالات واللاسكي في العالم، إضافة إلى أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، وأن الصفقة مع الشركة تتضمن أيضا إنشاء شبكة أمنية تصدر إنذاراً مبكراً للجهات المكلفة بحماية أمن الكويت في حالة وجود أي طارئ.
كانت الكويت تتبع وتراقب عددا ممن قالت إنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش على أراضيها، وذلك قبيل إقرار قانون في مجلس الأمة يجرم القتال في الخارج.
وكشف النائب يوسف الزلزلة عن وجود عناصر تنتمي إلى التنظيم في الكويت، مضيفا أن وزير الداخلية الكويتي أبلغه أن الأجهزة الأمنية بصدد مراقبة تحركات هؤلاء العناصر.
وأضاف الزلزلة في تصريحات صحفية، أن السلطات الأمنية تتخذ الإجراءات في حقهم، ويتم التأكد من تأثير هؤلاء على المجتمع الكويتي.
وأوضح المتحدث أن عملية المراقبة والتأكد من تلك العناصر تحتاج إلى الكثير من الحذر في أخذ المعلومات، مبديا ثقته في قدرة وزارة الداخلية الكويتية في التعامل مع الموضوع.
داعش في الكويت..
يأتي ذلك في الوقت الذي يعتزم فيه مجلس الأمة اليوم إقرار قانون يجرم القتال في الخارج، وذلك بعد الأنباء التي تحدثت عن مقتل عدد من الكويتيين الذين غادروا للقتال في سوريا والعراق.
وتشارك الكويت إلى جانب عدد من الدول الخليجية في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسورية.
يقول الكاتب الكويتي غنيم الزعبي: إن المعلومات التي ذكرت في إحدى مقالات الرأي، وحددت إجمالي عدد المقاتلين المنضمين تحت راية داعش إلى أكثر من 30 ألف مقاتل في الكويت، تعتبر أكثر من تعداد الجيش الكويتي، مضيفًا: عند هذه النقطة الأخيرة المقارنة بين جيش الكويت وجيش داعش طرأ لي تساؤل مرعب.. هل تجرؤ داعش؟ أقصد هل ستقدم على مغامرة مجنونة مثل التي قام بها صدام عام 90 وغزا الكويت؟ 
وأكد خلال مقاله أن الكويت لديها جيش قوي وجاهز لردع أي عدوان تتعرض له ولديها اتفاقيات أمنية مع أغلب الدول العظمى سيتم تفعيلها في حال نشوء أي تهديد لكيانها.. مع هذا كله الحذر واجب.
وكانت قد دعت الولايات المتحدة آخر أكتوبر الماضي، حلفاءها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل الإنترنت، وذلك خلال اجتماع في الكويت خصص لمواجهة "بروباغندا" المتطرفين.
وقال المنسق الأمريكي للتحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن في افتتاح الاجتماع: إن هذه "البروباغندا" تشكل "حربا رهيبة"، تهدف إلى تجنيد وإفساد عقول أشخاص أبرياء.
واعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية، لن يهزم حقا إلا عندما يتم إسقاط شرعية رسالته الموجهة إلى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف.
كان وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجارالله، أكد أن بلاده حددت موقفها في الحرب ضد تنظيم داعش من خلال "دور إنساني ولوجستي"، نافيا أي تحول عن هذا الموقف. 
ويبدو أن أبرز العوامل لانتشار الفكر الداعشى في الكويت بصورة مخفية، وغير ظاهرة، هو انقسام المجتمع الكويتي طائفياً تبعاً لرأيه في الأحداث هناك وكل طائفة تناصر موقف مثيلتها، كما أن القرب الجغرافي بين الكويت وأماكن انتشار وسيطرة هذه الجماعة الإرهابية، جعل ترويج أفكارها سهلة الانتشار؛ مما يهدد أراضي المنطقة ما لم يتم التصدي لها.

شارك