انشقاقات "فجر ليبيا".. هل تغير سير معركة "طرابلس" لصالح الجيش؟

الأربعاء 26/نوفمبر/2014 - 08:00 م
طباعة انشقاقات فجر ليبيا..
 
تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تغيرًا قد يؤدي إلى تغير في موازين القوي بالبلاد التي تشهد صراعًا أهليًا منذ إسقاط نظام معمر القذافي.

انشقاقات في "فجر ليبيا":

انشقاقات في فجر ليبيا:
مع استمرار الضربات من قبل الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر الذي أعاده البرلمان المنتخب إلى الخدمة، أعلنت إحدى المجموعات المسلحة، التي كانت منضوية تحت لواء "فجر ليبيا"، انضمامها إلى الجيش.
وأعلن أحد قادة "كتيبة البوراوي" في ميدان الزاوية وسط المدينة عن انفصاله عن "فجر ليبيا" وانضمام المجموعة إلى الجيش الذي يقاتل المجموعات المتشددة.
وفجر ليبيا هو تحالف مجموعة ميليشيات إسلامية في ليبيا تضم ميليشيات درع ليبيا الوسطى، غرفة ثوار ليبيا في طرابلس وميليشيات تنحدر أساساً من مناطق مصراته اضافة لميليشيات من غريان والزاوية وصبراته، بدأت هجوماً في 13 يوليو 2014 بهدف الاستيلاء على مطار طرابلس الدولي وعدد من المعسكرات في المناطق المجاورة له الذي تقوم قوات تابعة للجيش الليبي (أغلب منتسبيها من منطقة الزنتان) بادارته وتأمينه منذ (تحرير طرابلس) في 2011.

معركة طرابلس:

معركة طرابلس:
وشهدت العاصمة الليبية  قصف طائرات حربية، على مدى اليومين الماضيين، وخاصة مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، انطلاقاً من قاعدة الوطية الجويّة، التي تبعد 160 كيلومترا، جنوب غرب العاصمة.
وتأتي الغارات الأخيرة، بعد نحو أسبوع على تأكيد الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان الجيش الليبي، أحمد المسماري، جاهزيّة قاعدة الوطية وتزويدها بطائرات حديثة، وإنشاء غرفة عمليات فيها، تمهيداً لشنّ هجمات تستهدف العاصمة، وهو ما بدأت فصوله مع استهداف مطار معيتيقة الدولي.
ويلاحظ المتابعون أنّ العمليات العسكريّة والغارات الجويّة، غرب ليبيا، لم تعد تُنسب إلى قائد عملية الكرامة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإنّما لرئاسة الأركان، برئاسة اللواء عبد الرازق الناظوري.
وانسحبت قوات فجر ليبيا ، اليوم الثلاثاء، من مناطق جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس .
وتراجعت هذه المجموعات إلى وسط مدينة الزاوية شمال غربي ليبيا، بعد أن تركت مواقعها التي كانت تسيطر عليها في أطراف المدينة، وبالتحديد على تخوم طرابلس.
ويُهدّد إرباك وخلخلة المشهد الأمني في طرابلس بدفع سكان العاصمة إلى النزوح داخل ليبيا وخارجها، علماً بأنّه من شأن النزوح باتجاه مدينة مصراته القريبة، أن يُشكّل ضغطاً على الأخيرة لن تصمد أمامه طويلاً، إضافة إلى تعطيل الدراسة أسوة بأغلب مدن شرق ليبيا.
ويرى متابعون أن نقل المعارك إلى طرابلس يضرب "الصورة الورديّة" للوضع الأمني، والتي تروج لها قوات "فجر ليبيا"، وتدعو من خلالها حكومة الإخوان برئاسة عمر الحاسي، كافة السفارات الأجنبية والشركات للعودة إلى طرابلس واستئناف أعمالها.

موقف القبائل :

موقف القبائل :
يمثل موقف القبائل الليبية مؤشرًا على  من سيحسم الأمور في طرابلس العاصمة، مع اقتراب الجيش الليبي من إعلان مدينة "بنغازي" مدينة خالية من الجماعات المسلحة.
ويبدو أن القبائل الليبية حسمت أمرها، خلال اجتماع زعماء القبائل الليبية بالقاهرة، والتأكيد على دعم تأسيس جيش قوي قادر على حماية تراب الوطن، ومساعدة أجهزة الشرطة للعودة بقوة لتوفير الأمن والأمان للمواطنين.
كما شددوا على دعم المؤسسات الشرعية الناتجة من الخيار الشعبي والمتمثلة في "مجلس النواب" وحكومة "عبد الله الثني"
بيان القبائل الليبية يؤكد أن هذه القبائل حسمت أمرها بدعم معركة الكرامة وتأييد الجيش الليبي  ضد كتائب لواء درع ليبيا وغرفة ثوار ليبيا ومدينة مصراتة، والجماعات والتنظيمات التكفيرية التي تعمل للسيطرة على ليبيا خصوصا العاصمة طرابلس والمطارات والمنافذ الحدودية  للحفاظ على استقرار الدولة.
وأكد أحد قيادت الجيش الليبي العقيد فرناتة، في تصريحات صحفية، أن الهدف ليس الاستيلاء على السلطة وأن ما يجري لاستعادة الكرامة وهيبة الدولة ، والجيش والشرطة هما من سيفرض الأمن والاستقرار.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
مع اتساع التأييد المحلي والدولي لعمليات الجيش الليبي، وفي ظل تصنيف جماعة أنصار الشريعة" مجلس ثوار بنغازي" على أنها جماعات إرهابية من قبل العديد من الحكومات العربية والغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، ومع انحسار الدعم الدولي للإخوان ومليشيات ليبيا، بدأت عملية تراجع في صفوف الإخوان ومليشيات ليبيا في طرابلس العاصمة. 
فيما يشير إلى أن الأمور تتجه الآن للحسم لصالح  البرلمان الليبي بطبرق وحكومة عبد الثني والعمليات التي يقودها الجيش الليبي، الذي بدا أكثر توازنًا وتخطيطًا واستعدادًا للقضاء على المليشيات المسلحة في البلاد، فهل تشهد الأيام المقبلة انشقاقات جديدة في صفوف "فجر ليبيا" وانسحابات متتالية لصالح الجيش الليبي، ما يمهد إلى سيطرة الحكومة على العاصمة طرابلس وعودة الهدوء والاستقرار إلى ليبيا بعد سنوات من الصراع الدموي.

شارك