لجوء النازحين العراقيين من جحيم تنظيم "داعش"، أصبح قضية تشغل بال كثير من المنظمات الإنسانية، وصارت حديثًا دائما على طاولة الحديث بين الرؤساء وبعضهم البعض من جانب، وبين المنظمات الدولية من جانب آخر، من أجل وضع حد لمعاناتهم التي استفحلت مؤخرًا، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة فصل الشتاء وما يحمله من درجة حرارة منخفضة، وسط غياب الإمكانيات اللازمة لنجدة هؤلاء.

يأتي ذلك في الوقت الذى تشير فيه أرقام غير رسمية عن نزوح 2 مليون عراقي إلى كردستان ليرتفع عدد سكان الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي بنحو 20 في المئة ويفرض ضغطا شديدا على موارده، وتمت تغطية الهياكل الخرسانية لما سيصبح في المستقبل مراكز تجارية ومتاجر سوبر ماركت بقطع من البلاستيك حتى تقي شاغليها الجدد غائلة البرد في بداية فصل الشتاء.

ونقلت وكالة رويترز في تقرير لها عن أزمة اللاجئين أن منظمات المساعدة الإنسانية والإغاثة تكافح لتوفير احتياجات النازحين وتعمل السلطات الكردية على تشديد الضوابط على حدودها مع بقية العراق لمنع المزيد من النازحين من المجيء خشية أن يهدد ذلك أمن الإقليم، في ظل مخاوف من تسلل مقاتلي تنظيم"داعش" الذين صدتهم القوات الكردية وضربات التحالف الدولي الجوية في شمال البلاد، وزادت المخاوف الأمنية بعد تفجيرات شهدها الإقليم قبل أسبوعين .

وكشف مسئولون من الإقليم عن إلقاء القبض على عناصر من تنظيم داعش، تسللوا إلى الإقليم باعتبارهم نازحين، وتجري محاولات كثيفة للسيطرة على الوضع هناك. 

وبالتزامن مع الأزمة الإنسانية ، لا تزال دعوات إنشاء منطقة عازلة أمرًا محل نقاش من قوات التحالف وخاصة أمريكا ودول الجوار مع العراق، حيث أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تبحث بدأب عددا من المقترحات مع تركيا بشأن أمن الحدود مع سوريا بما في ذلك منطقة حظر طيران محتملة أو منطقة آمنة.

وتم الحديث مجددًا عن وجود خلافات مع أنقرة بشأن كيفية تأمين الحدود مع سوريا، وفي وقت سابق هونت وزارة الدفاع الأمريكية من شأن فكرة إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود وهو ما قد يؤمن قوات المعارضة واللاجئين، وأكدت المسئولة الأمريكية أنه جرت خلال الأيام الماضية محادثات متواصلة بشأن عدد من المقترحات التي طرحتها تركيا، واتخذت أشكالًا عديدة ولكن ما زالت هناك خلافات ونحن لم نتخذ قرارًا بشأن مسار محدد للتنفيذ."

من ناحية أخرى لا تزال الحرب الأمريكية على تنظيم داعش مستمرة، في إطار التحالف الدولي لمكافحة التنظيم الإرهابي، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الولايات المتحدة قادت 55 ضربة جوية تستهدف تنظيم داعش في العراق وسوريا منذ الجمعة الماضي، وأنه تم عمل  27 ضربة جوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا و28 في العراق، وإصابة  أهداف متنوعة تشمل مباني تابعة لـ"داعش" ومركبات ودبابات ووحدات مقاتلة.