تناقض الموقف التركي من التحالف ضد داعش ..إلى متى؟

الثلاثاء 02/ديسمبر/2014 - 06:16 م
طباعة تناقض الموقف التركي
 
ذكرت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة وتركيا أوشكتا على إبرام اتفاق يتيح للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها استخدام قواعد جوية تركية في إطار الحملة التي تقودها واشنطن على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
ونقل عن مسئولين أمريكيين وأتراك أن الاتفاق قد يتضمن إنشاء منطقة آمنة على طول قطاع من الحدود السورية لحماية اللاجئين وقوات معارضة معينة ستكون أيضاً «محظورة» على طائرات تابعة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد؛ مما يسمح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام القواعد الجوية التركية أن يتيح للقوات المتحالفة موطئ قدم جديداً يمكن أن تنطلق منه ضربات متواصلة على داعش. 
 وكشف التقرير عن أن تركيا وافقت على السماح لألفين من مقاتلي المعارضة بالتدريب داخل حدودها، وأنها أرسلت قوات تركية خاصة إلى العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الأكراد.
هذه التكهنات تأتي عقب زيارة قام بها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لتركيا الأسبوع الماضي بهدف تضييق نطاق الخلافات في شأن محاربة عناصر «الدولة الإسلامية» الذين أعلنوا الخلافة في مناطق كانوا سيطروا عليها في سوريا والعراق.
وتأتي هذه التصرفات الغامضة من الجانب التركي في إطار مواقفها المتناقضة تجاه تنظيم داعش الذي رفضت تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية في حربها ضده، تحت دعوى أن هذا التحالف والغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود للحكومة التركية.
واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وإعادة التأكيد على أن الهدف هو قلب نظام دمشق.
تناقض الموقف التركي
تركيا لم تتخذ أي خطوات معبرة عن هذا التغير في المواقف والأمر يقتصر على تصريحات.. فقد سبق وأعلن الرئيس التركي أردوغان في حديث صحفي له فور عودته من نيويورك عقب مشاركته في دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ أكثر من شهرين، أن بلاده ستشهد تغييراً في الموقف تجاه "داعش".
تركيا المستفيد الأكبر من وجود داعش حيث إنها تعاني من أزمة اقتصادية أعادتها إلى ما قبل وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة، وأثرت بشكل كبير في اقتصادها، إلى درجة أنها لجأت للتقشف في موازنة عام 2015 . 
ويمثل دعم تنظيم (داعش) هدفا اقتصاديا لحكومة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو؛ وذلك للحصول علي النفط المهرب بسعر مخفض والذي تبيعه داعش بنصف الثمن تقريبا ويترواح ما بين 850 ألفًا و1.65 مليون دولار يوميًا، من خلال أسطول من الصهاريج التابعة لوسطاء أتراك يتولون تهريب الذهب الأسود المنتج في مناطق سيطرة داعش وبيعه في السوق السوداء، وتركيا هي بلد العبور الرئيسي لصادرات داعش من النفط الخام قبل أن تعود الصهاريج مجددًا إلى العراق وسوريا عبر تركيا محملة بمشتقات نفطية مكررة وبضائع.
مركز الأبحاث الكندي «جلوبال ريسيرش» حسم الأمر من خلال تقرير له أكد فيه أن تنظيم داعش يحصل على إمدادات تحملها مئات الشاحنات تقدر بمليارات الدولارات عبر الحدود التركية وأن التنظيم الإرهابي لا يحصل على إمداداته عن طريق بيع «النفط في السوق السوداء» أو الأموال التي يتحصلون عليها من «الفدية التي تدفع للرهائن»، عبر تركيا.
ورأى المركز أن التقرير الذي كشف خطوط إمداد داعش من الأراضي التركية لم يكن أمرا مفاجئا وأن شهادة السكان المحليين والتجار الذين أجرت معهم المقابلات، أكدوا بأن العمليات التجارية مع سوريا والتي يستثمرون بها انتهت منذ بدء الصراع، وأن إمدادات الشاحنات تمر عبر الحدود من غرب تركيا.
وهناك أمر آخر تخشاه تركيا ففي الوقت الذي يدور القتال في كوباني على مرمى البصر من الدبابات التركية عند الحدود، ترفض حكومة أردوغان الإخوانية التدخل للمساعدة في الدفاع عن المدينة خوفا من تنامي نفوذ الأكراد البالغ عددهم 15 مليون نسمة، وعدم تقديم خدمة مجانية لهم لإقامة نظام الحكم الذاتي في سوريا والعراق وتركيا. 


شارك