في كتابه الأخير.. الراحل سليمان فياض يناقش "الوجه الآخر للخلافة الإسلامية"
الخميس 18/ديسمبر/2014 - 09:04 م
طباعة
·
الكتاب
– الوجه الآخر للخلافة الإسلامية
·
الكاتب-
سليمان فياض
·
الناشر
– مكتبة الأسرة – الهيئة العامة للكتاب – مصر
·
الطبعة
– الثانية – 2014
عن عمر يناهز الـ86 رحل عن عالمنا اليوم المفكر والأديب والباحث في التراث سليمان فياض الذي أثرى الثقافة العربية بالعديد من الإبداعات والأعمال الفكرية، وقد وُلد محمد سليمان عبد المعطي فياض عام 1929 في الدقهلية، وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1956 ثم عمل في مجال الإعلام وخبيرًا لغويًا في مشروع تعريب الكمبيوتر لبعض برامج اللغة العربية لصالح شركات مصرية وعربية.
(عبيدي أحرار ونسائي طوالق، إن خرجت عن طاعة الخليفة مطلقا) اخترع الحجاج الثقفي الخليفة الاموي هذا القسم عند اخذ البيعة ليشعر بالأمان ويضمن عدم الخروج عليه ؟! )
(ولقد امتد هذا الصراع بين الخوارج وعلي – كرم الله وجهه – والامويين بعد علي والعباسيين بعد الامويين .نحوا من ثلاثمائة عام وكان صراعا داميا سيق فيه للذبح فقراء هؤلاء وهؤلاء .متعصبين كانوا او غير متعصبين ) هذه السطور من كتاب (الوجه الآخر للخلافة الإسلامية) للكاتب الكبير سليمان فياض، والكتاب 234 صفحة من القطع الصغير، ويعد مرجعا شاملا وكاشفا لعصور الخلافة
تكشف سطور هذا العرض الخلل في مفهوم البيعة الذى اعتمد الأمور الشخصية مثل التطليق، ليجد الخليفة امانا مفقودا لكرسيه المرتعش ..وايضا ان الفقراء ومنذ بداية هذا الصراع هم الذين يدفعون الثمن وحتى الان علي يد المتاجرين بالخلافة من سلفيين واخوان .
يقول فياض في مقدمته: اعتدنا فيما نكتبه عن عصور الخلافة الإسلامية في كتب التربية والتعليم، وفيما نقوله على ألسنة فقهاء ودعاة أن نتحدث عن ازدهارات للخلافات الإسلامية، وتجاهلنا مثالب هذه الشعوب، ومحن الفقهاء والعلماء والكتاب والوزراء في ظل خلافات القهر وسلبها لحقوق هذه الشعوب المسلمة في تقرير مصيرها وتجاهلنا أن صور التقدم والازدهار برغم قهر هذه الخلافات صنعها أفراد وشعوب جنوا ثمار حصاد حضارات سابقة. وأضافوا إليها. وغايتنا من هذا الكتاب أن نستل من كتب المؤرخين المسلمين القدامى منهم والمحدثين صور هذا الوجه الآخر القبيح لخلافات القهر الإسلامية ونضعها بين أيدي القارئين عامة والداعي اليوم الى عودة النظام الخلافي واحسبهم سيكتشفون ان نظام الخلافة لا ينبغي للمسلمين ان يعودوا اليه مرة اخرى.
لا يمكن أن يكون الدين قناعاً لشيء، له في الروح وفى الوجود الاجتماعي ما يمنع استخدامه «كقناع»، وقد طال هذا الاستخدام وعشنا دائماً في ظل ظلام «قرون وسطى» شرقية تحاشينا أن نكشف عنها الحجاب فمقاصد الدين، دين الإسلام، هي: العدل، وحرية الاعتقاد، والأمن والتكافل الاجتماعي، والإخاء، والمساواة، واستقلال بيت مال المسلمين عن بيوت أموال الحاكمين هذه المقاصد لم تتحقق بعد خلافة عمر بن الخطاب إلا شهوراً قليلة في عهد عمر بن عبدالعزيز ولهذا مات مسموما ! الذى كان شعاره: «إن الله قد بعث محمداً، صلى الله عليه وسلم هادياً، ولم يبعثه جابياً»،
جدول الحقيقة والدم :
وفى جداول الخلفاء غير الراشدين التي يسجل فيها الكتاب نسب ومدة خلافة وسبب وفاة الخلفاء الأمويين والعباسيين: يذكر أن عمر بن عبدالعزيز حكم سنتين وسبعة أشهر (717-720) ويشاع أنه مات مسموماً من أقاربه، وأنه كان عربي الأب والأم. حيث يكشف الجدول ان الاسرة الاموية دامت تسعين عاما لم تسد فيها شروط الخلافة لا العدل ولا رعاية مصالح الناس ولا الشوري الا زمنًا قصيرًا لرجل واحد هو الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي أعاد العدل فمات مسموما من الناقمين عليه من الاسرة الاموية، وهم 14 خليفة مات منهم مقتولا 5 خلفاء هم مروان بن عبد الحكم قتلته زوجته بوسادة وعمر بن عبد العزيز بالسم والوليد بن يزيد قتله اكابر اهله بالسيف وابراهيم ابن الوليد وقتله مروان بن محمد ليحكم بدلا منه وقتل العباسيون مروان، اما جدول الخلافة العباسية فيتضمن اسماء 22 خليفة فقط في مدة 98 عاما لان الكاتب يرى ان كل الفترات الباقية حتى استدعاء الخليفة الناصر امبراطور المغول جنكيز خان لإنقاذ الخلافة من الخوارزميين وتدمير المغول للخلافة العباسية عام 1258م، كان الخلفاء العباسيون خلفاء بالاسم فقط وقد بدأ ذلك في عهد الخليفة الراضي بالله الذي استعان بالقائد (الامير ابن رائق ) وسلمه امور الخلافة وكان ينتمى الى بنى بويه واستعان الخليفة المستكفي بهم ودخلوا البويهيين بغداد وبدأت الدولة البويهية، وبعدها استعانوا بالسلاجقة للقضاء على البويهيين وتحكم السلاجقة وانتهى عصر السلاجقة على يد الخوارزميين وبعدها اجتاح المغول بغداد .اما عن العصر الاول للخلافة العباسية ومن بين ال22 خليفة مات مقتولا منهم 11 خليفة هم المهدي مات مسموما والهادي قتلته امه والامين قتله اخوه المأمون علي يد الجيش الخراساني والمتوكل قتله ابنه، والمنتصر قتله جنوده الاتراك والمستعين قتله الاتراك ايضا والمعتز والمهتدي قتلا عن طريق الجنود الاتراك، والمعتمد يقال ان اخاه قتله والمقتدر خلعه جنوده وقتلوه والمتقي قتله القائد التركي. للاطلاع على مزيد من التفاصيل انظر الجداول في نهاية العرض
تسعون عامًا من القتل والتعقب
الفصول الاولي من الكتاب التي تكشف حجم الصراعات والمؤامرات والثورات تغرق يد القارئ وانفاسه في دم ضحايا الحلم الوهمي للخلافة التي سماها الكاتب خلافات القهر الاسلامية ولعل السطور التالية تعبر عن ذلك، حيث كانت الاعوام الثلاثون الاخيرة من دولة بنى امية ايام تخطيط وتآمر اشترك فيها العلويون – الذين قتل منهم بنو امية المئات ومن اتباعهم عشرات الالوف – مع العباسيين الذين ملا الحزن قلوبهم لما يلقاه العلويون وهم من بنى هاشم من تعذيب وتقتيل وبعد تولي العباسيين راح ابو العباس السفاح يتتبع كل اموي لقتله وكل والي او عامل للأمويين لقتله وكل نصير للأمويين لقتله بعد ان يساموا بالسياط سوء العذاب ولقد ظلت روح الانتقام العباسي تطارد العباسيين ضد بني امية طوال 90 عاما في عهود عشرة خلفاء وتتمنى ان تطول احدا من بني امية على قيد الحياة فالعداء كان شديدا ودفينا بين بنى امية وبنى هاشم في الجاهلية والاسلام وكان عداء قبليا
وثيقة لسفهاء العقل:
الكتاب وثيقة جديدة صادقة مكتوبة بترتيب ناضج لا يخفى ولا يدارى يواجه سفهاء العقل، والذين لم يستفيدوا من دروس التاريخ وتجارب الخلافات الإسلامية إلى عودة نظام الخلافة، وهم يعلمون أن مثالب هذا النظام في إدارة أمور الدنيا تطغى على أحلام الحالمين
في العصور الوسطى كان وجه الأرض كله، في قارات العالم الثلاث، المعروفة فى تلك العصور، يحكم بأسر حاكمة تقدم لحكم الشعوب حكاماً يحملون ألقاب: الملك، والسلطان، والإمبراطور، وكان المقصود بلقب «الخليفة» في عصر الخلفاء الراشدين: أن الحاكم خليفة، لأنه يخلف من سبقه، إلى أن اجترأ الخليفة «أبو جعفر المنصور»، فجعل الخليفة، خليفة الله سبحانه وتعالى في أرضه، وظل الله الممدود على الأرض، ولعله وجد من الفقهاء ورجال الحاشية من يفسر له آية الاستخلاف لآدم بأنها تعنى أن الخليفة هو خليفة الله الذى اختاره الله ولم يختره العباد، والآية لم تعن أكثر من أن الجنس البشرى بأسره «من أبناء آدم» قد استخلفه الله في الأرض، لتعمير الأرض أعاد الكتاب قراءة 40 كتاباً في تاريخ الخلفاء، وقدم في لغة سهلة بسيطة مباشرة تميز بها سليمان فياض، وخلص إلى نتائج مقلقة، لقد كانوا في أغلبهم يريدون أن يكون الناس «بلا تفكير، ولا معرفة، ولا ذاكرة» الكل كان يحكم «بهواه باسم الدين»، النزاعات والمذابح والخلافات الفقهية الحقيقية، والمكذوبة كانت ستاراً لجمع الخراج، ولحياة الترف والبذخ الأسطوري الذى عاش فيه أغلبهم، للقتل والتعذيب والاضطهاد في تاريخ الدولتين الأموية والعباسية أساطير لا تصدق وكلها كانت تتم تحت ستار الدين والخلافة، وفى وجود الفقهاء وأصحاب الفتوى والرأي الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه الآن.