العشائر العراقية والسورية تحت مقصلة "داعش"

الأحد 21/ديسمبر/2014 - 07:46 م
طباعة العشائر العراقية
 
العشائر العراقية
كشفت واقعة اكتشاف ثلاث مقابر جماعية تضم جثث 710 قتلى من أبناء عشيرة "الشعيطات" التي تقيم في قرى وبلدات جرانيج والكشكية وأبو حمام السورية، عن الحجم الضخم لضحايا المجازر التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في ريف دير الزور شرقي سوريا وفى العراق.
حيث أكد مركز العدالة السوري للتوثيق في بيان له "أنه تم اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في ريف دير الزور الشرقي، تكشف عن حجم الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش بحق "المدنيين العُزل" في المناطق التي أخضعها لسيطرته بقوة السلاح، ووثَّق المركز الحقوقي اكتشاف ثلاث مقابر جماعية، الأولى بتاريخ 16 ديسمبر وضمت رفات 450 ضحية، والثانية تم اكتشافها في اليوم التالي وضمت رفات 235 ضحية، والثالثة ضمت رفات 25 ضحية، وبلغت الحصيلة النهائية 710 قتلى مع  التعرف على العشرات من أسماء الضحايا، في حين لم يتم التعرف على ما تبقى بسبب "التفسخ والتشويه والتمثيل بالجثث الذي تعرضت له بعد القتل".
ودعا مركز العدالة الحقوقي السوري كافة المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان إلى وضع حد لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يتعرض لها السوريون على يد تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.

العشائر العراقية
يذكر أن عشائر البوجامل  تحالفت مع الكتائب المسلحة  و«جبهة النصرة» وقامت بالدخول باشتباكات مباشرة مع «داعش» على أطراف البوكمال، وأرسل شيخ عشائر البوجامل لأمير «النصرة» أبو محمد الجولاني قائلاً (هذي كلمتكم؟!)»  وكانت «داعش»  دائما ما تثير الصراعات بين العشائر في دير الزور.
ولا تقتصر الحرب المستعرة بين العشائر وتنظيم الدولة على سوريا فقط، بل تمتد الى العراق أيضا فالحكومة العراقية  تسعى إلى استمالة العشائر السنية للتحالف معها ضد الدولة الاسلامية داعش،  وكان رد التنظيم تنفيذ  عمليات قتل جماعية بحق العشائر التي حملت السلاح ضده لبث الخوف في نفوسها حتى تتراجع عن مساندة الحكومة 
وكانت البداية مع قتل نحو 500 قتيل أبناء العشيرة على يد "داعش" خلال الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى أن هناك مئات الشباب مصيرهم مجهول، بينما تستمر عمليات الخطف والتصفيات وتزداد يوما عن يوم  ولا تتلقى عشيرة البونمر دعما من الحكومة ولا من أي جهة أخرى، لصد إرهابيي التنظيم، ما أدى إلى زعزعة ثقة العشائر بحكومة حيدر العبادي.
وسبق أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا بدت فيها على الأقل ثلاثون جثة لعناصر صحوات البونمر ممددة جنبا إلى جنب وسط طريق، وحولها بقع من الدم، وظهر العديد من الضحايا معصوبي العينين، وقد وثقت أبديهم خلف ظهورهم.

العشائر العراقية
ويقول الشيخ نعيم الكعود أحد زعماء عشيرة البونمر "طالبنا رئيس الحكومة حيدر العبادي ونائبه صالح المطلك أن يقدموا المساعدة لعشيرتنا قبل وقوع عمليات القتل من دون أي نتيجة  وكان الكعود ضمن الوفد الذي التقى العبادي وأكد على  أن رئيس الوزراء وافق على "تسليح مقاتلي عشيرة البونمر والعشائر المجاورة لها التي ما زالت محاصرة وتقاتل داعش".
ويقول الباحث الزائر في مركز كارنيغي الشرق الأوسط كاوه حسن، إن ما جرى مع البونمر "سيعقد بالتأكيد جهود الحكومة العراقية والولايات المتحدة لضم عشائر أخرى إلى القتال ضد التنظيم وأن داعش يريد "أن يقول للسنة إن الحكومة ضعيفة وغير قادرة على حماية السنة المناهضين له، وأن الجيش فاقد للمعنويات بينما الضربات الجوية لا تحقق نتيجة و أن "الإرهاب وحملة الإبادة بحق عشيرة البونمر تشكل عاملا رادعا للسنة، لكن السؤال الأهم هو إلى متى" يستمر هذا الردع.
ويؤكد شيوخ وخبراء أن محاولات التنظيم بث الرعب في صفوف العشائر قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتحضها على قتال أوسع ضده بعد أن سيطر  التنظيم على غالبية  محافظة الأنبار ومناطق واسعة في شمال العراق وغربه وتنفيذ سلسلة من عمليات القتل الجماعي بحق عشيرة البونمر، علما بأن العديد من أبناء البونمر في الشرطة، كما كانوا جزءا من "الصحوات" السنية التي قاتلت تنظيم القاعدة في الأعوام الماضية.

العشائر العراقية
ودخلت عشيرة البوعلوان في صراع على مناطق النفوذ بعد مقتل عدد منها أبناءها على يد داعش حيث  يقول الشيخ عمر العلواني وهو من شيوخ العشيرة أبناء العشائر كانوا "يظنون أن الحرب تجري لنصرة أهل السنة، لكنهم تأكدوا أن ما يجري مجزرة بحق أهل السنة وأن اتحاد جميع العشائر في الأنبار ضد الجريمة التي راح ضحيتها أطفال دفع  عدد من أبناء العشائر من كردستان العراق، إلى العودة الى  الأنبار ليحملوا السلاح ضد المتشددين من داعش .
 وكانت ومازالت  المواجهات على أشدّها  بين أبناء العشائر ومسلّحو داعش ويظهر استمرار أعمال العنف مدى صمود التنظيم رغم الضربات الجوية الأمريكية ضد مناطق نفوذه  بالعراق وسوريا وصمد أفراد عشيرة البونمر لأسابيع  في وقت سابق تحت حصار مقاتلي تنظيم" داعش» في الأنبار، لكن إمدادات الذخيرة والطعام والوقود بدأت تنضب لديهم في الآونة الأخيرة، وانسحب مئات من المقاتلين، كما فر مئات من أفراد العشيرة من قريتهم، وأسر تنظيم «داعش» الكثير من أفراد العشيرة وقتلهم بالرصاص من مسافة قريبة، وأعدم أكثر من 300 شخص منذ بدأت عمليات القتل 
ولم تسلم عشيرة البوفهد،  من قتل التنظيم بعد أن شن الجيش هجوما مضادا بمساعدة العشيرة  على التنظيم وبدأ أن عملية القتل الجماعية  لهم جاءت انتقاما من معارضة العشيرة لداعش،  على غرار عدة عشائر سنية في محافظة الأنبار ومحافظات أخرى، دعمت  القوات الحكومية في عملياتها الرامية إلى هزيمة التنظيم المتشدد في المناطق الخاضعة منذ أشهر لسيطرته.

وردت العشائر بأعلان مجلس أعيان الموصل بالعراق، عن مقتل مسئول التدريب بجماعة "داعش" الارهابية في المدينة، وقال عضو المجلس إبراهيم الطائي إن "قوات من عشائر الموصل تمكنت من قتل بهاء وجيه الأيوبي الذي يشغل منصب مسئول التدريب لعصابات داعش الإرهابية في مدينة الموصل".
وأوضح الطائي، أن "الأيوبي كان قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة، ومن ثم التحق مع عصابات داعش الإرهابية، ليشرف على تدريب المنضمين الجدد إليها"،  وأن "قوات من عشائر الموصل، بدأت بتصفية قيادات عصابات داعش الإرهابية في مدينة الموصل".
وكان النائب عن محافظة نينوي عبد الرحمن اللويزي، قد كشف عن وجود فصائل مسلحة تقود عمليات اغتيال ضد عناصر "داعش" بشكل مخفي في المحافظة، وهو ما يدفع التنظيم الإرهابي دائمًا إلى قتل العديد من أبناء العشائر العراقية والسورية  

شارك