إخوان"البنا" ودواعش "البغدادي" وجهان لعملة واحدة

الثلاثاء 30/ديسمبر/2014 - 07:42 م
طباعة  إخوانالبنا ودواعش
 
قال أبوبكر الأثري القيادي بتنظيم «داعش»: "إن الناظر في الأحداث المتسارعة في مصر الكنانة، ليرى بكل وضوح حجم العمالة وكِبر الخيانة، التي رُبي عليها هؤلاء القوم من العساكر والأجناد وقياداتهم من الضباط والرؤساء أولى الردة والإفساد أذلهم الله على رءوس العباد يوم المعاد، حتى ربت وطفت على السطح وأخذوا يوغلون في دماء السالمين المسلمين بدون وجه حق، ولا صواب، منفذين ما رُبوا عليه حذو القذة بالقذة، فقتلوا وجرحوا فسالت الدماء أنهاراً، وأسروا وأرهبوا فملأوا قلوب العجزة والرضع والنساء هلعاً وجزعاً، ونزعوا منها الاطمئنان وحرقوا المساجد فأضحت رماداً، وما تركوا فتيلاً من الظلم والغطرسة إلا تعلموه".
سيد قطب
سيد قطب
وأضاف في بيان له تحت عنوان «الإبانة في نصرة أهل الكنانة»: "فكل هذا من جنود فرعون وعساكره ليس بمستغرَب ولا هو بالمستهجَن، إنما الغرابة كل الغرابة على من رضي بالذل وهان عليه، وأرضاه القتل والتشريد والضيم، والتحف لحاف الجزع والوهن، فما صدر منه إلا كلمة ليتها كانت قوية، ولكنها أبانت عن كامل الهزلية، فنادى وقال: سلمية.. سلمية.. سلمية فأين عقولكم يا قوم، وأين مروءتكم، وأين ضميركم؟ أما سجّرت هذه الدماء نخوتكم، وألهبت حماسكم، أما زال الوقت مبكراً على نداء وإعلاء صوت منادي الجهاد، فإلى متى؟ إلى أن ينهيكم قتلاً وتعذيباً هذا الفرعون الجلاد، أو حين يقتل المئات بل الآلاف من العباد، ألم تسمعوا وتقرءوا ما قال ذاك الأسد الهزبر الشهيد سيد قطب يوم قال: لا بد من فدية، لا بد من بلاء، لا بد من امتحان؛ لأن النصر الرخيص لا يعيش، لأن الدعوة الهيّنة يتبناها كل ضعيف، أما الدعوة العفية الصعبة فلا يتبناها إلا الأقوياء، ولا يقدر عليها إلا الأشداء».
 وقال: "أما طريق الصوت المختلط بالعي والهنات، فلا يردّ حقاً ولا ينصر شرعاً، وأقول: عليكم بالسلاح السلاح، فنادوا واهتفوا الآن الآن «حي على الجهاد»، واعلموا أن النصر صبر ساعة، وأن الله وعد عباده بالتمكين والتثبيت، وأن الراية لا بد أن تكون شرعية نقية من كل شائب كمثل العلمانية والديمقراطية، فقد جربتموها فلم تأت بالخير بل أتت بالويل والثبور، فهل منكم من رشيد متعظ؟".
هذه التصريحات تؤكد على الارتباط الفكري والمنهجي بين كل من الجماعتين الإرهابيتين فقد احتفت الجماعة بانتصارات داعش عقب استيلائها على الموصل وأرسل قادة الإخوان تهنئة لتنظيم "داعش" في العراق على ما حققوه على الأرض، وهو ما اعتبر إثباتا واضحا على تحالف الإخوان مع الجماعات الإرهابية.
حسن البنا
حسن البنا
وتؤكد العناصر التالية  حالة التقارب بين داعش والإخوان وأنهما وجهان لعملة واحدة.
أولاً: الخلافة، التي تعد المشروع الأساسي والفعلي لجماعة الإخوان الذي يقوم على إعادة الخلافة الإسلامية وهذا ما جعل الجماعة تصاب بحالة من الارتباك، حين أعلنت «داعش» الخلافة وقائدها البغدادي خليفة للمسلمين؛ لأنهم بذلك سبقوا الإخوان في تنفيذ الفكرة والهدف.
ثانياً: الموقف من السلطة، تتوافق داعش مع الإخوان حول فكرة هدم الدولة الوطنية وعدم مشروعية كل الدول التي عملوا فيها، من خلال الاستحواذ على السلطة فيها، من خلال أفكار حسن البنا و«أستاذية العالم» ونفس ما ذكره البغدادي ذكره خيرت الشاطر عن سيادة العالم.
ثالثاً: العمليات الإرهابية التي يمارسها الإخوان وتمارسها داعش أيضا، ويعتبرها فقهاء الإخوان حق الدفاع عن النفس ضد الأنظمة التي يعادونها.
رابعاً: التنظيم السري العنيف ثم العلني الذي يصفي خصومه، وهو ما تتفق فيه داعش مع الإخوان التي أخرجت معظم تنظيمات العنف الديني، بدءاً من إنشاء البنا للتنظيم الخاص وتنظيم 1965 و«الفنية العسكرية» و«جماعة الجهاد» و«التكفير والهجرة»، نجد داعش تبدأ بمقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق ثم الانضمام للقاعدة ثم تنظيم علني يقتل ويفجر الأرض ثم دولة تصفي خصومها بالذبح.
خامسا: المصريون الدواعش معظمهم من الإخوان والسلفيين المتشددين وهم على غرار الأفغان العرب في تنظيم القاعدة كانوا في الأعم الأغلب من الإخوان المسلمين كعبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وجميعهم تحالفوا مع الإخوان بعد ما يسمى "الربيع العربي".
سادسا: دعاية التجنيد الداعشية تنتمي في معظمها لجماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسها "حب الجهاد والشهادة والابتلاء" عبر الحديث عن حكاياتهم عن "السجون والصبر و«ابتسامة الميت» و«رائحة المسك» و«النور في القبور» و«فعل المعجزات» و«الحور العين»" كآلية تجنيد تعتمد على الغريزة، وهي من وسائل دعاية جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة لاستخدام «الأناشيد الإسلامية»- كل ذلك تتبناه جماعة الإخوان.
أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
 الإخواني يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أكد على هذا التوافق في النهج والأفكار عندما أعلن أن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، كان ينتمي لجماعة الإخوان في سن الشباب وأنه كان يميل إلى القيادة، وقد أغراه التنظيم بعد خروجه من السجن، وأن هذا التنظيم انضم إليه أيضا شباب من قطر وغيرها من الدول، تحت ذريعة "الجهاد في سبيل الله وقتال الكفار".
ولم ينكر عليه في فيديو تم نشره على موقع يوتيوب إعلانه للخلافة الإسلامية، وانما الطريق التي اعتبر فيها أن الخلافة لا تأتي بهذه الطريقة، بل عندما تجتمع مجموعة بلاد إسلامية تحكم بالشريعة وتميل إلى الإسلام، ولكن ليس بالضرورة أن تكون كالخلافة الأولى، بل إنها قد تكون اتحادا فيدراليا أو كالاتحاد الأوروبي.

شارك