بعد تسليم "مسئول استخبارات شباب المجاهدين" نفسه.. "الحركة" تنفي عضويته.. وخبراء: بداية انهيار

الأربعاء 31/ديسمبر/2014 - 11:51 ص
طباعة بعد تسليم مسئول استخبارات
 
بعد مُضي نحو سنتين ونصف، من رصد الولايات المتحدة مبلغًا ماليًا قُدر بنحو 33 مليون دولارًا لمن يُدلي بمعلومات عن أماكن تواجد سبعة من كبار قادة حركة الشباب المجاهدين الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة، سلّم زكريا إسماعيل أحمد حرسي، مسئول الاستخبارات في الحركة، وأحد أبرز المطلوبين على قائمة القيادات الصومالية السبع التي وضعتها أمريكا، اللافت أن الحركة لم يصدر عنها أية تعليقات على تسليم زكريا نفسه
أحمد عبدي غوداني
أحمد عبدي غوداني
وقال مسئول حكومي لوكالات الأنباء، زكريا اسماعيل القيادي في حركة الشباب سلم نفسه للقوات الحكومية في الواك بمنطقة جيدو، ومن المنتظر أن يتم نقله جوًا إلى مقديشو غدًا، فيما بث موقع راديو حكومي نبأ تسليم هرسي نفسه، وقال إنه الأمين العام للشئون المالية بحركة الشباب لكنه لم يذكر الأسباب وراء تسليمه نفسه.
اللافت للنظر أن قياديًا في الفريق الإعلامي لحركة الشباب قال إن هرسي ترك الحركة قبل عامين، وهو ما دفع مراقبون إلى ترجيح إن تكون الانقسامات وعمليات تصفية الحسابات الأخيرة داخل الحركة، هي ما دفعت زكريا تسليم نفسه، فضلاً عن تقارير زعمت أن قيادي الحركة الذي سلم نفسه لم يكن له تأثير على الشباب لأنه ليس عضوا.
ويأتي تسليم زكريا الحرسي نفسه للحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي، بعد الهجوم الواسع لحركة الشباب على مقر قوة الاتحاد الإفريقي الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة، إلا أن حركة الشباب تمكنت من اقتحامه، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من جنود القوة وموظف مدني وأربعة من عناصر الحركة، وهو حالياً قيد الاحتجاز، وفق ما أفاد مسئولون صوماليون. 
تفاصيل العملية التي أثير بشأنها الكثير من الروايات، أوضحها مسئولون صوماليون، حيث قالوا: "إن مسئول استخبارات حركة الشباب زكريا إسماعيل أحمد حرسي، سلم نفسه للحكومة الصومالية أمس (السبت) 27 ديسمبر 2014، في منطقة جيدو جنوب الصومال، على الحدود المشتركة مع كينيا وإثيوبيا.
وقال المسئول العسكري عن المنطقة جمعة موسى إن زكريا إسماعيل كان من كبار القادة العاملين مع غوداني، مشيرًا إلى القائد السابق للشباب أحمد عبدي غوداني الذي قُتل في غارة أمريكية في سبتمبر الماضي، مضيفاً: "زكريا كان مسئولاً عن الاستخبارات والمالية وهو أحد كبار قادة الشباب الذين رصد الأمريكيون مكافأة كبيرة للقبض عليهم"، مشيرًا إلى أن القيادي في الحركة كان يختبئ في منزل في المدينة الحدودية، واتصل بمسئولين حكوميين لتسليم نفسه.

تعليق الحركة على تسليم زكريا نفسه

تعليق الحركة على
وفي الوقت الذي رفضت الحركة التعليق رسميًا على تسليم زكريا نفسه إلى الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي، قال مسئول بارز من الحركة لوكالة أنباء "رويترز" إن زكريا لم يكن عضوًا في الحركة منذ نحو عام، كما أن الحكومة بالغت في هذه القصة فقط للتغطية على الهجوم الأخير على قاعدة الاتحاد الإفريقي، في إشارة إلى القاعدة الرئيسية للاتحاد في مقديشو والتي تعرضت لهجوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل العديد.
وعلى الرغم من الحركة لا تزال تسيطر على مساحات من الأراضي في مناطق ريفية في جنوب ووسط الصومال، إلا أنها فقدت العديد من المدن الرئيسية في هجومين رئيسيين شنتهما قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي والجيش الوطني الصومالي، ورجح خبراء أن تكون الحركة الشباب تعاني انقسامات حادة دفعت إلى كل ذلك الشقاق، الذي ربما ينتج عنه في النهاية إلى تفكك الحركة.
كانت الحكومة الصومالية عرضت عفوا على أعضاء الحركة في سبتمبر الماضي، إلا أن قيادييها لم يستغلوا هذا العرض، واستمرت الحركة في سعيها إلى إسقاط حكومة مقديشو المدعومة من الغرب وتريد أيضا فرض رؤيتها المتشددة للشريعة في البلاد.

الحكومة الصومالية تؤيد المكافأة الأمريكية

الحكومة الصومالية
كانت الحكومة الانتقالية في الصومال قد أيدت المكافأة المالية التي كانت أمريكا قد عرضتها للإدلاء بمعلومات عن قيادات الحركة السبعة، حيث كانت الأكبر، في تاريخ الخارجية الأمريكية، والتي شملت قيادات بارزة في الحركة منها مؤسسها أحمد عبدي غوداني، المعروف أيضا باسم مختار أبو الزبير، المتهم بقتل مدنيين أبرياء في أنحاء الصومال كافة، كما أنه مسئول عن سلسلة من الهجمات الإرهابية التي نفذتها حركة الشباب في البلدان المجاورة.
وشملت المكافأة الأمريكية رصد مبلغ خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عن أربعة من كبار مساعدي غوداني، وهم، إبراهيم حاج جاما وفؤاد محمد خلف وبشير محمد محمود ومختار روبو، كما عرضت أيضا مكافأة بقيمة ثلاثة مليون دولار مقابل معلومات عن كل من زكريا إسماعيل أحمد هرسي وعبد الله ياري، كما رصدت الحكومة الصومالية مبلغ 500 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو إلقاء القبض على عناصر الشباب.
ويعود تاريخ إدراج الولايات المتحدة لحركة الشباب ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، إلى عام 2008، كما رحب نائب وزير الدفاع الصومالي، محمد علي عتوش، بخطوة الولايات المتحدة برصد مبالغ لمن يدلي بمعلومات عن قيادات حركة الشباب، قائلاً: "تلك الخطوة ستساعد الحكومة في معركتها ضد حركة الشباب في الصومال".
وقال عتوش لموقع "صباحي" الإخباري، "الحكومة الصومالية ترحب بهذه المبادرة الجديدة من جانب الولايات المتحدة، وتعتبرها خطوة موازية للمكافآت التي عرضتها الحكومة الانتقالية"، مضيفا أن حركة الشباب تشكل تهديدًا للاستقرار في الصومال وفي منطقة شرق أفريقيا برمتها.
كما رحبت ميليشيا "أهل السنة والجماعة" الموالية للحكومة الصومالية بهذه الخطوة، وقال المتحدث باسم مجلس علمائها الأعلى، الشيخ عبد القادر سومو، "المكافأة الأمريكية خطوة نحو الأمام في الحرب ضد الشباب"، مضيفاً "إن من شأن رصد مكافأة للقبض على قادة الشباب أن يثير الخوف في نفوس القادة، وأن يخلق أزمة ثقة بين صفوف الحركة، وستؤدي بالتالي إلى تفككها لأن قادتها سيصبحون من المطلوبين، ولن يفكروا سوى بالاختباء والحد من تحركاتهم العلنية لكي لا يتعرف عليهم المواطنون".
وقال محللون، إن من شأن المكافآت التي عرضتها الولايات المتحدة أن تزيد من حدة الضغوط التي تتعرض لها حركة الشباب، لاسيما وأنها تزامنت مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها الحملة العسكرية ضدها، فيما عبرت الحركة عن موقفها من الخطوة الأمريكية في بيان عممته وقتها، وقالت "حركة الشباب تعتبر الخطوة مجرد عرض لن يجدي نفعا، وتعهدت بالاستمرار في القتال".
وقالت الحركة في بيان نشر على مواقع تابعة للحركة: "يعرف الكفار من هم خيرة كبار قادة المسلمين، ولهذا السبب يعرضون المال لمحاولة معرفة أماكن تواجدهم، لقد قتل في السابق قادة مجاهدون من خلال خطط مماثلة بينما يستمر آخرون في الجهاد".
وقال خبراء في الحركات الأصولية، إذا تأكد أن هرسي سلم نفسه فستكون هذه ثاني ضربة قوية لقيادة حركة الشباب خلال بضعة أشهر، حيث قتل في سبتمبر الماضي احمد عبدي جودان، القيادي الرئيسي في الحركة في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار.

شارك