هل تبدد "داعش والقاعدة "أحلام التونسيين بالاستقرار؟

الأربعاء 31/ديسمبر/2014 - 01:57 م
طباعة هل تبدد داعش والقاعدة
 
قال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي: إن الوحدات العسكرية تمكنت من كشف عشرات الجثث تعود لمسلحين في مقبرة جماعية في جبل الشعانبي في محافظة القصرين القريبة من الحدود الجزائرية شمال غربي البلاد، حيث يختبئ مسلحون منذ حوالي سنتين، وإن الوحدات العسكرية قصفت الكثير من المخابئ التي كانوا يتحصنون بها.
وشدد على أن 4 سنوات من الانتشار الميداني في مجال حفظ النظام جنّبت بلادنا سيناريو حرب أهلية على غرار البلدان التي شهدت ثورات ومكّنت تونس من العبور إلى بر الأمان.
وكشفت وزارة  الدفاع عن أسماء عدد من المطلوبين، من بينهم بلال عز الدين كامل وأنور الشريف الذهيبي وسيف الدين بن صالح الجمالي.
باجى قائد السبسي
باجى قائد السبسي
يأتى ذلك في الوقت الذى يؤدي الرئيس باجى قائد السبسي الرئيس المنتخب في جلسة عامة استثنائية بالمجلس النيابي اليوم، اليمين الدستورية قبل أن يتسلم السلطة رسمياً من  منصف المرزوقي الذي حكم منذ ديسمبر 2011 ليكون أول تحد يواجهه السبسي هو الجماعات الإرهابية التى تتركز في منطقة جبل الشعانبي في محافظة القصرين شمال غربي البلاد بالإضافة إلى تشكيل الحكومة المقبلة التي تترصدها حركة «النهضة» الإخوانية لتحقيق مكاسب سياسية للتقارب مع حزب «نداء تونس» العلماني تحت دعوى الوحدة الوطنية التي تجمع كل الأطراف. 
وزير الداخليّة التونسي لطفي بن جدّو تحدث عن معلومات استخباراتية حول أثرياء من دول الخليج يحملون الفكر التكفيري يمولون الجماعات الإرهابية في تونس وأنّ تحرّكاتهم زادت حدّة قبيل الانتخابات الرئاسية، وتمّ التكتّم على الأمر لعدم إحداث فوضى في مكاتب الاقتراع ممّا قد يؤثّر على مجرى الانتخابات.
هل تبدد داعش والقاعدة
 حديث وزير الداخلية التونسي يكشف عن "كتيبة عقبة بن نافع" التي تمثل الذراع العسكري لتنظيم داعش في تونس والذي بايع تنظيم "الدولة الإسلامية"،"داعش " ودعاه في بيان له إلى "التقدم وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان"، والتحرك خارج سوريا والعراق، وأنه جزء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
هل تبدد داعش والقاعدة
هذه الجماعة  كانت جزءا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي قامت بتفجير عدة ألغام وتبادل لإطلاق النار مع الجيش التونسي منذ أبريل 2013، ومنها انفجار لغم في 1 يونيو  في شاحنة عسكرية من نوع هامر وانفجار لغم مزروع في طريق يستعملها المدنيون والعسكريون في منطقة تبعد 7 كيلومتر عن مدخل مدينة القصرين أدى إلى انفجار عربة عسكرية؛ مما تسبب في مقتل عسكريين وإصابة عسكريَين آخرين، وفى 29 يوليو 2013  قامت مجموعات مسلحة بقتل 8 جنود في كمين منهم اثنان ماتا مذبوحين؛ ليرد الجيش التونسى في 2 أغسطس 2013 بعمليات واسعة النطاق في جبل الشعانبي بقصف بالمدفعية والطائرات لمدة تجاوزت أكثر من ثلاثة أيام وفي أغسطس 2013 قصف الجيش التونسي جبل سمامة بالمدفعية الثقيلة للاشتباه في تسلل إرهابيين إليه، وأدى القصف إلى مقتل ثلاثة مسلحين ومشطت وحدات من الحرس والجيش الوطنيين الجبل.
لطفي بن جدو
لطفي بن جدو
وقال وزير الداخلية لطفي بن جدو إن وزارته تعرّفت على جميع عناصر المجموعة المنفذة لأحداث الشعانبي وهم تونسيون وجزائريون ينتمون لخلية عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وبدأ الجيش التونسي عملية عسكرية كبيرة وواسعة النطاق في 2 أغسطس 2013 في جبل الشعانبي، واستعمل الجيش المدفعية والطائرات المقاتلة (من نوع نورثروب إف-5) ووحدات من المشاة وأخرى خاصة، ووقعت حرائق كبيرة في جبل الشعانبي جراء القصف. 
 هذا الصدام المستمر منذ 2012 بين القاعدة وداعش والجيش التونسي جدد المخاوف من التنظيمات الإرهابية وخطورتها على الاستقرار في تونس قبل وبعد العملية الانتخابية، وهو ما أعلنت عنه السلطات التونسية أن مجموعات إرهابية تهدد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي  انتهت بالفعل. 
وأعلنت قائمة المتورطين في أحداث جبل الشعانبي من بينهم زعيم أنصار الشريعة في تونس سيف الله بن حسين الملقّب بأبو عياض وكمال القضقاضي المتهم الرئيس باغتيال السياسي شكري بلعيد، إضافة إلى جزائريين. 
لتستمر عمليات الرصد للتنظيم الموالي لـ "داعش" والذي تؤكد المعلومات الأمنية وجود انقسام داخله بعد تأثر التونسيين من صغار التجربة والسن بـ "داعش" وإعلانهم الولاء؛ الشي الذي أثار غضب المنتمين إلى تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب من الجزائريين والمغاربة الذين يسيطرون على القيادة  ليصل الصراع بين التنظيمين الإرهابيين، "القاعدة" و"داعش" الى درجة  طرد التونسيين من أعضاء القاعدة إلى جزء آخر من جبل الشعانبي، مع التنافس المحموم بينهما على الخلايا النائمة جناح "عقبة بن نافع" الموالي لـ"داعش" وبين "القاعدة".
هل تبدد داعش والقاعدة
تنظيم القاعدة في تونس يعود  إلى عام  2012 و أعلن تبنيه لعدة عمليات عسكرية في تونس، كان أهمها الهجوم الذي استهدف منزل وزير الداخلية  لطفي بن جدو في ولاية القصرين و استهدف وحدة من الجيش التونسي، في جبل الشعانبي وأسفر عن مقتل 8 من أفراد الجيش، 
ليؤكد الدكتور مختار محمد الخبير السياسي، أن جبل الشعانبي بتونس منطقة استراتيجية للتنظيمات الإرهابية وللمتشددين،  وأن  تنظيم القاعدة لديه نفوذ قوى  وسيطرة  على منطقة الجبل.
وشدد على  أن العمليات العسكرية في تونس لم ولن تنتهي بسهولة، وسيخوض الجيش حربًا قوية أشبه بحرب الاستنزاف سيتكبد فيها الكثير من الخسائر، في مواجهته مع تلك التنظيمات المتسددة والمسلحة تسليحا قويا.

شارك