مخاطر توظيف القرآن الكريم.. الدراسة المرفوضة لـ" علي مبروك" من جامعة القاهرة
الأربعاء 20/مارس/2024 - 11:40 ص
طباعة
حسام الحداد
رفضت لجنة الترقيات بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة في الفصل الدراسي 2014/2015، خمسة دراسات تقدم بها الدكتور "علي مبروك" للحصول على درجة الاستاذية في الفلسفة، لكن اللجنة رفضت هذه النصوص وقدمت حججًا واهية لتبرير الرفض من ذلك عدم توثيق الكاتب للدراسات في الوقت الذي تثبت الدراسات أن أقل دراسة وعدد صفحاتها أربعون يوجد بها 132 احالة توثيقية مرجعية، فالسبب الحقيقي للرفض هو جراءة المضمون الذي طرحها الباحث في دراساته وقد جمعها في كتاب سوف يصدر تحت عنوان "من اللاهوتي الي الانساني - أفكار مؤثمة" يصدر عن دار مصر العربية للنشر في معرض الكتاب القادم
الكاتب:
على مبروك.. مدرس في كلية آداب القاهرة. تخرج . في قسم الفلسفة عام 1980. وحصل على الماجستير سنة 1988 في رسالة عنوانها : "النبوة من علم العقائد الى فلسفة التاريخ، استغرق علي مبروك 8 سنوات في تحضير الماجستير.. وكادت المناقشة ان تصبح مناسبة لفصله من الجامع، .وفي 1995 ناقش رسالة الدكتوراه عن موضوع يسير في نفس الأرض الخطرة: بعنوان "..الامامة والسياسة.." ومن النصوص التي تم رفضها حصلنا على جزء من دراسته بعنوان مخاطر توظيف القرآن الكريم.
مخاطر التوظيف:
في دراسة بعنوان مخاطر توظيف القرآن الكريم يرى الدكتور علي مبروك أن ارتباكات المشهد العربي المسيطر فيما يقال إنها دول الربيع العربي ترتبط بتصاعد وتيرة استدعاء الدين ليلعب الدور الأكثر حسما في المجال العام، ولذلك يقدم الباحث هذه الدراسة بسبب اتساع لغة القرآن، الأمر الذي يؤدي إلى دخول الإنسان في بناء ما تجري نسبته إلى القرآن من القواعد والأحكام التي يسعى دعاة الإسلام السياسي للسيطرة بها على المجال العام ويضيف الدكتور علي قائلًا: إذا كانت الآلية التي يشتغل بها صراحة – خطاب تديين السياسة- الذي يتعالى في عالم ما بعد الثورات العربية تتمثل فيما يقوم به المشتغلون في حقل هذا الخطاب من استدعاء ما ينسبونه الي الدين من القواعد والمحددات لتقييد مجال الممارسة السياسية فيها.. فإن الكثير من هذه القواعد المنسوبة إلى الدين وخصوصًا في مجالي الممارسات السياسية والاجتماعية بالذات هي محض تحديدات فرضتها مقتضيات الضبط السياسي والاجتماعي ثم راح يجري اخفاؤها وراء قداسة الدين لإكسابها الديمومة والرسوخ ومن حسن الحظ ان ثمة من الفقهاء الكبار من ادخل تلك القواعد الخاصة بالمعاملات السياسية والاجتماعية في باب المصالح التي يقوم أصلها في العقل
ولاية النساء:
وكمثال لما يجرى تقديمه من قواعد السياق السياسي الراهن يقدم الدكتور علي القاعدة المستقرة الخاصة بعدم جواز ولاية النساء وغير المسلمين، حيث يقول الباحث، على الرغم من أن الانسانية قد انتقلت من سياق كان فيه الجنس او الدين هو المحدد لهوية الفرد والجماعة وبما يترتب على هذا من اخلاء المركز لصاحب الجنس او الدين ( السيد ) واقصاء ما دونهما الى الهامش، فان فاعلية هذه القاعدة تظل مستعصية على التحدي حتى الآن، ويضيف الباحث: ولسوء الحظ فإنه يجرى تشغيل مثل هذه القواعد علي نحو مطلق وبصرف شروط السياق وتحديداته، والقصد هو تثبيت واقع سياسي واجتماعي بعينه وهذا القصد لا يحقق نفسه مباشرة بل انه يتخفى وراء مقاربه معرفية للقران تقوم علي اهدار السياق بما هو السبيل الوحيد لإطلاق الدلالة وتثبيتها علي نحو نهائي وضمن هذه المقاربة المعرفية فإن هذا الإهدار للسياق سوف يؤسس نفسه على قواعد ومفاهيم من قبيل الإجماع والناسخ والمنسوخ والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولا اجتهاد مع النص وغيرها ويضيف الباحث قائلًا ولسوء الحظ وفي سياق توجيه القرآن إلى النطق بقاعدة عدم جواز الولاية السياسية للنساء وغير المسلمين فإن القرآن لا ينطق بهذه القاعدة أو غيرها على نحو مباشر، بل يجري إنطاقه من خلال قصدية إنسانية تهيمن عليه وتجعله موضوعا لاشتغالها وتجهد في السعي الي اخفاء نفسها لكي تظل المخايلة قائمة بان القران لايستنطق بل ينطق
ماذا يطرح الكاتب؟
تهدف هذه الدراسة إلى تحرير القرآن من المسئولية عن قول بعينه في مسألة محددة لتوضع هذه الآلية على كاهل آلية القراءة المهيمنة على التعامل معه، ويقول الباحث لتوضيح فكرته منذ اللحظة التي يصبح فيها القرآن موضوعًا لفعل القراءة الإنساني بطبيعته، فإنه ليس لأحد أن يقطع بأن القرآن (يقول كذا) في مسألة ما، بل يتوجب عليه تقرير أن فعله القرائي يوجه القرآن إلى هذا القول بالذات في تلك المسألة بعينها وحين يدرك المرء أن القرآن منذ لحظة تنزيله موضوع لقراءة، فإنه يلزم تأكيد أن الكثير مما ينسب للقرآن قوله إنما هو نتاج فعل قراءته بالأحرى، فالقراءة فعل بشري وما ينتج عنها أمر بشري، فإن نسبة القول إلى أن القرآن ذي مصدر إلهي انما يقصد الي جعله قولا إلهيا حتى يصبح بذلك فعل الدلالة الاجتماعي أو السياسي موضوعا لقول الهي اورده القران، متجاهلين ان ما يفعلونه فعل قراءة حتى ولو اكتفوا بمجرد الاقتباس من القرآن.