مدحت قلادة : الاستفتاء على الدستور كشف ضعف حشد تيار الاسلام السياسي
تراجع مشاركة الشباب له أسبابه.. المرأة والأقباط
صنعا الفارق في التصويت
الحكومة عاجزة عن مواجهة الاخوان والتنظيم الدولي
انتقد مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية الأوروبية
تراخى الحكومة برئاسة الدكتور حازم الببلاوي في التعامل مع جماعة الاخوان الارهابية،
بعد تصاعد أعمال العنف واستهداف المواطنين وجنود الجيش والشرطة، والتحريض على اسقاط
الدولة، والتعاون مع جهات أجنبية للعبث بأمن البلاد.
وأكد قلادة أن الحكومة لا تحترم حقوق المسيحيين،
وانها لا تعرف إلا بالأديان السماوية الثلاثة فقط، بالمخالفة للمواثيق الدولية لحقوق
الانسان، والتي تمنح المواطنين حرية الاعتقاد وممارسة شعائرهم الدينية، منتقدا تراجع
التصويت السلفي في الاستفتاء على الدستور بالكثافة التي حرص على ابرازها حزب النور
خلال عمل لجنة الخمسين لتعديل الدستور، والتهديد بالانسحاب في حال عدم النص على تفسير
لمادة الشريعة...فإلى الحوار
·ماذا تعني لك نتيجة الاستفتاء وموافقة 98% على الدستور؟
نجاح الاستفتاء عملية مهمة تعني خروج الاخوان من
المشهد السياسي تقوية المرأة وعودتها للحياة السياسية من جديد بعد عقود من التمييز والاقصاء، والاعتراف
بكتلتها التصويتية وهو ما سيتم وضعه في الحسبان خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة،
إلى جانب التأكيد على قوة الصوت القبطي، وتأثيره على نتيجة الاستفتاء، والقدرة على
الحشد، والانتصار للدولة المدنية، وانه آن الأوان لاحترام حقوق المواطنين دون تمييز
بينهم، وأن التصويت يكشف عن الكتلة التصويتية المهمة لحزب الكنبة وكذلك كل فئات المجتمع
التي لم تخرج للمشاركة في الاستفتاء والانتخابات السابقة بنفس هذه الكثافة.
·كيف تري مشاركة الشباب والسلفيين والاقباط في الاستفتاء؟.
السلفيين ارضوا الاخوان، وفى الوقت الذى نظم فيه
حزب النور السلفي المؤتمرات لدعم الدستور، كانت القاعدة الانتخابية للحزب بعيدة تماما
عن المشاركة، ولم تظهر لجان الاستفتاء أي تواجد لحزب النور والسلفيين، وهذا يفسر ما
قام به حزب النور في يوليو الماضي، ففى الوقت الذى شاركت فيه قيادات الحزب في إجتماع
وزير الدفاع مع الزهر والكنيسة ومحمد البرادعي وحركة تمرد، وعزل محمد مرسي، كان أعضاء
حزب النور والدعوة السلفية يشاركون في اعتصامات الاخوان الرافضة لعزل مرسي، وهى ازدواجية
معايير كشفتها الاستفتاء، وكشفت الحجم الحقيقي لهم في الانتخابات، إلى جانب تفضيلهم
أن يكونوا في فريق العنف والتضليل على حساب المصلحة الوطنية.
وهذا الوضع يكشف عن أن الدعوة السلفية مخترقة من
الاخوان وتيار الاسلام السياسي لم يعد لديه القدرة على الحشد وحده، وبالرغم من اختلاف
المواقف السياسية المعلنة، إلا ان التنسيق لا يزال مستمرا بينهم خلف الستار.
كما أن الاستفتاء كشف عن الشباب لم يكن متواجد بكثافة في اللجان، وربما شعر البعض منهم بالعزلة والتهميش والتجريح، وربما تسببت الامتحانات في عدم وجود فرصة مناسبة لهم، مع الوضع في الاعتبار أن عدد كبير من الأقباط ممن شاركوا في الاستفتاء كانوا من الشباب والفتيات، ومن المهم أن يترتب على الدستور قوانين مهمة تعمل على تعزيز الحريات في المجتمع، وتضمن للمواطنين عامة والأقباط خاصة معيشة كريمة دون تمييز، وتعزيز للمواطنة والمساواة، وانهاء القيود المفروضة على بناء الكنائس، وانهاء الغبن الذى يقع على الأقباط ويمنعهم من تمثيل مناسب تحت قبة البرلمان.
· كيف تري الاستعداد للاحتفال بثورة 25 يناير؟
ثورة 25 يناير ثورة لم تكتمل، وهناك العديد من الأهداف التي تحققت عبر 30 يونيو، وانه بسبب انحراف مسار ثورة يناير وسرقتها من قبل نشطاء السبوبة وجماعة الاخوان المسلمين عانى المجتمع لشهور عديدة، وانتشر العنف وتمكين الاخوان في مؤسسات الدولة، والاشتراك مع مؤسسات وجهات أجنبية لبسط نفوذ الجماعة والتنظيم الدولي على كل مؤسسات الدولة، وتهديد هوية الدولة المصرية، ومن المهم التركيز على الاحتفال بـ 30 يونيو، أكثر من الشغف بالاحتفال ب25 يناير، وأعنى هنا عدم التفرقة بين الثورتين، وإنما لابد من ادراك بأن 30 يونيو صححت كثير من أخطاء يناير
وثورة يناير شارك بها عدد من الشباب والاخوان والأقباط وشخصيات تم كشفها فيما بعد، بينما خرجت كل أطياف الشعب المصري لتصحيح مسار ثورة يناير التى تمت سرقتها من شباب الثورة بفعل انشغال عدد كبير من الشباب والحركات الثورية للحصول على مكاسب خاصة بهم على حساب المصلحة العامة للمجتمع وحقوق الشهداء، وهذا الوضع المخجل هو الذى تسبب في استمرار كل أعمال العنف والتحريض ضد مؤسسات الدولة ، فكل من ليس له توافق مع الاخوان أصبح عدوا للجماعة والدولة.
· مع دق ناقوس الانتخابات وتفعيل خارطة الطريق والحديث عن ترشيح الفريق السيسي ،ايهما افضل الانتخابات الرئاسية اولا ام البرلمانية اولا؟
الافضل والمنطق هو البدء بالانتخابات البرلمانية ولكن للظرف الذي تمر به مصر يمكن التعجل ببدء الانتخابات الرئاسية وسط نضج الشعب الذي يعرف كيف يختار الرئيس القادم، خاصة وأن الاستفتاء كشف عن شعبية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدافع، وكل المصريين يعرفون الدور الوطني الذى قام به من اجل انقاذ البلاد من ألاعيب الجماعة المحظورة، وإذا ترشح السيسي للرئاسة سيكون من الصعب أن يجد منافسوه طريقا سهلا للوصول إلى كرسي الرئاسة.
· كيف تري تعامل الحكومة مع الاخوان في ضوء قرارها باعتبارها جماعة ارهابية؟
طالبت في منتدى حقوق الأقليات بجينيف باعتبار جماعة الاخوان جماعة ارهابية، وفى لقاءات كثيرة قامت بها المنظمات القبطية في اوروبا خلال لقاءات متعددة تمت المناداة باعتبار الجماعة ارهابية نتيجة العنف والتحريض الذى تقوم به ضد المجتمع، ومع ذلك تأخرت الحكومة كثيرا في ظهور هذا القرار، وإن كان القرار صدر في النهاية على انه قرار ادارى دون إصدار قانون لمكافحة الارهاب.
موقف حكومة الببلاوي يكشف عن انها حكومة مرتعشة وعاجزة ، ولن تستطيع التعامل مع الموقف ، وانه بدون اصدار قانون قضائي على اعلى درجات التقاضي والزام المجتمع بالتعامل بحزم وبقوة لكل من ينتمى لكل هذه التيارات وترويج الخارجية المصرية للحكم والقانون فور اصداره لن تنجح الحكومة في مواجهة الارهاب والجماعة ومخططات التنظيم الدولي لهدم الدولة ومؤسساتها.